شعائر خطبة وصلاة الجمعة من كفرقرع بعنوان ‘‘وَدَاعٍ شَهْرٍ رَمَضَانَ ‘‘
تاريخ النشر: 04/09/10 | 3:44الشيخ عبد الكريم مصري: أسعد الناس من عرف نعمة الله عز وجل عليه..* شكر الله أن وفقنا على الصيام و القيام..* الغنى غنى العمل الصالح والفقر فقر العمل الصالح..* الغنى والفقر بعد العرض على الله..* التوبة مخرج النجاة..* التوبة ليست مقصورة على رمضان وليست محصورة فيه..* بطولة الإنسان أن يحافظ على إنضباطه في رمضان و بعد إنتهاء رمضان..* توديع شهر رمضان شهر القرآن و الصبر و الغفران..*
بحضور حشد غفير من أهالي كفرقرع والمنطقة، أقيمت شعائر خُطبة وصلاة الجُمعة الأخيرة من شهر رمضان، من مسجد عُمر بن الخطاب في كفرقرع، حيث كان خطيب هذا اليوم فضيلة الشيخ أ.عبد الكريم مصري “أبو أحمد”، رئيس الحركة الإسلامية في كفرقرع، وكان موضوع الخطبة لهذا اليوم المبارك، ‘‘وَدَاعٍ شَهْرٍ رَمَضَانَ شَهْرُ الْتَّوْبَةِ وَالْغُفْرَانِ‘‘، هذا وأم في جموع المصلين، فضيلة الشيخ صابر زرعيني “أبو الحسن”، إمام مسجد عمر بن الخطاب.
ومما جاء في خطبة الشيخ لهذا اليوم المبارك:” الحمد لله نحمده، ونستعين به، ونسترشده، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، إقراراً بربوبيته، وإرغاماً لمن جحد به وكفر، وأشهد أن سيدنا محمداً صلى الله عليه وسلم رسول الله سيد الخلق والبشر، ما اتصلت عين بنظر أو سمعت أذن بخبر، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وأصحابه، وآل بيته الطيبين الطاهرين، أمناء دعوته، وقادة ألويته، وارضَ عنا وعنهم يا رب العالمين.”.
وأردف الشيخ قائلاً:” أيها الأخوة الكرام، هذه الجمعة الأخيرة في رمضان، وداعاً يا شهر الصبر والغفران، وداعاً يا شهر القرآن. فبالأمس كنا ننتظر رمضان، ونتقبل التهاني؛ وهكذا تمضي الأعمار، فسبحان من قلب الليل والنهار.
وداعاً يا شهر الصبر والغفران، وداعاً يا شهر القرآن، وداعاً يا شهر الصيام والقيام، وداعاً يا شهر الرحمات والقربات، وداعاً يا شهر الجود والإحسان، وداعاً يا شهر التوبة والعتق من النار، وداعاً يا شهر الإعتكاف والخلوات، وداعاً يا شهر الإنتصارات والغزوات الفاصلات.
وأضاف الشيخ أيضاً: “أيها الأخوة، بعد أيام سينقضي رمضان، وتنصرم أيامه ولياليه، ربح فيه الرابحون، وخسر فيه الخاسرون، فهنيئاً لمن صامه وقامه إيماناً وإحتساباً، ويا خيبة من ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش، وليس له من قيامه إلا السهر والتعب، هنيئاً للمقبولين، وجبر الله كسر المحرومين، وخفف مصاب المغبونين، كان سيدنا علي رضي الله عنه يقول:” يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنئه ومن هذا المحروم فنعزيه؟”
سيدنا عمر بن عبد العزيز خطب يوم الفطر فقال: “أيها الناس، إنكم صمتم لله ثلاثين يوماً، وقمتم ثلاثين ليلة، وخرجتم اليوم تطلبون من الله أن يتقبل منكم”.
