اتفاق أوسلو وقصر الضيافة والتوائم الثلاثة
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 19/01/23 | 17:29كنت جالساً في أحد مطاعم رام الله الكبيرة، مع شخصية حكومية فلسطينية بحضور أحد كبار الإعلاميين في السلطة وهو مقرب جداً من الرئيس الفلسطيني. المطعم يقع في آخر طابق في البناية حيث يستطيع الجالس رؤية رام الله. وليعذرني القراء على عدم ذكر اسم الشخصين خوفاً عليهما من مساءلة (زعران) أمن السلطة. ولذلك لن أدخل في تفاصيل اللقاء بل أكتفي بما قاله لي الإعلامي الفلسطيني:” انظر صديقي أحمد إل ذلك القصر، إنه قصر الضيافة عنوان الاستقلال، وهو أحد نتائج اتفاق أوسلو”. فقلت له من الأفضل لي السكوت، لأني أعرف تماماً بأن ما تقوله هو رأي “شلة” المنتفعين من عباس.
وبما أن الشيء بالشيء يذكر، فلا بد من الإشارة إلى مقال نشر في موقع العرب في السابع عشر من الشهر الحالي بعنوان “دفاعا عن.. مرحلة أوسلو” لكاتب يحمل اسم حميد قرمان، الذي يدافع بشدة عن أوسلو وأصحاب اتفاق أوسلو. يقول قرمان في مقاله إن ” اتفاق اوسلو جاء لتحقيق كيانية الدولة الفلسطينية؛ من خلال تسليم كامل الضفة الغربية وقطاع غزة بسيطرة أمنية ومدنية إدارية كاملة للسلطة الفلسطينية”. ما هذا يا قرمان؟ عن أي سيطرة أمنية تتحدث والتنسيق الأمني مع إسرائيل يعطيها الحق بموافقة السلطة على حرية التصرف أمنياً بمناطق الضفة الغربية دون الرجوع إليها.
حتى أن الرئيس الفلسطيني، وكردة فعل منه على سلوكيات إسرائيل الأمنية الاحادية الجانب في الضفة الغربية قال ذات يوم بدون خجل أو حياء:” لو يسألونا، نحن ننقذ كل شيء لهم”. واضح أن التنسيق الأمني أصبح في العرف السياسي للسلطة الفلسطينية ركيزة وأداة أساسية في العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي.
ويتابع قرمان أوسلو في المقال: “اليوم، القيادة الفلسطينية مطالبة بالحفاظ على اتفاق أوسلو”. متجاهلاً المصائب التي حلت بالشعب الفلسطيني بسبب أوسلو رغم أن هذا الاتفاق كما وصفه محلل سياسي “هو أكبر مصيدة في العصر العربي الحديث، نصبها الإسرائيليّون وحلفاؤهم الغربيون وبعض العرب بدقّة ودخلت فيه منظمة التحرير مصدقة كذبَة السَّلام وإقامة الدولة الفلسطينيّة المستقلة، وهي كذبة فضحتها الوقائع اللاحقة على الأرض”.
في الحادي والعشرين من شهر أكتوبر/ تشرين أول عام 1993 كتب إدوارد سعيد مقالاً طويلاً في موقع (London Review of Books) تحت عنوان(The Morning After) تناول فيه اتفاق أوسلو وتداعياته على القضية الفلسطينية.
وأشار الراحل الفلسطيني قي بداية مقاله بكل وضوح إلى أن “اتفاق أوسلو لا ترتكز موازينه على الكثير من التطلعات منذ البداية، والمشهد المهين لياسر عرفات وهو يقدم امتنانه للجميع على توقيف معظم حقوق شعبه، بالإضافة الى سخف أداء بيل كلينتون في ادعائه بعض الوقار، مثل إمبراطور روماني من القرن العشرين يلقي وصاياه على ملكين تابعين في طقوس للمصالحة والإذعان: كان ذلك كله يحجب بشكل مؤقت الأبعاد الهائلة لحقيقة الاستسلام الفلسطيني.إذاً، اتفاق أوسلو هو إذلال وإذعان واستسلام فلسطيني، وأصبح المهمة الأساسية لدى السلطة الفلسطينية.
لقد فرغ اتفاق أوسلو منظمة التحرير الفلسطينية من شرعيتها النضالية وحولها إلى قوة شرطية تعمل على منع أي عمل عسكري ضد الاحتلال الإسرائيلي، الذي كثف أعماله الأمنية والإستيطانية لا سيما في القدس والضفة الغربية، وعمل على إبعاد القضايا الأساسية (القدس، اللاجئين -حق العودة والحدود) لفرض واقع جديد.
وأخيراً,,,
عائلة رزقها الله بثلاثة توائم، ولدان وبنت، ألف مبروك. لكن الملفت للإنتباه مدى تملق العائلة للرئيس الفلسطيني، لأنها قامت بتسمية التوائم ” محمود، دولة وعباس”