الوحدة الفلسطينية وتعزيز مقومات الصمود الوطني
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 29/01/23 | 10:37الاحد 29 كانون الثاني / يناير 2023
توسيع قاعدة التلاحم الميداني والحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها اهمية كبيرة في صون الحقوق الفلسطينية امام تلك المؤامرات ومواجهة العدوان الاسرائيلي الهمجي والصمود في الميدان من خلال الاصرار الفلسطيني على المضى قدما في خوض معركة الحرية والاستقلال ووضع حد لأطول احتلال يعرفه العالم الامر الذي يضع الجميع امام مسؤولياتهم الوطنية في هذه المرحلة المهمة فالتفسخ والتشرذم لا يخدم الا الاحتلال ويجب ان تكون الوحدة هي في المقام الاول ولا مجال للتشكيك بوحدة الصف الفلسطيني وقدرة الشعب الفلسطيني علي استنهاض حالة التوحد والوحدة والعمل علي اعادة بناء المؤسسات الفلسطينية والإنسان الفلسطيني القادر علي حماية وطنه واستقرار فلسطين .
وبكل تأكيد بات الواقع السياسي اكثر تعقيدا وضبابية في ظل مواصلة العدوان الاسرائيلي وتصعيده المستمر ورسائله لتأجيج الصراع القائم بالمنطقة كونه يتحمل كل المسؤولية عن ما يجرى بالأراضي الفلسطينية وإصراره على تبنى الحلول الامنية في ظل حكومة تؤيد التطرف وتمارس العدوان وإمام ذلك لا بد من تجسيد العمل الميداني والوحدة و المضى قدما من اجل فتح حوار وطني شامل يضم جميع الفصائل الفلسطينية وخاصة في ظل هذا التصعيد الاسرائيلي الخطير والتحريض العلني بقتل ابناء الشعب الفلسطيني .
وبرغم المؤامرات التي تحاك ضد المشروع الوطني الفلسطيني ومحاولات البعض العمل علي خدمة مصالحة الشخصية وتلك المحاولات التي تستهدف وحدة الشعب الفلسطيني ستزداد في المرحلة المقبلة بعد ان فشل الاحتلال والمحاور الاقليمية بتفتيت ومصادرة القرار الوطني الفلسطيني المستقل، و ان الرد على كل ذلك يكون بمزيد من الوحدة والتلاحم، فالوحدة الوطنية هي وحدها القادرة على افشال هذه المخططات والمحاولات وهي وحدها من يقودنا الى النصر وانجاز اهدافنا الوطنية.
تتصاعد وتيرة الاستيطان الإسرائيلي في القدس المحتلة ضمن محاولات الاحتلال فرض وقائع جديدة على الارض مستغلة الظروف القائمة حاليا لتغيير هوية القدس وطابعها العربي الإسلامي وفي هذا الاطار صادقت لجنة المالية التابعة لبلدية الاحتلال في القدس على سلسلة مشاريع ومخططات تهدف لربط المستوطنات المحيطة بالمدينة وما تنفذه حكومة الاحتلال بتنكرها لكل مبادئ عملية السلام وسعيها الدائم لتدمير حل الدولتين، وما تقترفه آلتها العسكرية من مجازر بشعة ومخالفة للقيم الاخلاقية والانسانية، وللمبادئ الاساسية لحقوق الانسان والقانون الدولي واتفاقيات جنيف، وما تقوم به من اعتداءات وتقتيل للأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ، وتهديم للبيوت وتدمير شامل في البنية التحتية ولدور العبادة من مساجد وكنائس، وتشريد مئات آلاف الأسر عن بيوتها وإبادة عائلات كاملة وتهجير أحياء كاملة، وتدمير مراكز الايواء للنازحين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، والاستمرار بممارسة مخططها لاغتيال الطموحات الوطنية للشعب الفلسطيني وتدمير بناه الثقافية والاجتماعية والاقتصادية .
المعركة التي يخوضها الشعب الفلسطيني هي معركة معقدة ومصيرية، فيها الكثير من خلط الاوراق بهدف تصفية القضية الفلسطينية، وان الواقع العربي والإقليمي والصراعات الطائفية والمذهبية وانهيار المنظومة الدولية وغياب العدالة يسهم في تشجيع الاحتلال على تنفيذ مخططاته والاستمرار بفرض سياسة الامر الواقع .
وفي ظل هذا الدمار وما وصلت اليه القضية الفلسطينية بات ابناء الشعب الفلسطيني في أمس الحاجة إلى ضرورة تجسيد الوحدة وأهمية مشاركة الجميع والعمل في كل الاتجاهات وبشكل عاجل وسريع حتى يلمس ابناء شعبنا العمل الايجابي على صعيد تجسيد الوحدة الوطنية وأهمية استعادة الوحدة الادارية للمؤسسات الفلسطينية في الضفة وقطاع غزة وتعزيز مقومات الصمود الوطني .