حرب أهلية متوقعة بين يهود إسرائيل.. وإحنا شو دخلنا؟
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 18/03/23 | 14:20حرب أهلية متوقعة بين يهود إسرائيل. هذا الكلام ليس لي انما للرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ الذي تطرق إلى هذا الاستنتاج في الخطاب الذي ألقاه الأربعاء الماضي والذي أكد فيه مجدداً “يهودية الدولة”. الخطاب تضمّن اقتراحا يحمل اسم “إطار الشعب” لاستبدال خطط الحكومة لما تسميه “إصلاح جذري للنظام القضائي”. هرتسوغ قال لنا ما نسمعه من ليلى عبد اللطيف من تنبؤات عما ستحمله الأيام القادمة مع اختلاف في توقيت ما يحدث. فإذا كانت اللبنانية ليلى عبد اللطيف تتنبأ عما سيحدث خلال كل عام جديد، فإن الرئيس الإسرائيلي سبقها في التنبؤ لأنه يقدم للمشاهد والمستمع من أبناء جلدته ما سيحدث في دولة قانون القومية خلال الفترة المقبلة. صحيح أن المنجمين كذبوا ولو صدقوا لكن هرتسوغ لا يعتمد على النجوم وتحركاتها كما تفعل عبد اللطيف ورفاقها في المهنة، بل يعتمد في تنبؤاته على تحركات شعبه.
يقول هرتسوغ: “من يظن أن الحرب الحقيقية والاهلية بين الأشقاء هي الحد الذي لن نصل إليه – ليس لديه فكرة” فماذا يعني ذلك؟ هذا يعني أن الحرب الأهلية قادمة وستعيشها إسرائيل. ولكن ماذا يريد هرتسوغ أن يفعل في هذه الحالة؟ فهل يقف مكتوف الأيدي ينتظر ما ستؤول إليه نتائج هذه الحرب الاهلية؟ يقول الرئيس الإسرائيلي: “الحرب الأهلية هي خط أحمر لن أسمح بحدوثها بأي ثمن”. ولكن لماذا يتوقع هرتسوغ حرباً أهلية؟
في إشارة منه إلى مخطط ما يسمى “الاصلاحات القضائية” والمظاهرات الضخمة ضد نتنياهو والتي لم تشهد البلاد مثيلاً لها ضد أي رئيس حكومة سابق، يرى الرئيس الاسرائيلي يتسحاق هرتسوغ أن “الأسابيع القليلة الماضية تمزقنا، وتضر باقتصاد إسرائيل وأمنها ومجتمعها وروابطها السياسية وخاصة التماسك الإسرائيلي”. حتى أن الأمر وصل بالرئيس الإسرائيلي الى الحديث عن “خطاب مذهل وكراهية حقيقية مروعة لأناس من كلا الجانبين، والدم في الشوارع لم يعد يصدمهم”. كلام خطير.
تصوروا أن رئيس إسرائيل يخاطب شعبه قبل وقت قصير من احتفالاتهم بالذكرى الـ 75 لتأسيس دولة الاحتلال وهي ذكرى النكبة الفلسطينية الأولى عام 1948، يخاطب يهود إسرائيل بالتخويف والرعب بقوله لهم: “الهاوية على مسافة قريبة”.
اقتراح “إطار الشعب” الذي تقدم به هرتسوغ لشعبه، اخذ من وقته، حسب قوله، مئات الساعات من المداولات في الأسابيع الأخيرة مع سياسيين وقانونيين وخبراء من مختلف الأطياف السياسية، وتم وصف هذا الاقتراح بأنه “مسار ذهبي” للتوصل إلى ما أسماه “اتفاق وطني واسع بشأن الإصلاح، يحمي إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية”. إذا الهدف من الاقتراح حماية إسرائيل كدولة لليهود وليس كدولة لكل مواطنيها.
هرتسوغ قالها صراحة، “ان إسرائيل أمام مفترق طرق: إما أزمة تاريخية أو لحظة دستورية حاسمة ومن واجب جميع الأطراف أن تفهم حجم الساعة والدولة يجب ألا تنهار”. الرئيس الإسرائيلي يرى أن انتصار أي طرف في هذه المعركة الدائرة الآن بين النظام والمتظاهرين يجب معالجتها بطرق عقلانية، لأنه يعتقد بأن المنتصر فيها يعني ضربة لإسرائيل. فقد قال: “إذا فاز طرف واحد فقط – ستخسر دولة إسرائيل”.
وماذا يقول الليكودي رئيس الوزراء عن اقتراح رئيس دولته. نتنياهو رفض اقتراح الرئيس الإسرائيلي. لماذا؟ “لأن الأشياء التي يقترحها الرئيس لم يتم الموافقة عليها من قبل الائتلاف، والعناصر المركزية في الاقتراح لا تُحقق التوازن الضروري”. هذا يعني أن نتنياهو يريد الاستمرار في نهج بن غفير وسموتريتش حتى لو حدثت حرباً أهلية.
المظاهرات التي تعيشها إسرائيل هي صراع بين يهود ويهود في “دولة اليهود” من أجل “ديمقراطية اليهود” ولا علاقة للعرب فيه. فمتى يصطدم رأس العربي المؤيد لها بالحائط ليصحو من غبائه؟