أنات في الزمن الغافي . !
يوسف جمّال - عرعرة
تاريخ النشر: 22/02/23 | 9:02يهربُ قلمي منّي
إني أبحث عن الحروف
وأوزان القوافي
بين سطور الزمن الحافي
تبعثر ضوء عيني بين تيه الفيافي
و سراب المنافي
تعبت يدايَّ من الطرق على
بوّابة الزمن الغافي
ومن الاقلاع في النهر
بلا مجدافي
******************
ومشيت على لظى جمر السنين
وكان معي بلال
أحدٌ ..! أحد ..!
تهتف جروحه صارخة
من يحملني على جناحيّ البراق
من يبعد عنّي أيام صفّين
وحَجّاج العراق
من يوصلني
الى مدينة يمزقها الحنين
من يوصلني الى حطّين
من يوصلني الى جنين
******
أنا يوسف رموني في الجبِّ
وتركوني أعاني ظلمة القهر
مرّت بيَّ القوافل من الشرق
ومن الشمال من الجنوب
من الغرب
وتركتني وحيداً مشرَّداً
أقارع وحدي عذاب
فتسلّقت حيطانه وخرجت
من الظلام الى أنوار البدر
وصلَّيت الضحى والوتر
وزرعت قمحاً في السنين العجاف
وفيِّضت الأردن في أيام الجفاف
وسقت قوافلي ثقال خفاف
وصنعت سفينة من أوراق الزعتر
وأزهار الأقحوان
وطفوت على حوامات الطوفان
************
فصاحت أريحا من أعماق الزمان
إنهم يرفعون صورة عثمان
يصلِّي ومعه القرآن
وطافوا بقميصه من بلدان الى بلدان
ومن زمان الى زمان
وبنوا على كتفه معبداَ للشيطان
ومن أرض جدّي قلعوا الرمان
********
ما زلت أبحث عن ظلٍّ يقيني
هجير الفيافي
وجدار يحميني رياح السوافي
عن زيتونة تحلم بيوم القطاف
عن بيت له طريق للطواف
ما زلت ..