في صالة المطار

تطوى الارض كالسجل
تحت إبط السماء
الناس في ذهاب واياب
هذا الى أمه وأبيه
وذاك الى فصيلته
التي تأويه
إلا انت يا أنا
لا احد هنا يودعك
لا احد هنا يستقبلك
كل المودعين سقطوا
في الطريق
وكل المحطات أسقطت
حاضرك ومستقبلك
الكل ينتظر قيام الساعة
وانت تحاول إنعاش
عقارب ساعتك
الكل ينتظر إمامه
وانت تبحث عن أمتك
هذا كتابه في يمينه
ذاك كتابه في شماله
وأنت في حالة استثناء
رفع عنك الكتاب و حتى القلم
الكل له قبلته
وانت يا أنا
قبلتك كل سفر في شأن
ألا يا هادم حجارة كعبتي
يا أبرهة الزمان
قبلتي صخرة معلقة
في قلبي
أصعد اليها
مع كل ناقوس
مع كل أذان
كتابي مخطوطة
نحت حروفها فجر التاريخ
لن تنال منها يا هذا
مهما عصفت الريح
ومداد قلمي
دجلة والفرات
واليرموك والنيل
سل عني أشجار
الزيتون و النخيل
حملت بي أمي
بعيدا عن قومي
وإنا أولد كل يوم من جديد
سوف أصاحب الجبل
والفَراش وأزهار اللوز
سوف آخذ الكتاب بقوة
سوف اخاطبكم
من المهد الى اللحد
بلحن قرطاسي وقلمي
إلا من أبى
فله مني صليل
السلام بالحسام
يا كاتب التاريخ المنتظر
هل قرأت العبر
من سلاطين العجم والعرب والبربر
هل تعلمت
ان الدول لا تدار
بدون وجهة نظر
هل تعلمت
ان الظلم ظلمات وقصر نظر
وان في العدل النباهة وبُعد النظر