نتنياهو يساوم الحكومة الإيطالية على القدس الاعتراف بها كعاصمة مقابل تقديم الغاز
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 12/03/23 | 11:00يميني إسرائيلي شرق أوسطي اسمه بنيامين نتنياهو يشغل منصب رئيس حكومة دولة احتلال، التقى مع يمينية متطرفة أوروبية اسمها جورجيا مالوني تشغل منصب رئيسة حكومة إيطاليا، الدولة المشهورة تاريخياً بأنها دولة عصابات المافيا على الصعيد العالمي. اللقاء جرى في العاصمة الإيطالية روما، التي قام نتنياهو منذ الخميس الماضي بزيارة رسمية لها لمدة ثلاثة أيام.
لمعروف في الأعراف الدبلوماسية والسياسية أن أي رئيس حكومة أو أي رئيس دولة، يكون في زيارة رسمية خارج دولته، يعود إليها فوراً في حال وقوع اضطرابات فيها، وأيضا لا يغادرها حتى يتم استتباب الوضع فيها. هكذا يتصرف الرئيس إذا كان لديه إحساساً بالمسؤولية تجاه شعبه، ولكن إذا كان عديم الحس بالمسؤولية، يتصرف غير ذلك، وهذا ما فعله نتنياهو، الذي ترك بلده وهي تشهد أكبر مظاهرات في تاريخها، وذهب الى روما لمقابلة الزعيمة الإيطالية جورجبيا مالوني رئيسة حزب “الإخوة الإيطاليين” ذي الجذور الفاشية.
لم تكن هذه الزيارة الأولى التي يترك فيها نتنياهو شعبه في ذروة الاضطرابات ويغادر الى الخارج. ففي كانون الثاني/ يناير سافر بمروحية الى العاصمة الأردنية عمان للقاء الملك عبد الله، وفي شهر شباط/ فبراير غادر الى العاصمة الفرنسية باريس، والتقى بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والثالثة إلى روما وهي رحلة مميزة تختلف عن غيرها. نتنياهو صادف عقبتين قبل بدء الرحلة: أولهما أن المترجمة أولغا ديليا بادوفا أعلنت عن رفضها ترجمة خطاب نتنياهو خلال زيارته للكنيس في روما، ولكن لماذا ذلك. المترجمة قالتها صراحة: “لا أشارك نتنياهو وجهات نظره السياسية وأرى قيادته خطيرة للغاية، وماذا سيحصل لو وافقت المترجمة؟ تقول رداً على هذا السؤال: “إذا وافقت على ترجمة كلماته، فلن يغفر لي أطفالي لأنهم يعتبرونه مروّجا للمبادئ الفاشية، ويقمع الحرية.” موقف رائع من مترجمة تتمتع بضمير حي”.
العقبة الثانية، وحسب الإعلام العبري، هي أن شركة طيران “العال” لم تتمكن من العثور على طيارين لنقل رئيس الوزراء والوفد المرافق له إلى إيطاليا، لأن طياريها رفضوا أن يكونوا في خدمة رئيس حكومتهم. لكن الشركة نفت أن يكون طياريها رفضوا القيام بالرحلة، وعللت السبب بنقص الطيارين المؤهلين لقيادة نموذج الطائرة التي طلبها نتنياهو، وهي طائرة بوينغ 777. تبرير أقبح من ذنب. كلام فارغ. ماذا يريد نتنياهو من زميلته اليمينية التي تجمعه معها نفس المواقف لا سيما وأن الحكومة الإيطالية الحالية يمينية كاملة وهي موالية جدا لإسرائيل، بشهادة صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية التي تحدثت عن مؤشرات أولى حول تغيير في أنماط تصويت الحكومة الإيطالية في الأمم المتحدة لصالح إسرائيل، حيث صوتت مرتين ضد قرار إحالة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني لمحكمة العدل الدولية.
الصحيفة العبرية نفسها كشفت أيضاً أن “نتنياهو عازم على إقناع مالوني بعقد اجتماع مشترك لحكومتيهما في القدس المحتلة، وطرح مسألة إيران في المحادثات، والطلب منها بنقل سفارتها للقدس المحتلة، لكن موضوع نقل السفارة ليس بالأمر السهل. ولكي يضمن نتنياهو تحقيق هذا المطلب عرض على رئيسة الحكومة الإيطالية مساومة وهي توفير الغاز لإيطاليا مقابل نقل السفارة الى القدس والاعتراف بها عاصمة لإسرائيل كما فعل ترامب.
وأخيراً… تكلفة الليلة الواحدة في فندق باركو دي بري الفاخر، الذي نزل فيه نتنياهو في روما مع وفده المرافق، وتتراوح تكلفته بين 2000-3000 يورو، فتصوروا كم ستكون تكلفة ثلاث ليالي للستين غرفة التي حجزها نتنياهو في الفندق، إضافة لتكاليف الرحلة. الشعب الذي يتظاهر ضده هو الذي يدفع تكاليف سفرياته.