وأردف الشيخ قائلاً:” قولوا كما قال أبوكم آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام:((رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ)). قال يحيى ابن كثير، كان من دعاء الصالحين:” اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه مني مُتقبلاً”. كم من قائم محروم، وكم من نائم مرحوم، هذا نام وقلبه ذاكر، وذاك قام وقلبه فاجر.”.
وقال الشيخ أيضاً:” لقد شرع الصيام لتقوية إرادة الإنسان على طاعة ربه الواحد الديان، ولتنمية الإخلاص في قلبه، ولتمتين الصلة بخالقه، ولترسيخ معاني العبودية له، ولو أديت العبادات على النحو الذي أراد الله عز وجل لجعلت من هذا المؤمن نير الذهن والقلب معاً، لو أديت العبادات على النحو الذي أراده الله، لجعلته في سعادة لا تقوى متع الأرض الحسية أن تصرفه عنها ، ولجعلته ذا أخلاق أصيلة، لقد كان الصيام من أجل انتصار الإنسان على نفسه، كي يقودها نحو سعادة الدنيا والآخرة.”.
وأضاف أيضاً” أخوتنا الكرام، ليس البطولة في رمضان أن ننتصر على النفس، ثم ننخذل أمامها بقية العام، ليس هذا الصيام الذي أراده الله، أن تنضبط شهراً ثم أن تسترخي أحد عشر شهراً، ليس البطولة في رمضان أن ننتصر على النفس، ثم ننخذل أمامها بقية العام، ولكن البطولة أن نحافظ على هذا النصر على طول الدوران، وتقلبات الزمان والمكان، ليست البطولة أن نضبط ألسنتنا في رمضان فننزهها عن الغيبة، والنميمة، وقول الزور، ثم نطلقها بعد رمضان حيث ما تريد، ليست البطولة في رمضان أن تصلح قلوبنا، وبعدها نعود إلى ما كنا عليه، ليست البطولة في رمضان أن نغض أبصارنا عن محـارم الله، وأن نضبط شهواتنا غير المشروعة في رمضان، ثم نعود إلى ما كنا عليه بعد رمضان، إنا إذاً كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، ولكن البطولة أن تصوم جوارحنا عن كل معصية في رمضان وبعد رمضان، حتى تلقى الواحد الديان.”.
ليست البطولة أن نتحرى الحلال في رمضان خوفاً أن يردّ علينا صيامنا، ثم نتهاون في تحريه بعد رمضان، ليست البطولــة أن تبتعد عن المجالس التي لا ترضي الله إكراماً لشهر رمضان، ثم نعود إليها، وكأن الله عز وجل ليس لنا بالمرصاد في بقية الشهور والأعوام.
ليست البطولة أن نراقب الله في أداء واجباتنا وأعمالنا ما دمنا صائمين، فإذا ودعنا شهر الصيام آثرنا حظوظ أنفسنا على أمانة أعمالنا وواجباتنا.
وقال الشيخ:” والله الذي لا إله إلا هو لو أن الإنسان يضبط نفسه في رمضان، ويعود إلى ما كان عليه بعد رمضان عندئذ لا معنى له إطلاقاً لشهر الصيام.”.
أيها الأخوة، هذا كلام أسوقه لإنسان لم يفلح في رمضان ومع أن شهر الصيام، شهر رمضان شهر التوبة والغفران، ومع أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: “رغم أنف عبد أدرك رمضان، ولم يغفر له، إن لم يغفر له فمتى؟”.
وتابع الشيخ حديثه بالقول:” ومع كل ذلك التوبة ليست مقصورة على رمضان وليست محصورة فيه، بل إن أبواب التوبة مفتحة على مصارعها في كل أشهر العام، هذه الكلمة لمن قصر في رمضان، أبواب التوبة مفتحة على مصارعها في كل أشهر العام، كيف لا والله سبحانه يقول:((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً)).
أي في رمضان وبعد رمضان، إنه هو الغفور الرحيم، إنه جلّ وعلا يدعو المسرفين إلى التوبة فكيف بالمقتصدين؟ كيف لا، والله عز وجل يقول فوق الزمان والمكان: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا)).
