العرس الفلسطيني على طريقة ثانوية بنات اريحا

يعتبر العرس الفلسطيني من أجمل الصور الفلسطينية التراثية الزاهية، فهو يعبر عن الأفراح الفلسطينية باسمي صورها التراثية من زفة العريس الى حنة العروس، حيث الاستعدادات تجري له قبل عدة أسابيع، العريس، يطلق لحيته وشعره ولا يقصهما إلا قبل حفلة الزواج، العروسة تلبس ملابس البيت العادية ولا تضع أي ماكياج للوجه او خلافه، إلا عند حفلة زفافها،كل منهما يفكر بدوره، ماذا يقع عليه من واجبات وما له من الحقوق، التوصيات تنكب عليهما من كل جانب، جانب أهل العروس وجانب أهل العريس.

العرس هو أحلي مناسبة في الوسط الشعبي الفلسطيني و أكثرها بَهجه سواء كان ذلك عل مستوى القرى أو المدينة ، ففيه يعم الفرح على كل فرد من أفراد الأسرة ، مهما كبرت العائلة اتسع و الحي أو القرية بالإضافة إلى العرسين .

وفي هذه المناسبة يتاح لكل شخص في القرية أن يطلق العنان لعواطفه فيغني ويرقص ويتحرر من رتابة الحياة اليومية القاسية ، وللزواج تقاليده الخاصة به في المجتمع الفلسطيني و الذي يتميز بطابعه المحافظ ،ولا تختلف عادات الزواج وتقاليده كثيراً بين القرى و المدينة و لا حتى مع سائر مدن و قرى فلسطين .
و هنا كان من اللازم أن تجرى احتفالات النساء بشكل منفصل عن الرجال وتسير الأغنية الشعبية جنبا إلى جنب مع مراسيم العرس ،و في حفلة الخطوبة تغني النساء أغنيات عديدة تشير إلى فرحة أهل العريس بالعروس ،ويلاحظ أن أغلب المُغنيات من أهل العريس ،و تركز هذه الأغاني على صفات العريسين كجمال العروس و وسامة العريس ،و حسبهما و نسبهما و مكانتهما الاقتصادية في القرية أو المدينة بالدرجة الأولى و بالتالي الاجتماعية,,
وسوف نفصل الان مراحل وخطوات العرس الفلسطيني :

الخطبة : وتشمل الاختيار للعروس و الُطلبة الغير رسمية و الُطلبة الرسمية

و قد يشملها “عقد العقد” كما في القرية أو “كتب الكتاب ” في المدينة وقد تجرى جميعها ضمن حفلة واحدة تسمى”الصَمدة”.
وتتغني النساء في يوم الخطبة بالأغاني الشعبية ومنها :
واحنا مشينا من بلد لبلد واحنا خطبنا بنت شيخ البلد
واحنا مشينا من وادي لوادي واحنا خطبنا بنت هالاجواد
واحنا مشينا من حارة لحارة واحنا خطبنا بنت شيخ الحارة

ويتلو ذلك اشهار الخطبة في حفل وعادة يحدث هذا الحفل في منزل العروس ويغطي العريس كل التكاليف الخاصة بالحفل ، وهنا تكون التلبيسة وهي مايسمي شبكة العروس ويقوم العريس بتلبيس عروسه الذهب علي مرأي من الحضور وعلي وقع الاغاني الشعبية الخاصة بهذه المناسبة

بعد هذا الحفل يتم التجهيز لحفل الزفاف ” الصمدة ” ومايسبقها من حفل الحنة للعروس

يبدأ حفل الحنه للعروس وحولها الأقارب والصديقات وسط بهجة الجميع ، وتكون أحد قريبات العروس أو الأم قد أعدت الحناء للعروس وتبدأ أحدي السيدات الماهرات في نقش الحناء علي يد العروس بالشكل الجميل والذي لايخلو من فن وذوق شديدين

وعادة ماتأتي النساء من أهل العريس ولكن بدون احضار العريس لرؤية العروس مع الزغاريد والاغاني الشعبية الجميلة

ايويها… بحنة مكة جيت احنيكي

ايويها… يا بدر ضاوي وألحلى كلو ليكي

ايويها… ما بتلبق الحنة إلا لايديكي

ايويها… يا فاطمة زينة العرايس لمحمد اوديكي

ايويها… يا شعرك شعر السلسبيلي

ايويها… ويسلمي هالكم الطويلي

اويها… ريتو يحرصك الله

ايويها… من عين الحاسد والعزولي

سبل عيونو وماد ايدوا يحنول

غزال زغير بالمنديل يلفولو

يا امي يا امي عبيلي المخاداتي

وطلعت من الدار وما ودعت خياتي

سبل عيونو وماد ايدوا يحنولو

غزال زغير بالمنديل يلفولو

يالمي يالمي طاويلي المناديلي

وطلعت من الدار وما ودعت انا جيلي

واطلعت من الدار وما ودعت انا امي

انا الغربية وهيلوا يا دمعاتي

سبل عيونو وماد ايدوا يحنولو

غزال زغير بالمنديل يلفولو

يا الاهل يا الاهل لا يجير ليكو خاطر

شو الي عماكو عن ابن عمي هالشاطر

يا الاهل يا الاهل لا يبري ليكو ذمه

شو الي عماكو عن ابن الخال والعم

سبل عيونو وماد ايدوا يحنولو

غزال زغير بالمنديل يلفولو

حنة العريس

تعتبر ليلة حناء العريس وهي الليلة التي تسبق ليلة زفافه من أهم ليالي العرس الفلسطيني ،يجتمع فيها الأقارب والمعازيم ويحتفلون حتى ساعات متأخرة من الليل بحناء العريس وشطب اسمه من دفتر العزوبية ..

