زلزال من نوع آخر…عنصري اللون فلسطيني الهدف
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 14/02/23 | 12:20العالم كله يتحدث عن غضب الطبيعة في تركيا وشمال سوريا، عن الزلزال الذي ضرب مناطق هناك وقتل عشرات الآلاف من البشر ودمر آلاف البيوت وشرد ملايين الناس، الذين أصبحوا بلا مأوى. التضامن العربي مطلوب في هذه الحالة خصوصاً مع شعب عربي في سوريا، ومع دولة طالما كان رئيسها أردوغان مناصراً للحق العربي وبالتحديد الفلسطيني. الهزة الأرضية هي من فعل الطبيعة وبالتأكيد مشيئة إلهية. تقول الآية الكريمة: (قل لَّن يُصِيبَنَآ إِلَّا مَا كَتَبَ ٱللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلَىٰنَا ۚ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ) سورة التوبة 51.
لكن، نحن الفلسطينيون عشنا زلزالاً سياسياً من نوع آخر لا علاقة له بالزلازل والهزات الأرضية، مع اعترافي بوجود فارق كبير بين الزلزالين. إنه هزة عنصرية بكل معنى الكلمة افتعلها البشر وليس الطبيعة. إنه زلزال بن غفير، الذي أوصل نتنياهو إلى الحكم مجدداً، والذي يحمل معه جعبة مليئة بقوانين عنصرية تطال الفلسطيني في الداخل والأراضي المحتلة، وترسم خارطة طريق جديدة بإطار فاشي. صحيح أن العالم أعرب عن قلقه لكنه لم يفعل شيئاً، والإعراب عن القلق مثل شجرة بلا ثمر، لأنه مجرد كلام فارغ لا قيمة له، بل على العكس من ذلك يساعد المعتدي على المظلوم.
العالم الإسلامي، تحرك لدعم الدولتين المنكوبتين بالزلزال. هذا واجب إنساني وأخلاقي لا يمكن تجاهله. ولكن أين العالم الإسلامي من الزلزال الذي أحدثه غفير في قراراته ضد القدس والأقصى؟ أين الواجب تجاه المقدسات الإسلامية؟ أليست القدس منكوبة؟ ألا يتعرض الأقصى للتدنيس من المستوطنتين بكل فئاتهم اليمينية المتطرفة؟ اسمعوا ما يريد فعله بن غفير في النقب وحده، والذي تبلغ مساحته حوالي نصف مساحة فلسطين التاريخية: وضع خطة تستهدف فلسطيني الداخل اي مناطق 1948 من خلال تحريش وزراعة الأشجار بهدف تحقيق الاستيطان بالنقب وبهدف تهجير الفلسطينيين واحلال المهاجرين الصهاينة الجدد. وتم بالقراءة الاولي في الكنيست تشريع قانون إعدام الأسرى وقانون سحب الجنسية والمواطنة من الفلسطينيين ذو العلاقة بنضال الشعب الفلسطيني وعدم الاعتراف بالشهادات الجامعية للفلسطينيين الذين يدرسوا في جامعات الضفة ومحاربة الأكاديميين الفلسطينيين الذين يعملوا في جامعات العالم نتيجة انتقادهم للصهيونية ونظام التميز العنصري. فماذا تنتظرون بعد؟
حتى المظاهرات التي يقوم بها آلاف الإسرائيليين ضد حكومة نتنياهو وقوانين بن غفير، ليست لصالحنا مطلقا. بكل بساطة انهم يريدون العودة إلى القوانين السابقة. وهل هذه القوانين لصالحنا؟ انهم شعروا بأن الخطر يقترب منهم فتظاهروا. لكننا نحن نعيش العنصرية منذ تأسيس إسرائيل. أعجبني قول محلل سياسي:”يشترك المتظاهرون المناوئين لحكومة نتنياهو معه بالموضوع الفلسطيني وتنكرهم لحقوق شعبنا، ولكنهم يختلفوا بالتكتيك والطريقة، علما بأن المتظاهرين رفضوا إشراك الفلسطينيين المناهضين للصهيونية بالتظاهرات”.
وأخيراً… علينا أن نذكر صاحب نظرية الرهان على التأثير من الداخل، أن ذلك ليس سوى أوهاماً، فلا تأثير ولا تغيير، وائتلاف بينيت/عباس خير برهان على ذلك. وكما يقول المثل الشعبي: “ذيل الكلب أعوج لو وضع في مليون قالب”.