بلينكن والزيارة الثلاثية للمنطقة خيبة أمل للفلسطينيين
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 02/02/23 | 12:20سببان مباشران دعيا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن لزيارة المنطقة، أولهما مقتل سبعة جنود إسرائيليين في العملية التي نفذها الشاب الفلسطيني خيري علقم في القدس، وثانيهما عملية الجيش الإسرائيلي في جنين والتي استشهد فيها نسعة فلسطينيين. عملية القدس لاقت إدانات واسعة وزخماً إعلامياً ولا سيما من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لأن قتلى العملية من اليهود وأيضاً إدانة من دول عربية “شقيقة” لإسرائيل مثل الإمارات ومصر، علماً بأن هاتين الدولتين لم تدينا مجزرة جنين، وكأن جنين هي مدينة الأعداء بينما إسرائيل بلد الأشقاء.
مدير المخابرات المصرية وزميله الأمني مدير جهاز المخابرات في الأردن، سبقا الأمريكي بلينكن بلقاء عباس، وليس بلقاء مسؤولين إسرائيليين. فقادة إسرائيل ولا سيما في الحكومة الإسرائيلية الحالية غير معنيين بزيارتهما وغير معنيين بقبول نصائح من أحد، والهدف هو الرئيس الفلسطيني محمود عباس. قيادي فلسطيني معروف طلب مني عدم ذكر اسمه، أكد لي أن مديرا المخابرات الأردنية والمصرية، حملا عدة تعليمات من بينها الحفاظ على التنسيق الأمني بكافة أشكاله مع إسرائيل، وعدم التلويح به كوسيلة ضغط على إسرائيل، كون السلطة غير قادرة أبداً على إيقافه، خصوصاً وأن أبو مازن صرح مرا راً بأن هذا التنسيق “هو مقدس مقدس مقدس ” حسب قوله، علماُ بأن السلطة الفلسطينية كانت قد أوقفت هذا التنسيق مؤقتاً 63 مرة دون فائدة. وأخبرني المصدر بأن التعليمات التي حملها الزائران المصري والأردني شملت أيضا إفهام الرئيس الفلسطيني بإبداء اللينة مع الزائر الأمريكي، لأن السلطة بحاجة ماسة للدعم الأمريكي معنويا وماديا، خصوصا أن الولايات المتحدة لم تعيد فتح قنصليتها في القدس الشرقية ولم تعيد فتح مكتب منظمة التحرير في نيويورك كما وعد بايدن.
بلينكن كان قد أرسل مدير جهاز المخابرات الأمريكية ( CIA سي اي ايه) الى تل أبيب ورام الله للترتيب لزيارته و”تدجين” الرئيس الفلسطيني وتذكيره بأن واشنطن هي صاحبة القرار في المنطقة وأن السلطة الفلسطينية لا تملك أبداً أوراقاً للضغط وما عليها سوى الانصياع لما تقوله واشنطن، أي لما تريده إسرائيل. هذا هو الواقع وهذا ما حصل بالفعل، لأن نتيجة الزيارة من الناحية السياسية لم تنجح ولم يحظ الرئيس الفلسطيني بأي شيء: لم يتم الحديث عن تجديد مفاوضات مستقبلية بين إسرائيل والسلطة برعاية أمريكية، ولم يتم التطرق إلى موضوع حل الدولتين الذي طالما تشدقت به واشنطن قولا لا فعلاً وظل هذا الموضوع مرميا على الرف.
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أعلن بعد اجتماعه في رام الله، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أن “الرئيس الأميركي جو بايدن ملتزم بحل الدولتين وأن واشنطن تعارض أي خطوات تقوض حل الدولتين كتوسيع المستوطنات وهدم المنازل”. وزير يكذب عينك عينك. القول شيء والتنفيذ شيء آخر. إدارة بايدن لم تفعل لغاية الآن أي شيء من أجل حل الدولتين باستثناء تصريح هنا وتصريح هناك لإرضاء الجانب الفلسطيني. يعني مجرد طق حنك. فعن أي معارضة تقويض حل الدولتين يتحدث بلينكن والتقويض يسير أمام أعين العالم، إلاّ واشنطن مصابة بالعمى. ألا ترى الإدارة الأمريكية التوسع المكثف للمستوطنات؟ ألا ترى عمليات اغتصاب أراضي للفلسطينيين؟
وأخيراً…. عضو الكنيست الصهيوني، الإسلامية الجنوبية إيمان خطيب ياسين، “بدها تسبح في البرك الطبيعية وفي المحميات، بس بدون ما يكون رجال”. ولذلك طالبت بسن قانون يفصل بين الرجال والنساء في الأماكن العامة بمعنى تخصيص ساعات للنساء فقط. يعني السيدة إيمان، رمت من وراء ظهرها كل المشاكل التي يمر بها مجتمعنا العربي، ” وما لاقت موضوع أهم من موضوع السباحة للنسوان”. يا هيك تكون نسوان السياسة يا بلا.