في رحيل خادم الرب الفاضل ناصيف ” أبو سالم” برو-
بقلم: رانية مرجية
تاريخ النشر: 04/02/23 | 8:54هناك… يرقدون آباء وأعمام وأصدقاء لنا، هنالك.. يمارسون الحياة ويشعرون بكلّ صلاةٍ وصلاة، وبكلّ كلمة وكلمة نتفوّه بها من أجلهم أثناء زيارتنا لهم!
نعم يا خادم الرب الأمين ..
نعم أنت هناك وهذا ليس نهاية المطاف، وإن كنت عبرتَ من مرحلة إلى مرحلة، ومن عالم إلى عالم، فلا زلت تسكن بقلوبنا وفي ضمائرنا.
مضت ثلاثة أيام صعبة وكئيبة على رحيلك عنا، وعلى كلِّ من عرفك من قريب أو بعيد، إذ لمسك وأحبّ الإنسان الذي فيك، وخادم الربّ الأمين والأب المناضل الشّريف، السّند والمعين، لكافة احبائك واقاربك
ها أنت الآن بمعية الشّهداء والقديسين وفي حضرة الربّ ، تمدّ عائلتك الصغيرة والكبيرة بالقوة والمحبة والتضحية والإيمان والإصرار!
نعم ابن عم الوالدة الغالي ، لا تزال كلماتك ترنُّ بأذني :
المؤمن الأمين يحبّ ويخدم الجميع ويشكر الربَّ في كلّ حين .
اذكر ولا انسى انني وقبل 33 سنة ونيِّف كنت ازوركم باستمرار مع جدتي الراحلة ام جورج ، ولا سيما اثناء الاجازات الصيفيّة التي كنت أقضي معظمها برام الله
ما يعزينا ايّها الرّاحل أنّنا جميعا متأكدون أنّك بأيدٍ أمينة حيث الربّ وقدّيسوه وملائكته وكافة شهداء الأرض والحرية والإيمان ؛ نعم العم ناصيف هناك صاحب أجمل ابتسامة التي حرص على أن لا يخفيها أبدًا حتى وهو غارق في الألم والوجع ، ولا سيما بعد رحيل فلذة كبده الغالية ديالا….
صاحب الإيمان الشديد الذي رافقه دومًا ، وعلى الدوام كان يشكر الربّ على كل شيء منحه إياه ولا سيما اسرته التي ورثت منه وعنه الايمان والتقوى.
ما أصعب فراقك ايّها الغالي أبو سالم وما أقساه على كل من عرفك واحبّك ، فقد كنت نعم الإنسان الممتلئ بنور المحبة والإيمان .
نعم كنت مخلصًا للجميع دون أي استثناء و كنت السّند والمعين، والملاك الحارس الذي رافق أسرتك الكبيرة والصغيرة، لقد كنت تمدّ الجميع حتى في أصعب وأحلك لحظاتك بالقوة والمحبة والتضحية والإيمان والإصرار، وبيني وبين نفسي ارفض نبأ رحيلك ولا سيما أني توقعت أن تحدث معك معجزة شفاء من شدة إيمانك واتكالك على الله وأردد لعلي سألقاك بعد قليل وفي يدك الإنجيل ، لماذا يقولون رحلت؟ وإني أراك تردد الآيات الإنجيلية وتضحك كالملائكة وتغرد كالعندليب، يا أعزّ الناس إلى قلبي وقريبي بحجم الوطن. اخرج إلينا فلا أصدق انك مت، كقديس كنت بالنسبة لي وللآخرين، تزرع فينا حبَّ الناس كلّ الناس، حبّ الوطن، عشق الله وسلام القلب والعقل
•
لأنك آمنت أن قيمة السعادة أن تمنحها لمن حولك من أقارب وأحباء وأصدقاء
نعم عزيزي أبو سالم
كثير من الشهادات المُحِبّة والصادقة بحقك، لا زالت دفينة في نفوس عامرة بذكراك، فأنت حيٌّ فينا بأعمالك وبحبّ الناس لك، ومن كان مثل أبي سالم وبهذا الفؤاد لا يُنسى أبدًا، فليُطوّب تذكارُك إلى أبد الأبد!
أما أنت يا عزيزتي يا ام سالم …. أنتِ التي جعلتِ من بيتك مع شريك حياتك خادم الرب أبو سالم دفيئة عامرة بالمحبة والعطاء الايمان والإنسانية، إضافة إلى حبّ اللغة العربية والشّعر والزجل والفنون الجميلة المتأصلة في كل أفراد البيت الدافئ. أنتِ بالرغم من مصابك ومصابنا الجلل ستكملين مع الأعزاء سالم رنا مارو جريس وفادية والاحفاد مشوار العطاء وحبّ الناس والأرض واللغة العربية، فهكذا أرادك أبو سالم أن تكوني ، فتعالي تعالي يا حبيبتنا نصلي لروح أبو سالم ونقول:
سلام لروحك المرفرفة فوق ربوعنا ، المزروعة في فردوس من فدانا واشترانا بدمه الثمين على الصليب.
الربّ أعطى والربّ أخذ ، فليكن اسم الربّ مباركًا