قلوبنا معكم اخوتنا في تركيا
زهير دعيم
تاريخ النشر: 06/02/23 | 20:36” و سوف تسمعون بحروب وأخبار حروب ، انظروا لا ترتاعوا لأنه لا بُدّ أن تكون هذه كلّها ، ولكن ليس المُنتهى بعد، لأنه تقوم أُمّةٌ على أُمّةٍ ومملكة على مملكة وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن، ولكن هذه مُبتدأ الأوجاع …”
خبرٌ صاعق هزَّ كياني وأدمى فؤادي وأزعجني … خبر الزّلزال المشؤوم الذي ضرب بعنفٍ وبدون رحمة فجر اليوم الاثنين جنوب تركيا وشمال وغرب سوريا ؛ زلزال بقوة 7.8 درجة على سلّم ريختر فأودى حتى الآن بحياة أكثر من 1800 انسان من كلا الدولتين وعشرات الآلاف من الجرحى وآلاف المفقودين تحت الرّكام وهدم مئات الأبنية .
خبر أعادني الى انسانيتي وأعاد العالم اليها ؛ هذه الإنسانية التي أحبّها وانتمي اليها ، والتي تجعلني أحزن على كلّ ضيق يحيق ويحيط بأخوة لنا في الانسانيّة أينما حلّوا وسكنوا وعاشوا ..
مشاهد الدّمار صادمة ، صاعقة والأكثر صدمة هو الخيال الذي يأخذني بعيدًا الى ما تحت الرُّكام ، حينما أرى بعين اللاوعي طفلًا صغيرًا يبكي ، أو عجوزًا ينتحب ، أو أمًّا تنادي أولادها وما من مجيب ، فأروح أدمع أو أكاد ، وأنا أرفع صلاةً الى ربّ السّماء كي ما يُعزّي ، ويُخفّفَ ، ويهدّئ ، ويُسكّن، ويلّم الشمل، ويُضمّد ويزرع الأمل من جديد، بل ويُرمّم الخِرب ويتعهدها بحنانه ومحبته.
المصائب …نعم المصائب رغم وقعها المرير ، ورغم زمجرتها المقيتة ، لها في بعض الأحيان بعض المزايا الجميلة !!! فهي تلمّ شمل الإنسانية ، فتروح الدّول من هنا وهناك تتدافع وتتسارع لمدّ يد العون ومحاصرة الدّمار وتخفيف وطأة المصيبة بعيدًا عن المصالح الخاصّة والسياسة .
حمانا وحماكم الله جميعًا ، ووقانا ووقى البشرية جمعاء من كلّ شرّ ، وبلسم جروح أهلنا في تركيا وسوريا ببلسم السلام والعزاء .