ما هكذا تورد الإبل يا قرمان
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 20/02/23 | 15:58في مقاله في موقع العرب في التاسع عشر من الشهر الجاري تحت عنوان “بين عسكرة أطفال فلسطين.. وسلميتهم” يظهر الكاتب حميد قرمان بكل وضوح أنه من المعارضين لعمليات المقاومة التي يقوم بها أطفال فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي. هذا النهج هو بلا شك نهج المؤمنين بالتنسيق الأمني مع إسرائيل وبالتالي هو نهدج السلطة الفلسطينية. من حق قرمان ان يتخذ الموقف الذي يناسبه والموقف المقتنع به، لكن ليس من حقه أن يصف انتفاضة الأطفال بأنها: “عشوائية الهدف.. لا تؤسس لحالة نضالية ثورية تخدم القضية الفلسطينية”. وتستفيض قريحة الكاتب سلبيا إزاء أطفال المقاومة بادعائه:” ان هذه الافعال المسلحة والتي يطلق عليها اسم عمليات مقاومة، لا تشكل أي تهديد حقيقي لإسرائيل”.
قرمان على ما يبدو يردد ما يقوله سادة التنسيق الأمني، ولم يقرأ أو يسمع ما قاله قائد شرطة إسرائيل شبتاي حول عمليات الأطفال ضد الاحتلال. يقول:” إن إسرائيل تمر في مرحلة متوترة جداً ونسير نحو تفاقم للوضع.” هؤلاء الأطفال يا سيد قرمان هم الذين قلبوا الموازين الأمنية داخل إسرائيل وهم الذين صنعوا شرخا قويا في العلاقات بين جنرالات إسرائيل وساستها مثل التوتر الحاصل بين وزير الأمن القومي بن غفير وقائد الشرطة. هؤلاء أطفال المقاومة هم الذين أجبروا مفوض الشرطة على القول للقناة 12 العبرية انه لا يستطيع النوم بسبب الأحداث. قرمان يتساءل في مقاله:” هل أفلس الشعب الفلسطيني على انتاج مناهج جديدة لمقاومة الاحتلال؟”
الشعب الفلسطيني لن يفلس ما دامت هناك قضية فلسطينية يوجد خلفها رجال يؤمنون بالوطن وقدسيته ويؤمنون بالنضال والمقاومة من أجل تحقيق الحقوق المشروعة لهم. ثم يذهب قرمان في وصفه مقاومة الأطفال وبكل وقاحة بأنها:” لتحقيق أهداف انتقامية لا تخدم المشروع السياسي والوطني الفلسطيني؟” ما هكذا تورد الإبل أيها الكاتب. إذا كانت مقاومة الأطفال لا تخدم شعباً تحت الاحتلال والظلم والقهر، فهل التنسيق الأمني برأيك هو الذي يخدم المشروع السياسي والوطني الفلسطيني الذي تتحدث عنه؟
اسمع ما يقوله القيادي الفلسطيني نبيل عمرو أحد أركان أوسلو والمستشار السابق للرئيس محمود عباس في مقال له تحت عنوان: “أطفال فلسطين يحيلون الزعماء إلى التقاعد” في التاسع عشر من الشهر الجاري في موقع لبناني: “هنالك أمر فاجأ الإسرائيليين والعالم، وحتى الفلسطينيين أنفسهم، وهو العمليّات القتالية التي نفّذها أطفال من أهل القدس دون الخامسة عشرة من العمر، أمّا الزعماء، ذوو الإمكانيّات الهائلة والمسمّيات الفخمة، فهم مكبّلون بحساباتهم ومصالحهم وارتباطاتهم،” انتبه يا قرمان:” عمليات قتالية” وليس “انتقامية”.
ويستمر قرمان في بث سمومه ضد أطفال المقاومة بقوله:” الشعب الفلسطيني اليوم ليس بحاجة لعمل مسلح ذي طابع فردي عشوائي”. سأترك الرد على هذه السخافة للمحللين الإسرائيليين: المحلل العسكري في صحيفة “معاريف” العبرية، تال ليف رام، قال انّ ” الهجمات المنفردة هي نقطة ضعف إسرائيل، كما أنها مهمة معقدة”. أما المتحدث باسم جيش الاحتلال، ران كوخاف فقال: ان “العمليات الفردية تعتبر تحدياً أمنياً واستخباراتياً معقداً للغاية”. كلهم يحسبون ألف حساب لانتفاضة الأطفال باستثناء “قرمان” التنسيق الأمني.
وأخيراً… ذهبوا لينقذوا في تركيا فسرقوا مخطوطات. ليس جديدا عليهم، هكذا هم، “حرامية ” تاريخياً. سرقوا وطنا بأكمله، فماذا ننتظر منهم؟