ففي ساعات ظهر ذلك اليوم تجتمع نسوة القرية وأقارب العريس لجبْل الحِنا على أنغام الطبلة و الأهازيج الفلسطينية الخاصة بهذا المناسبة ، ويرافق عملية الجبل الرقص والدبكة و الغناء للعريس ولأهله .

بعد أن ينتهين من عملية الجبل يقمن بوضع الحناء وتوزيعها عل يالاهل والجيران والأقارب

ولا تنسى النسوة تجهيز صينية حناء خاصة بالعريس مزينة بأجمل أزهار الورود لكي يحملها العريس بسهرة حنائه ويرقص بها ويتحنا منها بأخر السهرة ..

في ساعات العصر وقبل غروب الشمس تتجه النسوة لبيت والد العروس لحنائها والغناء لها إضافة لتوزيع المشروبات في بيت العروس استقبالا لأهل العريس

وفي بيت والد العريس تجرى الاستعدادات بهذه اللحظات على قدم وساق للانتهاء من التحضير لبدء حفل حناء العريس ، والذي يتضمن حفل غنائي وعشاء للحضور والأقارب ..

تتنوع حفلات حناء العريس اليوم في فلسطين ، فبعد أن كانت تقتصر في الماضي على الزجل الشعبي أصبحنا نرى ظاهرة الحفلات الموسيقية والتي لا تبتعد كثيراً عن التراث الفلسطيني ، يحرص الفنان الذي يحيها علىتقديم الأغاني التراثية الفلسطينية كــ ” زريف الطول ، يا حلالي يا مالي ، جفرا ، الدلعونا ، الميجنا ، شد عنانك يا خيال ويا هلا حي الضيوفي ..

يشترك أهالي القرية والمدعوين من خارجها بأحياء سهرة حناء العريس والدبكة والسحجة له في أجواء جميلة من الألفة والسعادة تعكس الصورة المشرفة للقرية ولعادتها الجميلة ومن المدعوين من يغادر السهرة بعد أن يتناول طعام العشاء ومنهم من ينتظر حتى يتم حناء العريس ويشاركه اللحظات المؤثرة في أجمل ليالي حياته ..

دقائق قبل منتصف الليل يبدأ الحادي أو الفنان الذي احي السهرة بغناء الأهازيج الخاصة بحناء العريس ، وهي كثيرة بالمناسبة وتختلف بين فنان وآخر ، وإن دل هذا على شيء فهو يدل على اهتمام الفنان الفلسطيني بتراثه وهويته و على سعيه الجاد في أحيائه وتجديده وأذكر هنا بعضاً من الأبيات التي تردد عند حناء العريس :

حنا يا حنا يا ورق السريس– يا محلى الحنا في ايدين العريس
حنا يا حنا يا ورق الليمون — يا محلى الحنا في ايدين المزيون
يا عريس يا أبو حطه– من وين صايد هالبطه
يا عريس يا أبو العقال — من وين صايد هالغزال
يا ريت الحنا على العريس مبارك
يا أبو العريس والسعادة بدارك
العريس الغالي يتسمع موالي
حلوة الليالي جينا زوارك

يا أم العريس اتهني بهالليلة

ليلة سعيدةوزينة رجال العيلة

هاتوا الحنا للعريس والشمعات المضوية

هالعريس كل احبابه بيلتموا

من خاله وابن عمه والليلة حلوة السهرية

على الحنا على الحنا نازل الغالي على الحنا

والحنا للغالي ندعو الله يتهنا

بفرحة الحبايب صرلي مدة بستنا

يا ابو العريس دعينا وساقي لضيوفه بُنَّا

نازل على الحنا يا زين العرسان

متزين ونازل قليب امه فرحان

نازل على الحنا الغالي على امه

متزين ونازل والورد على تمه

ياحنا يا اخضر يا لايق على ايدي

وحنولي العريس الغالي علي

يا حنا يا اخضر يا لايق على تمه

وحنولي العريس الغالي على امه

هذا إضافة إلى الأغنية الشهيرة والتي استخدمت أيضاً بتوديع الشهداء

” سبل عيونه ومد ايده يحيونه — طفل صغير و كيف أهله يبيعونه”

في أثناء ذلك يبدأ الحضور بالتجمع حول العريس والتصفيق له وهو يحمل صنية الحناء ويرقص بها ، فيجد أصدقائه لجانبه يشاركونه فرحته ويقومون بحمله على أكتافهم بمشهد يحمل الكثير من معاني الفرحة والسرور

في هذا اللحظات تأتي أم العريس ووالده ليشاركوا ابنهم والاحتفال معه ويمسكون بيده ويشاركونه الرقص والدبكة الجميلة ..

بعد ذلك يبدأ الحادي بغناء الأغنية الشهير ” سبل عيونه ..” ويجلس العريس بوسط حلقة من التصفيق والرقص بينما يتولى احد الأصدقاء مهمة حناءه ، فيرسم على كف يده اليمنى قلب حب والحروف الأولى مناسمه واسم زوجته وبعدها يبدأ بأخذ الصور التذكرية مع أصدقاءه وأهله.
محمد جواد