أكذوبة وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 30/01/23 | 15:10الرئاسة الفلسطينية (مشكورة) أعلنت عن وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل وتحميلها مسؤولية المجزرة في جنين، والتي قتل فيها جنود الاحتلال تسعة فلسطينيين. الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة نطق وأتحفنا بخبر سمعناه من قبل أكثر من مرّة، مفاده أن “القيادة الفلسطينية قررت وقف التنسيق الأمني مع إسرائيل اعتبارا من الآن” .هذا الناطق النبيل الذي لا ينطق إلاّ بما يقوله له سيده (سيادة الرئيس)، طمأن أهالي الشهداء التسعة أن إسرائيل ستعاقب. وكيف ذلك يا نبيل السلطة؟ بكل بساطة، سيتم “التوجه الفوري لمجلس الأمن لتنفيذ قرار الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ودعوة لجنة التحقيق الدولية المستمرة في مجلس حقوق الإنسان بشأن مسؤولية إسرائيل عن المجزرة في جنين”. يا سلام على هيك خطوة، وكأن إسرائيل أصبحت ترتجف من تصريحات النبيل الناطق، الذي نسي أو تناسى أن إسرائيل ارتكبت من قبل مجازر في مخيم صبرا وشاتيلا وفي قطاع غزة ولم يهتز لها شعرة لا من قرارات مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة ولا حتى من قرارات الإتحاد الأوروبي.
في الحقيقة أن الناطق أبو ردينة إما أنه (هبلي أو بتهبل علينا). النبيل ورئيسه وسلطته يعرفون انهم لا يستطيعون وقف التنسيق الأمني لأن السلطة مكبلة به من جميع النواحي، وأكبر دليل على عجزها عن القيام بذلك: في التاسع من شهر فبراير/ شباط العام الماضي، قرر المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية في ختام اجتماعاته بمدينة رام الله تعليق الاعتراف بإسرائيل وإنهاء التزامات السلطة الفلسطينية بكافة الاتفاقيات معها بما في ذلك التنسيق الأمني. وسبق أن اتخذ المجلس المركزي هذه القرارات باجتماعاته في أكتوبر/ تشرين الأول 2018، ولم تنفذ منذ ذلك الحين. يعني مجرد كلام وحبر على ورق لأن الرئيس الفلسطيني غير معني بذلك، كون التنسيق الأمني مفروض على السلطة شاءت أم أبت. فكيف نصدق الآن ما يقوله نبيل السلطة أبو ردينة؟
أما على الصعيد الإسرائيلي اسمعوا ما قاله موقع تايمز أوف إسرائيل الرسمي: “وكانت المحاولات الفلسطينية السابقة لتعليق هذا التنسيق قصيرة الأجل، ويرجع ذلك جزئيًا إلى الفوائد التي تتمتع بها السلطة الفلسطينية من العلاقة، وأيضًا بسبب الضغط الأمريكي والإسرائيلي للحفاظ عليها.” إذاً هناك فوائد من التنسيق الأمني يتمتع بها (سيادة الرئيس) ولا نعلم بها، وقد يكون الناطق النبيل على اطلاع عليها “ويا ريت يخبرنا” إذا كانت لديه الجرأة أو إذا كان مسموحاً له من قبل (قيصر رام الله) بالحديث عن ذلك.
وبالرغم من ادعاء السلطة الفلسطينية بأنها أوقفت التنسيق الأمني مع إسرائيل، وبالرغم من سقوط تسعة شهداء فلسطينيين في جنين، إلاّ أن الرئيس الفلسطيني يملك قلباً طيبا تجاه إسرائيل. فقد أبلغ عباس ضيفه الأمريكي مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض جيك سوليفان خلال زيارة قام بها إلى رام الله في الأسبوع الماضي، أنه على استعداد للقاء نتنياهو، على الرغم من الطبيعة المتشددة للحكومة الإسرائيلية الجديدة، حسبما قال مسؤولان مطلعان على الأمر لصحيفة “تايمز أوف إسرائيل”. يا سلام رئيس متسامح مع من يقتل شعبه لكسب ود القاتل. فهل يوجد رئيس في العالم مثل هذا؟
وأخيراً… لا أدري ما هدف الحملة المسيئة في هذا الوقت بالذات من بعض الأقلام ضد رئيس اللجنة القطرية للسلطات العربية مضر يونس، الذي وبحق يعمل قدر المستطاع. فلا تحملوه أكثر من طاقته، وبدلاً من انتقاده يجب شكره على ما يقوم به. اخجلوا من نفسكم، طبعاً، إن كنتم تعقلون.