في رمضان، وفي شوال، وبعد رمضان، وفي كل أشهر العام، أسوق هذا الكلام لمن لم يعجبه صيامه في رمضان.
التوبة النصوح كما قال بعض العلماء: “الندم بالقلب، والإستغفار باللسان، والإقلاع عن الذنب”.
وقد جاء في الحديث القدسي قال:((يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لــــك على ما كان منك، ولا أبالي، يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم إستغفرتني غفرت لك، يا ابن آدم إنك لو أتيتني بقُراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئاً، لأتيتك بقرابها مغفرة)) .
وأردف الشيخ قائلاً:” أيها الأخوة الكرام، فما أكبر رحمة الله عز وجل أنه فتح لنا باب التوبة بل قال تعالى: ((إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ))؛ في رمضان، وبعد رمضان، وفي أي شهر من أشهر العام.”.
وأضاف الشيخ:” أيها الأخوة الكرام، هذا عن التوبة في رمضان، وأما عن العمل الصالح والقربات هذا لا يعني أن فرص العمل الصالح في رمضان وحده، ما زالت هناك أيام على إنتهاء رمضان فلعل الله يجعلك من عتقاء هذا الشهر فيما تبقى منه.
أيها الأخوة، العمل الصالح قوام الحياة، كما أن الطعام والشراب قوام حياة الجسد والفقر في حقيقته، أقسم لكم بالله قد يملك الواحد مئة مليار من أي عملة تشاؤونها وهو عند الله أفقر الفقراء، وقد لا يملك الإنسان قوت يومه وهو عند الله من أغنى الأغنياء، لأن الغنى والفقر بعد العرض على الله، لأن الغنى غنى العمل الصالح ولأن الفقر فقر العمل الصالح.”.
وقال في خطبته أيضاً:” أيها الأخوة، سيدنا موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام، حينما سقى لابنتي سيدنا شعيب ماذا قال؟ ((فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)).
إستنبط العلماء من هذه الآية: أن الفقر الحقيقي فقر العمل الصالح، نأكل، ونشرب، ونسهر، ونسافر، ونستمتع، وكل هذه الحركات، والسكنات، والنشاطات، والأعمال من أجل متعنا، من أجل مصالحنا، فإذا جاء ملك الموت تبحث عن عمل صالح فلا تجده، فأنت أفقر الفقراء، الغنى والفقر هو غنى العمل الصالح، والفقر فقر العمل الصالح، وما كل عمل صالح يحتاج إلى مال،((إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم)) ، وقال عليه الصلاة والسلام: ((وَالكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)).
وشدد الشيخ بالقول على:” صلة الرحم عمل صالح، الدعوة إلى الله عمل صالح، الإنصاف عمل صالح، لو عددت الأعمال الصالحة مئات بل ألوف الأعمال الصالحة لا تحتاج إلى مال، فقد يكون الفقير أغنى الأغنياء عند الله، وقد يكون الغني أفقر الفقراء.
وتابع الشيخ كلامه بالقول:” أيها الأخوة الكرام، الآن متى يكون العمل الصالح عملاً صالحاً؟ لا يكون العمل الصالح عملاً صالحاً إلا بشرطين، إلا إذا كان خالصاً وصواباً، خالصاً ما ابتغي به وجه الله وصواباً ما وافق السنة، احرص على أن يكون عملك فيه إخلاص وفق السنة، ما كل عمل صالح يقبله الله، العمل الصالح لا يقبل إلا إذا كان صواباً وفق السنة، وكان خالصاً، إخلاص قلب يبتغي وجه الله عز وجل، لذلك الدرهم الذي تنفقه في إخلاص خير من ألف درهم ينفق في رياء، والنبي عليه الصلاة والسلام يروي عن ربه هذا الحديث القدسي:((أنا أغْنى الشُّركاء عن الشِّركِ ، مَنْ عَمِل عَمَلا أشرك فيه مَعي غيري تركتهُ وشِرْكَهُ)) .
