الوضع الإسرائيلي على كف عفريت
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 14/03/23 | 9:20درجة غليان الانفجار في ارتفاع مستمر في المنطقة بشكل عام وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة بشكل خاص: جنرالات الكيان الصهيوني على خلاف حاد مع اليمين الفاشي، معهد إسرائيلي يتوقع سقوط السلطة الفلسطينية، تحذيرات من انتفاضة ثالثة ومن تداعيات سياسة حكومة نتنياهو اليمينية، توقعات بموجات تصعيد لاحقة في شهر رمضان المبارك. هذه الأمور الظاهرة للعيان، وقد تكون أموراً أكثر تعقيداً، وكل ذلك بسبب سياسة حكومة نتنياهو الحمقاء وترك زمام الأمور لأكثر فاشيّين إثنين عرفهما تاريخ دولة قانون القومية بعد الفاشية الكاهانية وشبيهاتها.
الكل يتوقع زلزال سياسي في إسرائيل غير موجودة قوته على مؤشر ريختر، لكنه ليس أقل قوة (من الناحية السياسية) من الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا مؤخراً. هم فقط دجالو الهيكل مع قطعانهم المستوطنين الذين يعتقدون بأن الهيكل أصبح قريباً منهم في “أرض الميعاد”. هم فقط الدجالون الذين ارتكبوا “محرقة حوارة” يؤججون الوضع بدعم من الثنائي الفاشي بن غفير وسموتريتش. الداخل الإسرائيلي يغلي لدرجة الاقتراب من الانفجار. من يرى ذلك؟
فاشيان اثنان يقودان الصهيونية الدينية يتلاعبان بمصير المنطقة. المتطرف الفاشي بن غفير الذي جعل منه نتنياهو (مرغماً) وزيراً لما يسمى “الأمن القومي” حيث أوجد له هذا المنصب خصيصاً على قياسه، وحمّله صلاحيات لم يحظ بها أي وزير آخر، والفاشي الثاني سموتريتش الذي نصبه نتنياهو (أيضاً مرغماً) وزيراً للمالية ومهام أخرى هي الأخطر على الوضع في الأراضي الفلسطينية. فإما المناصب وإلاّ “ما في حكومة”. “معاريف” تتحدث عن (خطأ؟!) نتنياهو في تسليم سموتريتش “إدارة السياسة في الضفة الغربية وتؤكد أن “وزير الأمن القومي بن غفير لا ينسق أعماله وأقواله مع نتنياهو”. سموتريتش وبن غفير يهاجمان وزير الدفاع الإسرائيلي غالانت، الذي يريد لجم الإثنين وعدم التطاول على صلاحياته كوزير للدفاع، كي لا تفلت زمام الأمور في الضفة الغربية بصورة أكثر. كل الأطراف السياسية في الكيان الصهيوني على معرفة كاملة بالانفجار القادم لا محالة.
بن غفير وسموتريتش يتمردان حتى على نتنياهو، الذي ترك لهما الباب مفتوحاً على مصراعيه للعبث بالوضع في الداخل وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة. هما (الثنائي) لا يهتمان بوزير الدفاع. هكذا أراد نتنياهو. اسمعوا ما قاله سموتريتش لرئيسه(؟!) نتنياهو: “إذا كان هناك مشكلة مع وزير الدفاع غالانت، فإنه مدعو لتسليم المفاتيح، أنا مقتنع بأن هناك الكثيرين في الليكود ممن يسعدهم إشغال مكانه في وزارة الدفاع”. هكذا بكل وقاحة. صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية أكدت أن “الخلافات الحادة وصلت لذروتها، بعد أن طالب بن غفير الشرطة الإسرائيلية بتكثيف وتيرة هدم المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية. وفي وقت لاحق، أصدر بن غفير تعليمات بالاستعداد لشن عملية “السور الواقي 2” في القدس الشرقية.
وأخيراً… الوضع في إسرائيل على كف عفريت. ما يسمى “الإصلاح القضائي” هو فقط لتثبيت مكانة ناتنياهو وعدم محاكمته ومنع عزله من منصبه. يعني أصبح “الملك” فماذا بعد؟. “حولوا إسرائيل إلى مملكة وخلصونا”.