الأمريكي والإسرائيلي في خدمة “أبو مازن” لضرب المقاومة
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 06/03/23 | 9:02قبل الاجتماع الأمني (الخماسي) الذي انعقد مؤخراً في العقبة الأردنية برعاية أمريكية ومشاركة السلطة الفلسطينية وإسرائيل والأردن ومصر، تحدثت القناة 14 العبرية عن تفاصيل خطة أمنية أمريكية لتعزيز سيطرة السلطة الفلسطينية شمال الضفة المحتلة. والبيان الختامي للاجتماع المذكور تحدث بالفعل عن الخطة الأمنية التي تحدثت عنها القناة العبرية، والتي وافق عليها رئيس السلطة محمود عباس. ومن الطبيعي ان يوافق عباس لعدم وجود خيار له بالمناورة، لأنه الحلقة الأضعف في المعادلة ولأنه مجبر على القبول بها لإرضاء المشرف الأمريكي صاحب القرا الأول في الاجتماع.
ماذا تتضمن الخطة يا ترى؟ الخطة الأمنية أعدها منسق الشؤون الأمنية في السفارة الأمريكية مايك فنزل، وتنص “على تدريب خمسة آلاف عنصر أمني فلسطيني من القوات الخاصة الفلسطينية وعلى المشاركة الأمريكية النشطة في تعزيز التنسيق الأمني بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وسيكون هناك ممثلين أمريكيين كبار في اجتماعات التنسيق الأمني بين المستويات العليا من جانب إسرائيل والسلطة الفلسطينية، وأن الطرفين سيرسلان تقارير منتظمة إلى الولايات المتحدة حول التقدم في القضايا الأمنية المعلقة بين الجانبين.
الأردن ومصر، وافقتا على عملية التدريب التي ستجري على الأراضي الأردنية. وبعد ذلك ماذا ستكون مهمة الأمنيين المتدربين في الأردن بإشراف أمريكي وإسرائيلي؟ المعلومات المتوفرة تقول انه بعد انتهاء فترة التدريب سيتم إرسالهم إلى المنطقة الواقعة بين جنين ونابلس، وسيعملون داخل المدن ومخيمات اللاجئين، تحت إشراف الممثلين الأمريكيين. برافو أبو مازن. لم ننتظر منك غير ذلك.
ماذا يقول (جنرالات؟!) السلطة الفلسطينية؟ اللواء أكرم الرجوب محافظ جنين قال لقناة العربية: إن السلطة الفلسطينية تقبل أي خطة توقف الإجراءات الإسرائيلية الأحادية الجانب، اعتقاداً منه بأن إسرائيل ستنفذ ما ورد في الخطة فيما يتعلق بها، وكأنه قادم من المريخ لا يدري أن إسرائيل تنصلت من كافة الاتفاقيات التي أبرمتها مع الفلسطينيين حتى برعاية أمريكية.
أما إسماعيل جبر الملقب بـ (الحاج إسماعيل) الذي يشغل منصب مساعد القائد الأعلى لقوى الأمن ومستشار الرئيس لشؤون المحافظات، فقد قال بدون حياء أو خجل:” لسنا خجولين من الإعلان عن تنفيذ خطة فنزل الامريكية التي تهدف لإعادة الهدوء الى مخيمات الضفة ونحن مقتنعون بان تحقيق الامن وانهاء فوضى السلاح او ما يسميه البعض سلاح المقاومة يحتاج الى الشراكة والتكامل مع كل الأطراف المعنية بما فيها اجهزة الامن الإسرائيلية.
هذا يعني ان إسماعيل جبر مع ضرب المقاومة بالتواطؤ مع إسرائيل. وواجبي المهني والأخلاقي تقديم لمحة للفارئ عن إسماعيل جبر، الذي سيسجل التاريخ الفلسطيني اسمه في قائمة البائعين لقضيتهم. الحاج إسماعيل كان قائد فتح والقوات الفلسطينية اللبنانية المشتركة في الجنوب اللبناني خلال الغزو الإسرائيلي للبنان في صيف عام 1982. وفي المعركة التي جرت في السابع من شهر حزيران/ يونيو١٩٨٢مع قوات الغزو الإسرائيلية في بلدة علمان شرق/شمال مدينة صيدا، هرب الحاج اسماعيل تاركا خلفه المقاتلين بلا قيادة والمخيمات الفلسطينية في الجنوب في قتال اسطوري ومواجهات ملحمية مع دبابات وطائرات وبوارج وجنود الاحتلال. وبدلاً من محاسبته ومحاكمته عسكرياً، تم ترقيته عدة مرات حتى وصل الى رتبة جنرال. هذا هو “البطل” الحاج إسماعيل الذي يعتبر أحد القادة المميزين في سلطة عباس.
وأخيراً… لا بد من تقديم كلمة شكر لرئيس لجنة المتابعة محمد بركة (أبو السعيد) لسببين: أولهما دعوته العاجلة لمظاهرة سخنين تنديداً بمحرقة حوارة، والتي شارك فيها الآلاف، وثانيهما، وفد لجنة المتابعة الى حوارة والذي ضم كبار شخصيات قيادية وسياسية في المجتمع العربي. شكراً أبا السعيد