سفير أمريكا في “مغارنا” عند منصور عباس…هلا والله
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 19/02/23 | 18:38قال الإعلامي اللبناني الوطني الكبير الراحل نسيب المتني، نقيب المحررين الأسبق في لبنان، الذي كان يوما ما أحد أشهر رجال الصحافة في لبنان: “نرتكب خطأ كبيراً إذا وثقنا بالسفير الأمريكي في بيروت، لأن كل سفراء أمريكا في المنطقة يمثلون مصلحتين فقط: الأمريكية والإسرائيلية”. هذا الكلام قاله الراحل منتصف القرن الماضي، ودفع حياته تمناً لمواقفه. لكن ما قاله يبقى في الذاكرة ويجب أن يكون درساً لمن يعتبر.
تفاجأنا بخبر يقول إن سفير الولايات المتحدة لدى إسرائيل توم نايدس (شرّف) رئيس القائمة العربية الموحدة عضو الكنيست منصور عباس بزيارة خاصة في بيته المغاري بدعوة من عباس، لكن بدون بيان رسمي حول هذه الزيارة، إلا أن مصادر في الموحّدة وحسب “موقع العرب” ذكرت أنّ: “الزيارة لم تكن زيارة عمل، إنما تعود لعلاقة صداقة متينة بين الجانبين”. صداقة متينة؟ كيف ومتى وهو لأول مرة يتولى هذا المنصب في إسرائيل؟ كل شيء جائز في هذا الوقت ولا نعلم بالخفايا.
على كل حال “السهرة” مع الضيف الأمريكي كانت كما يبدو “عائلية” كما قيل، ما دام هناك صداقة متينة، وظهر ذلك في صورة أل “سيلفي” مع العائلة، لدرجة أن سعادة السفير ومن انبهاره بالاستقبال كتب في تغريدة له: “كانت ليلة كبيرة مع منصور عباس وعائلته التي فتحت باب بيتها بلطف حول مائدة عشاء، أنا أحب هذا الرجل”. كان بودي أن أسمع من الضيف عن سبب هذا الحب الأمريكي لعباس، لكنه ترك الأمر مفتوحاً للتفكير.
لا أستغرب (بحسب عاداتنا وتقاليدنا العربية) أن يكون ترحيب عباس بضيفه الصديق كبيراً جداً، على صعيد الحفاوة والاستقبال، فالعرب أهل كرم وترحاب للأمريكي والأوروبي والإفريقي والآسيوي، لكن لدينا مبادئ والتزامات وقيم وطنية يجب أن نأخذها بعين الاعتبار. هذا طبعاً لمن يتحلى بالمبادئ. يقولون في الحركة الاسلامية الجنوبية التي “يسيّرها” منصور عباس، ان الزيارة كانت من أجل إطلاع السفير على أحوال فلسطينيي الـ 48. طبعاً كلام فاضي. وهل يوجد سفير أمريكي في إسرائيل لا يعرف عن أحوالنا؟ هم يعرفون كل صغيرة وكبيرة وكل سفير غربي في إسرائيل أوروبياً كان أم أمريكياً تتوفر له كافة المعلومات عن الداخل الفلسطيني.
عندما يتحدث منصور عباس عن “صداقة متينة” فهذا يعني وجود قواسم مشتركة بين الإثنين يعني بين السفير وعباس. وعلى سبيل المثال (على الأقل الظاهر لنا): اعتراف عباس بيهودية الدولة أي بقانون القومية، نفي صفة العنصرية عن إسرائيل، رغم تقارير منظمات حقوق الانسان الدولية التي تثبت ذلك. قاسمان مشتركان مهمان لـ “توماس نايدس”، رجل الأعمال الأمريكي اليهودي ونائب وزير الخارجية السابق، الذي كان والده رئيسًا للاتحاد اليهودي في دولوث بولاية مينيسوتا الأمريكية، وكان يدير كنيسًا يهوديًا في المدينة.
هذا يعني أن السفير الأمريكي القادم من بلاد العم سام، جاء ليخدم بالدرجة الأولى “الدولة اليهودية” التي ينتمي إليها دينياً. فكيف يمكن مثل هذا الإنسان أن يكون لديه أي شعور إيجابي تجاه الفلسطيني المقاوم لدولته اليهودية كونها محتلة وتتجاهل كل حقوق الشعب الفلسطيني؟
وأخيراً… السؤال المطروح الآن: بعد هذه “الزيارة الخاصة” هل يتم الترتيب “لزيارة خاصة رسمية” يقوم بها منصور عباس لواشنطن؟ ننتظر.