الإمارات تُدرّس تاريخ اليهود وتتجاهل تاريخ فلسطين
كتب: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 25/01/23 | 15:02يوجد مثل شعبي يقول “النار بتخلف رماد”. وهذا المثل يقال أيضاً عن قائد رزين حكيم يتمتع بحس وطني، يرثه في السياسة ابنه، لكن الابن لا يسير على خطى أبيه بل عكسها تماماً، وهذا ينطبق قولاً وفعلاً على رئيس دولة الامارات السابق الراحل الشيخ زايد، الذي أصدر في العام 1972 قانوناً يقضي بمقاطعة إسرائيل مقاطعة كاملة، لكن بعد وفاته تحولت الامارات من داعم لفلسطين إلى حليف لإسرائيل، في عهد ابنه محمد بن زايد الذي قام بإلغاء القانون بالتزامن مع إعلان التطبيع الكامل بين أبو ظبي وتل أبيب، في 13 أغسطس/آب 2020.
قرار دولة الإمارات إدخال “الهولوكوست” في مناهج التدريس الرسمية الإماراتية، لم يكن مفاجأة، بل تكملة لتنازلات هذه الدولة الخليجية التي ساهم الفلسطينيون بشكل كبير في نهضتها الثقافية والعمرانية والاجتماعية، ولكن نكران الجميل هو الخط الرئيس الذي يسير عليه محمد بن زايد. فبدلاً من إدخال التاريخ الفلسطيني ولا سيما تاريخ المجازر التي ارتكبتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني منذ العام 1948كجزء بسيط من الاعتراف بالجميل، تقوم إمارات بن زايد بعكس ذلك تماماً، من خلال تدريس “هولوكوست” وأيضاً كجزء بسيط من مضمون بنود اتفاقات أبراهام العلانية والسرية.
وقد كانت الخطوة الأولى للإمارات فيما يتعلق بـمادة “هولوكوست”، قبل إدخالها في مناهج التدريس في المؤسسات التربوية والتعليمية، عندما قامت كأول دولة عربية بتدشين جناح لذكرى ضحايا الهولوكوست اليهود في فترة الحرب العالمية الثانية، في متحف “معبر الحضارات” في دبي، وهو الوحيد من نوعه في الدول العربية.
والملاحظ أن الأمور المهمة الحساسة المتعلقة بين الامارات واسرائيل يتم طبخها في سفارة الامارات في واشنطن، وهو تجاوز لوزارة الخارجية الإماراتية، مما يهني ان الأمور يتم بحثها أولاً في واشنطن وكما اعتقد بمشاركة الجانب الإسرائيلي. وكانت السفارة الإماراتية في واشنطن قد أعلنت في وقت سابق هذا الشهر، أنه سيتم “إدراج المحرقة في مناهج المدارس الابتدائية والثانوية”.
حتى أن موضوع “هولوكوست” لم يتجرأ الاماراتيون بالإشراف عليه لوحدهم كجهة رسمية مستقلة بل تشاورت وزارة التعليم الإماراتية مع معهد مراقبة السلام والتسامح الثقافي في التعليم المدرسي (إمباكت)، ومؤسسة النصب التذكاري لمحرقة اليهود (ياد فاشيم)، لوضع برنامجها.
المسؤول الإماراتي، علي النعيمي، أحد مهندسي “اتفاقات ابراهام” (اتفاقات التطبيع التي تمت برعاية أميركية)، قوله إن “إحياء ذكرى ضحايا المحرقة اليهودية يُعد أمرا بالغ الأهمية”. قد يكون ذلك من وجهة نظر أوروبية وأمريكية، ولكن يا ريت لو فسر لنا التميمي أهمية المحرقة بالنسبة للعرب عامة والفلسطينيين خاصة. ولكي لا يتم الصيد في المياه العكرة من قبل البعض، فأنا هنا لا أعني أبداً إنكار المحرقة، بل مدى أهميتها عند العرب.
أحمد عبيد المنصوري مؤسس “متحف معبر الحضارات” يقول “من ظُلم بجب أن يدافع عن المظلومين ولا يظلُم”. أنا شخصياً مه مع رأي المنصوري، ولكن السؤال المطروح الآن والذي يجب على المنصوري الإجابة عليه” هو: هل يفعل اليهود ذلك وهم الذين تعرض أجدادهم للإبادة على يد النازية؟ ألا يرى ولا يسمع الناس (والمنصوري منهم) ما تفعله دولة اليهود بالفلسطينيين؟ أم أن المنصوري أعمى في دنيا “المفتحين” وأطرش في دنيا السامعين؟
وأخيراً…
في شهر أغسطس/آب عام 2020 عملت الامارات على لم شمل عائلة يهودية يمنية حيث تدخلت لدى اليمن لتسهيل سفر الوالدين من اليمن إلى إسرائيل. فلماذا لا تتدخل الامارات لدى إسرائيل لتسهيل لم شمل عائلات فلسطينية في إسرائيل؟.