تاريخ كعك ألعيد
تاريخ النشر: 04/09/10 | 0:50يقال ان الفراعنة هم أول من عرفوا الكعك؛ حيث كان الخبَّازون في البلاط الفرعوني يحسنون صنعه بأشكال مختلفة مثل: اللولبي والمخروطي والمستطيل والمستدير، وكانوا يصنعونه بالعسل الأبيض ووصلت أشكاله إلى 100 شكل نُقشت بأشكال متعددة على مقبرة الوزير “خميرع” في الأسرة الثامنة عشرة بطيبة وكان يُسمى بالقرص. وكانوا يرسمون على الكعك صورة الشمس، وعندما زار هيرودوت مصر في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد تعجب لأن المصريين يمزجون عجين الكعك والخبز بأرجلهم في حين يمزجون الطين بأيديهم!!
وفى التاريخ الإسلامي يرجع تاريخ كعك عيد الفطر إلى الطولونيين حيث كانوا يصنعونه في قوالب خاصة مكتوب عليها “كل واشكر”، ثم أخذ مكانة متميزة في عصر الإخشيديين، وأصبح من أهم مظاهر الاحتفال بعيد الفطر.
وقد اهتم الوزير “أبو بمر المادرالي” بصناعة الكعك وحشوه بالدنانير الذهبية، وأطلق عليه اسم “افطن له” وتم تحريف الاسم إلى “انطونلة” وتعد كعكة “أنطونلة” أشهر كعكة ظهرت في عهد الدولة الإخشيدية، وكانت تقدم في دار الفقراء على مائدة (200 متر وعرضها 7 أمتار).
وفى عام 1124 ميلادية خصص الخليفة الفاطمي مبلغ 20 ألف دينار لعمل كعك عيد الفطر؛ فكانت المصانع تتفرغ لصنعه منذ منتصف شهر رجب، وكان الخليفة يتولى توزيعه بنفسه. وكانت مائدة الخليفة العزيز الفاطمي يبلغ طولها 1350 مترًا وتحمل60 صنفًا من الكعك والغريبة، كما أنشأت في عهده أول دار لصناعة الكعك سُميت “دار الفطرة” وكان حجم الكعكة الواحدة في حجم رغيف الخبز، كما تم تخصيص 16 ألف دينار لإعداد ملابس لأفراد الشعب بالمجان، ولذلك أطلق على عيد الفطر “عيد الحُلل”.
من الطريف أن الوقفيات في القرنين الرابع عشر والخامس عشر الميلاديين كان لها اهتمام كبير بالكعك؛ فيذكر أن وقفية الأميرة “تتر الحجازية” تأمر بتوزيع الكعك بأنواعه المختلفة على المدرسين والموظفين الذين يعملون في مدرستها.
*وفى متحف الفن الإسلامي بالقاهرة توجد قوالب الكعك عليها عبارات “كل هنيئًا واشكر” و”كل واشكر مولاك” وعبارات أخرى لها نفس المعنى.
واصبحت عادة تحضير كعك ألعيد متوارثة، حيث يلتم أفراد الأسرة والجيران للمساعدة في تحضيره وسط أجواء مفعمة بالفرح والسعادة.