أيها الأخوة، هذه الأيام الأخيرة من رمضان تصلح هذه الموضوعات، أن تتابع السير إلى الله، أن تتابع التوبة إلى الله، أن تتابع العمل الصالح إلى الله، أن تتابع صلاة الفجر في المسجد، أن تتابع صلاة العشاء في المسجد:((من صلى الفجر في جماعة فهو في ذمة الله حتى يمسي، ومن صلى العشاء في جماعة فهو في ذمة الله حتى يصبح)) .
وإختتم الشيخ خطبته الأولى بالقول:” أيها الأخوة الكرام، شيء أخير ينبغي أن نشكر الله أن صمنا رمضان، وقمنا رمضان، ووفقنا على الصيام والقيام، فقد حرم من هذا العمل العظيم خلق كثير من المسلمين.
أيها الأخوة، الطاعة تنقضي متاعبها، ويبقى ثوابها، بينما المعصية تنقضي لذتها، ويبقى إثمها، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يبلغنا رمضان القادم، وما بعده، ونحن في أحسن حال مع الله ومع خلقه..”.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم لي ولكم فإستغفروه يغفر لكم، فيا فوز المستغفرين، أستغفر الله.
ومما جاء في خطبة الشيخ الثانية:” الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، صاحب الخلق العظيم، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله بيته الطيبين الطاهرين، وصحبه أجمعين.
وأردف الشيخ قائلاً:” أيها الأخوة الكرام، أناس كثيرون يتمتعون بنعم لا تعد ولا تحصى وهم لا يرونها، أسوق لكم هذه الكلمات، إذا كان لديك بيت يؤويك، أي بيت، مرتفع، منخفض، واسع، ضيق، وطعام في بيتك، ولباس على جسمك ، فأنت أغنى من خمسٍ وسبعين بالمئة من سكان الأرض.
إذا كنت قد أصبحت في عـافية فـأنت في نعمة عظيمة، فـهناك مليون إنسان في العالم لن يستطيعوا العيش أكثر من أسبوع واحد بسبب مرضهم.”.
وتابع الشيخ قائلاً:” إذا كنت تبتسم وتشكر المولى عز وجل فأنت في نعمة، كثيرون لا يستطيعون ذلك أن تبتسم، هموم تسحقهم، إذا وصلت لك هذه الرسالة الآن شفهياً وقد ترسل كتابياً وقرأتها فأنت أفضل من مليارين من البشر لا يقرؤون، الذي يقرأ أفضل من مليارين من البشر لا يقرؤون..”.
كما وتحدث الشيخ عن مواضيع عامة على وجه السرعة، منها:- وفاة الحاج عبد الحفيظ مرزوق “أبو جهاد” أحد عمار مسجد عمر بن الخطاب، الإعتداء على المحلات التجارية وسرقتها، النظافة في المسجد ومحيط المسجد، إستضافة القارىء د.مهدي زحالقه ليلة السابع والعشرين من رمضان، وكذلك حملة مشروع تفطير الصائم، وكذلك شكر خاص للحاجة الفاضلة أديبة صعابنة ‘‘أم ماجد‘‘ على تبرعاها السخي لحفظة كتاب الله عز وجل بتكاليف عشر عمرات عن روح زوجها المرحوم الحاج عبد الجبار صعابنة ‘‘أبو ماجد‘‘ وأيضاً شكر وعرفان لأبناء المرحوم الحاج ياسر عبد الباقي ‘‘أبو عمار‘‘ لتبرعهم عن روح والدهم بعمرتين لحفظة كتاب الله عز وجل أيضاً، كما وذكر الشيخ في خطبته ضرورة الإسراع في ‘خراج أموال الزكاة قبل دخول يوم العيد وأن مكاتب الزكاة في مسجد عمر بن الخطاب مفتوحة على مدار الساعة أو من خلال أحد المندوبين.”.