منصور عباس الفاقد لبيضة القبان والعاشق للمناكفة

بقلم: أحمد حازم

تاريخ النشر: 08/03/23 | 23:29

في الفترة التي تشكل فيها الائتلاف الحكومي السابق (حتى وما قبلها)، والتي أسفرت عن قدوم اليميني المتطرف نفتالي بينيت لرئاسة الحكومة، كان يحلو لزعيم القائمة العربية الموحدة وعضو الكنيست منصور عباس استخدام تعبير “بيضة القبان” في أحاديثه السياسية. بمعنى أن قائمته هي التي ستأتي برئيس للحكومة، استناداً للظروف السياسية التي كانت سائدة في تلك الفترة. لكن البيضة انتهت صلاحيتها ولم يعد أي أحد يلتفت إليها بعد فقدان الائتلاف السابق للحكم وقدوم نتنياهو. كان بود عباس أن يكون له مكانة في حكومة نتنياهو، لكن ” أبو يائير” أهمله ولم يلتفت إليه.
القائمة العربية الموحدة، أصدرت بيانًا حول موافقة الكنيست على تمديد العمل بقانون منع لم الشمل، لم يكن محتواه إدانة واستنكارا للقانون بل هجوماً لاذعاً على المشتركة “التي شنّت في العام المنصرم حملة منظمة من التحريض ضد الموحدة، فيما تصمت الآن بعد أن كانت سببًا في وصول هذه الحكومة المتطرفة للحكم”. ويتهم البيان “المشتركة الثنائية” بأنها ساهمت في تنصيب نتنياهو كرئيس للحكومة. وأنا هنا لست في صدد الدفاع عن المشتركة وغير مخول للدفاع عنها، لكني وانطلاقاً من المصداقية الإعلامية، أتساءل كيف يمكن لموحدة منصور عباس أن تصدر بيانا انتقاديا لقانون منع لم الشمل ومنصور عباس نفسه وافق عليه في الحكومة السابقة؟ راجع التاريخ يا منصور.
المشتركة الثنائية لم تقف مكتوفة الأيدي إزاء بيان “الموحدة” وردت الصاع صاعين لعباس. فقد ذكر مصدر في الجبهة والتغيير مساء الاثنين، كما جاء في موقع العرب: أن” التاريخ سيذكر من الذي وقف الى جانب عشرات الاف العائلات العربية وصوت ضد أكثر القوانين عنصرية، وبالمقابل سيذكر الموحدة التي وقفت مع وزيرة الداخلية العنصرية شاكيد ضد العائلات الفلسطينية،”
حتى أن المصدر نفسه، قال ان كل نواب حزب (يش عتيد) الذي يرأسه لابيد وحلفاء الموحدة، “هربوا من القاعة قبل اسبوع ليمرر قانون المنح الدراسية للجنود المقاتلين على حساب سائر الطلاب وبدلاً من ان تحاول بيضة القبان المفقوسة التأثير على الحلفاء فضلوا اصدار بيان هزلي ضد نوابنا وموقفهم الصحيح والشريف. ” يعني عباس دعم قانونين ضد العرب. برافو يا ابن المغار.
مناكفة واضحة بدأها منصور عباس، وتم الرد عليه على اساس :”العين بالعين والسن بالسن”. صحيح أن هذه المناكفات بين “موحدتهم” و “مشتركتهم” تستهدف توضيح مواقف معينة، لكنها في النهاية تندرج في إطار “نشر الغسيل الوسخ على حبال السياسة”.
وما دام الشيء بالشيء يذكر فلا بد من الإشارة إلى البيان الذي أصدرته الاسلامية الجنوبية والموحدة في السادس والعشرين من شهر يناير/ كانون ثاني الماضي حول مجزرة جنين والذي جاء فيه:” أن هذا العدوان الدموي هو الوجه الحقيقي للاحتلال وللحكومة الجديدة العنصرية بقيادة نتنياهو وبن غفير وسموتريتش”.
ما هذه النكتة السمجة يا قادة الجنوبية والموحدة؟ كل حكومات إسرائيل هي حكومات احتلال وقمع وعنصرية. فلماذا لم تصدروا بياناً بهذا المضمون عندما شن حليفكم بينيت حربه ضد غزة؟ لماذا التزمتم الصمت؟ ألم تكن حكومة بينيت يمينية وعنصرية؟ ألم تكن “الموحدة” هي بيضة القبان وباستطاعتها قلب الموازين؟ لكن عباس فضل دعم الجاني وترك الضحية.
وأخيراً …
فعلاً “اللي بستحوا ماتوا” وفعلاً ” لو استحى القاق ما غنّى.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة