شو هالكَرَم يا شيخ تميم
زهير دعيم
تاريخ النشر: 14/03/23 | 11:37تناقلت وسائل الإعلام المرئيّة والمكتوبة خبرًا يقول :
” أمير قطر الشّيخ تميم بن حمد آل ثاني يُقدّم نصف مليون دولار لأهالي بلدة حوّارة ، كتعويض لهم بعد الاضرار التي لحقت بهم بفعل هجوم المستوطنين الإسرائيليين ” .
واوووو وألف واووو …
أصابتني الدّهشة فعلًا ، فما هذا الجود الحاتميّ السّيّال وما هذه الاريحيّة الفائقة ؟!
نصف مليون دولار يا رجل مرّةً واحدة ؟
هذا كثير … فعلًا كثير لا يستوعبه عقل!
وأعود للجدّيّة :
عيْب وألف عيب يا سمو الأمير ، وصاحب الشّأن الخطير .. عيب واسفاف أن تكون عطيتك لبلدة منكوبة بالبنايات والسّيّارات والارواح نصف مليون دولار ؛ هذه “النّصف ” التي لا تسمن ولا تغني عن جوع ، فهي بالكاد تعيد بناء بنايتين او ثلاث تهدمتا وفُجرّتا .
ماذا دهى القوم ؟!
ألا يعرف هذا الأمير – والذي بسفرة واحدة له ولعائلته الصّغيرة يُبذّر ملايين الدولارات _ ألا يعرف حقًّا ما هي قيمة هذه العطيّة البائسة والبخسة ، وهو الذي يملك ومن خلال شلّالات النفط مليارات المليارات من الدولارات .
استحِ يا شيخ كيف طاوعتك انسانيتك واريحيتك أن تُقدّم هبة باخسة كهذه لأخوة لك ذاقوا الأمرّيْن وما زالوا ؛ اخوة في الإنسانية قبل ان يكونوا اخوة في القومية .
أتُراكَ تُقْدمُ وتقدّم مثل هذه المعونة لمدينة أخرى منكوبة مثلًا في الاردنّ أوفي مصر او في منطقة أخرى من العالم ؟!
أكادُ ” أفقعُ” من الضّحك يا رجل ، فمثل هذا المبلغ قد يجرؤ ويُقدّمه رجل أعمال متوسط الحال ، لا أمير تغرق امارته ببحر من الدولارات ؟!.
وللحقّ أقول بأنّني اؤمن بأنّ كلّ عطيّة هي جميلة مهما كانت قليلة وبائسة شريطة أن تكون قد أعطيت من قلب فَرِحٍ .
ولكنّ – وليسامحني سموّ الأمير – فإنّ هذه العطية لا تليق بسموّه وكان الأجدى والأفضل لو صلّبّ قلبه ورقبته وصمت وامتنع .