مجزرة وقتل جماعي .. منصور عباس ساكت
كتب: الاعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 23/02/23 | 13:19كان من المفترض إن يصوت مجلس الأمن الاثنين الماضي، على مشروع قرار يدين الاستيطان بمبادرة من الامارات ومشاركة السلطة الفلسطينية، لكن الإمارات تراجعت عن ذلك بسبب الضغوط الشديدة التي مارستها إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، وتم الاتفاق على تعليق تل أبيب الترويج للبناء بالمستوطنات في الضفة الغربية. يعني إلغاء مطالبة مجلس الأمن إدانة ممارسات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية. فماذا كانت النتيجة؟
بعد يومين من إلغاء الأمارات للطلب أو كما يقولون (تأجيله)، صادق “المجلس الأعلى للتخطيط الإسرائيلي” الأربعاء، على بناء 1000 وحدة استيطانية في تجمع مستوطنات “غوش عتصيون” جنوب بيت لحم. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش لم يتقبل ذلك (وكأن إسرائيل يهمها الأمر) وقال أمام لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، “كل مستوطنة جديدة هي عقبة إضافية على طريق السلام، كل نشاط استيطاني هو غير قانوني بنظر القانون الدولي ويجب أن يتوقف”. كلام جميل سياسيا، لكن ليس مهماً القول بل الفعل والمطلوب ليس كلاماً بل رداً عقابياً على إسرائيل، بمعنى رد عملي. لكن غوتيريتش يتصرف على أساس “العين بصيرة واليد قصيرة” لأن الكلمة الفصل في الأمم المتحدة من الناحية الفعلية ليس لأمينها العام غوتيريتش، بل للإدارة الأمريكية.
الأمر الفاضح للأمم المتحدة والعالم كله، أنه في وقت اجتماع اللجنة التي شُكلت عام 1975 في مقر الأمم المتحدة في نيويورك، قامت القوات الإسرائيلية باعتدائها الوحشي على نابلس وارتكبت مجزرة هناك أي نفذت عملية قتل جماعي لعشرة فلسطينيين. إذاً، تأجيل إدانة إسرائيل في مجلس الأمن، ردت عليه بعملية هي الأكثر دموية في الضفة الغربية منذ عام 2005 على الأقل.
وفي الوقت الذي شهد فيه مجتمعنا العربي الفلسطيني إدانة لعملية القتل الجماعي هذه، فالأمر الملفت للنظر، أنه حتى كتابة هذه السطور، لم نسمع من “موحدة” منصور عباس أي إدانة لهذه الجريمة الإسرائيلية الجديدة، التي باركها رئيس الحكومة السابق يائير لابيد شريك منصور عباس في الائتلاف الحكومي السابق.
تفسير سكوت الإسلامي الجنوبي منصور عباس على الجريمة يعود باعتقادي لسببين: أولهما، انعدام الشعور الفلسطيني بداخله باعتباره” عربي إسرائيلي” وثانيهما، موافقة (غير معلنة) لما حدث في نابلس، بدليل انه أدان عملية القدس، التي أسفرت عن مقتل 7 إسرائيليين. وإلا كيف نفهم عدم الإدانة. وإذا كان أي شيء آخر عند منصور عباس فليطلعنا عليه.
وأخيراً…
تأملوا هذا الرد المخزي لمصر السيسي على جريمة نابلس:” أعربت مصر عن قلقها البالغ تجاه التصعيد المستمر والخطير الذي تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة مؤخراً”. أين الإدانة؟