ليلة الكريستال الفلسطينية في حوارة

كتب: الإعلامي أحمد حازم

تاريخ النشر: 02/03/23 | 9:23

لا أدري كم هي نسبة الشباب من الجيل الجديد الذين يعرفون التاريخ اليهودي أيام الحقبة الفاشية النازية أو تاريخ النازية بشكل عام، ولا أدري حتى إذا كان الكبار عندهم معرفة بما حصل في تلك الفترة، لكني أذكّر الجميع بناءً على قوله تعالى: (فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى).
في ليلة التاسع من شهر نوفمبر/ تشرين الثاني عام 1938 التي تعرف بـ (ليلة الكريستال) أي (ليلة القتل)، لقي المئات من اليهود حتفهم، حين قام النازيون بشكل منظم بالاعتداء عليهم وتدمير منازلهم وإحراق كنائسهم. وذلك أمام أنظار الألمان والعالم. التاريخ يعيد نفسه الآن: “ليلة كريستال” فلسطينية في حوارة. ليلة الإثنين الماضي، هاجم وحوش مستوطنون بلدة حوارة وأحرقوا المنازل والممتلكات، وارتكبوا جرائم القتل، وروعوا الأطفال والنساء أمام العالم. ما أشبه الأمس باليوم.

في النصف الثاني من شهر أغسطس/ آب العام الماضي، صرح الرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال زيارة رسمية لألمانيا، بان إسرائيل ارتكبت خمسين هولوكوست ضد الشعب الفلسطيني. وجاء هذا التصريح في وقت الذكرى الخمسين لعملية ميونيخ، حيث قام فلسطينيون وقتها باحتجاز رياضيين اسرائيليين خلال الألعاب الأولمبية في عام 1972، وانتهت العملية بمقتل الإسرائيليين.

تصريح عباس أثار زوبعة في العالم ولا سيما في الغرب الحليف الاستراتيجي لإسرائيل والداعم لها في كل ممارساتها بما فيها الممارسات القمعية ضد الفلسطينيين. وبالرغم من أن عباس أصدر بيانا توضيحيا في وقت لاحق، معربا عن إدانته للمجازر التي ارتكبتها ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية، إلاّ أن الماكينة الدعائية الإسرائيلية استمرت في التحريض عليه وعلى الفلسطينيين.

اليميني الفاشي بتسلئيل سموتريتش الذي يتزعم حزب “الصهيونية الدينية”، والذي سلمه نتنياهو (مجبراً) حقيبة وزارة المالية والمسؤولية الكاملة عن الضفة الغربية، هذا الفاشي دعا إلى محو قرية حوارة الفلسطينية عن الوجود، يعني إبادتها كلياً، يعني دعا إلى عمل شبيه بما فعله النازيون بأجداده، يعني يريد ارتكاب “هولوكوست” جديدة بحق بلدة فلسطينية، لأنها تقاوم الاحتلال. أين العالم من هذه التصريحات؟ أين الأصوات التي ارتفعت منتقدة تصريحات محمود عباس، ولم نسمعها بعد تصريحات اليميني الفاشي. هل هناك محرقة مقبولة ومحرقة غير مقبولة؟

المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس، قال إن تعليقات وزير المالية الإسرائيلي “بغيضة وغير مسؤولة ومثيرة للاشمئزاز تصل إلى حد التحريض على العنف “. لكنه لم يستخدم كلمة “إدانة” أبداً بمعنى أنه لم يستنكر التصريح الفاشي سموتريتش. طالبوا في السابق بتقديم عباس لمحكمة دولية بسبب تصريحه. فلماذا لم يطالب العالم والمنظمات الدوليه الحقوقية بتقديم الفاشي سموتريتش لمحاكمة دولية بتهمة الدعوة لارتكاب مجازر بحق الشعب الفلسطيني وهو الذي يطالب بكل وضوح وعلانية بارتكاب مجزرة وإبادة جماعية لبلدة فلسطينية؟

أين العالم من هذا وأين الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي؟ إذا حدث أي شيء يتعلق باليهود أو بإسرائيل، فكل الكلاب (البشرية) تنبح دفاعا عنها، كون اليهود “شعب الله المختار” حسب ادعائهم. أين دول اتفاق أبراهام التطبيعي القذر من تصريحات سموتريتش؟ الإمارات الركن الأساس في اتفاق ابراهام سحبت مشروع قرار لإدانة اسرائيل في مجلس الأمن خدمة لإسرائيل، ولم تجرؤ على إصدار بيان تدين فيه تصريحات الفاشي سموتريتش، خدمة لإسرائيل أيضاً.

وأخيراً…
مشاركة الآلاف من أهلنا في مظاهرة سخنين، تدل على مدى الالتفاف الشعبي حول لجنة المتابعة، وعلى وجود عمق انتماء وطني، أي أننا شعب فلسطيني واحد، مهما تلاعبوا بالتسميات والجغرافيا. على فكرة، ما حدا قال لمنصور عباس عن المظاهرة لأنه لم يشارك فيها. ليش يا منصور خفت من المشاركة؟ القائد (؟!) يكون دائما بين شعبه ولا يخاف منه، إلاّ إذا “عارف حالو شو عامل”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة