حفل إشهار رواية “رحلة إلى ذات امرأة” للكاتبة صباح بشير
تاريخ النشر: 19/03/23 | 8:11حيفا:برعاية المجلس الملّيّ الأرثوذكسيّ الوطنيّ في حيفا، أقامَ نادي حيفا الثقافيّ أمسية ثقافيّة لإشهار وتوقيع رواية “رحلة إلى ذات امرأة” للكاتبة المقدسيّة صباح بشير، وذلك بتاريخ 16-3-2023، في قاعة كنيسة القدّيس يوحنا المعمدان الأرثوذكسيّة في حيفا، التي ازدانت جدرانها بلوحات فنية لمجموعة من الفنانين التشكيليين، ضمن معرض “سوسنة آذار”، ووسط حضورٍ أدبيّ نخبويّ ونوعيّ مميّز، تولّت عرافة الأمسيّة النّاشطة الثقافيّة خلود فوراني سريّة، بعد أن رحّب الأستاذ المحامي فؤاد نقّارة مؤسس النادي بالحضور والضّيوف المشاركين على المنصّة، وشكر المجلس الملّي الأرثوذكسي لرعايته أمسيات النادي.
شارك في الأمسية كلّ مِن د. منير توما، د. أليف فرانش، د. رباب سرحان.
تناول د. منير توما رواية “رحلة إلى ذات امرأة” في دراسة نقديّة بعنوان: “انعكاسات سيكولوجية في رواية رحلة إلى ذات امرأة”، ومما قال: إن الكاتبة صباح بشير تخوض في تجربتها الروائيّة منطقة حرجة، تمسّ عصب الوجود النسائيّ الموجع، وتجسّ إيقاعه الباطنيّ الحميم، ركزّت الكاتبة على جوانب الشخصيّة الرئيسية، فجعلت بطلة الرواية “حنان” تروي الأحداث بضمير المتكلم “الأنا” وتسرد الوقائع باستخدام كل الوسائل الممكنة، لتعيش بكل جوارحها فيما كتبت، ولا تترك شاردة ولا واردة إلا وتحاول تحليلها وتمحيصها وربطها بأفكار الشّخصيّات، أقوالها وأفعالها، فسيرة البطلة السّاردة حنان هي صورة شخصيّة زاخرة بكل التّفاصيل الممكنة، وهذا ما يسمى بالسّيرة السيكولوجيّة أو السّيرة التّفسيريّة، التي تعنى بتحليل الدّوافع السيكولوجيّة الكامنة وراء الأقوال والآراء والأفعال التي تأتيها الشخصيّات، ومن أمثلة ذلك دوافع الغيرة، عند غادة أخت حنان التي تحقد على أختها، وتتخذ موقفا تآمريا يستحيل فيه الحقد إلى ضرر، فتحاول الإيقاع بأختها. أمّا المحبّة المتبادلة التي تربط حنان مع صديقتها ماري، فإن هذا الحبّ هو من نوع الحب الأخوي، الذي يقدّر فيه المرء وجود الآخر والصديق في حياته، فهذه الصداقة بينهما هي ارتباط وجدانيّ غير مغرض بين شخصين، وعن العلاقة الزوجيّة بين عمر وحنان وطلاقهما فيما بعد وما تشعّب عن ذلك من تداعيات، فيمكن القول إن هناك عوامل متعددة ومتباينة ساعدت على حدوث التّفكّك الأسريّ بينهما، ومن أهمها انعدام الأهداف المشتركة وظهور الاتجاهات الفرديّة بين الزوجين، والتّناقض في الشخصيّة والعدوانيّة، وعدم اكتراثه بمشاعرها كإنسانة رقيقة، في مواجهته كرجل يتبنى الجهل في تكوينه النّفسيّ وفكره، فهو رجل يعجز عن حبّ المرأة، لأنه لا يراها إلا وعاء، وهذه العلاقة بين الزوج والزوجة التي تشبه العلاقة بين السيّد والعبد، بسبب عدم التقبّل للشريك وانعدام التوافق النّفسي والتكيّف مع الواقع، ليأخذ كل ذلك صورة التفكّك الكلّي ويتم إنهاء العلاقة بالطّلاق، ليكون ذلك حلا مريحا منقذا لحنان بعد طول معاناة. وفيما يتعلّق بارتباط حنان بنادر، فقد رأت حنان بزواجها منه ملاذا للاستقرار والطمأنينة والحبّ بعد أن كابدت الأمرّين مع عمر، فكان زواجها منه تحقيقا لسعادة وهناء افتقدتهما زمنا طويلا، لكنّه من زاوية أخرى كتم سرّه عنها في أمر ممارسته للقمار، رغم إخلاصه وحبه لها، فانتهى الزّواج بمأساة مقتله بعد أن أحبّته ووثقت به، فافتقدته وعاشت دوّامة الضّياع في باريس، بعد أن عايشت أياما جميلة قصيرة نسبيّا معه، لتقرر أخيرا العودة إلى القدس التي تمثّل رمزيّا لها وللماضي الذي عاشته بالفردوس المفقود، لتغدو لها عودتها إلى الوطن بمثابة استعادة الفردوس، فالاحتفاظ بتجارب الماضي في شبه الشّعور له أثر كبير في حياة الشّخص العاديّة، ذلك لأن تجارب الماضي لو كانت تنسى لكان على الإنسان استئناف حياته من جديد لحظة بلحظة، فلا يكن لماضيه البعيد أو القريب التأثير في حياته، ولم يكن في قدرته الإفادة من تجارب الماضي في حلّ مشكلاته في المستقبل، وهذا ما ينطبق على حنان، كونها تشكّل وتقيس الحاضر على الماضي، تستمدّ صوره وأفكاره من تجاربها المستَكِنَة في شبه الشّعور، أمّا زواج ابنتها شروق في نهاية الرّواية، يشكّل مؤشرّا رمزيّا لإشراق الحاضر في حياتها والتفاؤل في رجاء المستقبل، معبّرة عن ذلك في السّطور الأخيرة من الرّواية، أمّا اختيار الاسم شروق فهو رمزيّ ويحمل الكثير من المعاني، لم تستخدم الكاتبة الرمزيّة بالكلمات والأسماء فقط وإنما بعبارات وجمل نستنتج ما وراءها من أمور كامنة.
وأخيرا أنوّه أن لغة الكاتبة صباح بشير تتجلّى فيها درجة كبيرة من الرّقي، فقد اتّسمت الأفكار بالدّقة والعمق، وهي تميل إلى التّسلسل والترتيب المنطقي، أمّا الألفاظ فمالت إلى السّهولة والرّقة والعذوبة والوضوح، وكل ذلك بتدّفق روح، وانصباب هواجس، وانطلاق مزيج من عقل مفكّر، وعاطفة جيّاشة، وغنى تعبيريّ حافل باللّباقة، وتصوير الواقع والشخصيّات.
أما د. رباب سرحان فقالت: إنّ قضيّة المرأة العربيّة، بصفة عامّة، والفلسطينيّة بصفة خاصّة، وما يلحقها من اضطهاد من قبل الرجل، ومن قبل المجتمع الذكوريّ برجاله ونسائه، هو ما يشغل اهتمام الكاتبة في هذه الرواية، إذ تنطلق فيها بأيديولوجيّة تؤمن بها، وتتحدّد في اقتناعها بأنّ وراء عذاب كلّ أنثى يقف ذكر أو المجتمع الذكوريّ كلّه، وعليه، فإنّ الرواية تقف على هذه الثنائيّة غير المتكافئة بين الأنثى والذكر، الأنثى المهزومة التي تندب حظّها العاثر والرجل المنتصر، فتنطلق الكاتبة من موقف واضح تعتبر فيه المرأة هي الضحيّة، والمجتمع الذكوريّ هو الظالم، وقد رسمت المسار الذي قطعته “حنان” بطلة روايتها لتكون الضحيّة، ولتبرز مدى عمق الجرح وقسوة التجربة التي مرّت بها، إلى حدّ عدم قدرتها على نسيانها أو محوها من الذاكرة لشدّة ما حفرته من ندوب وشروخ في قلبها وروحها، فصوت الأمس ما يزال يتحرّش بذاكرتها رغمًا عنها، ويدفعها إلى رواية قصّتها واسترجاع رحلة المعاناة، فتعود بنا إلى أيّام الطفولة التي تصفها بالهانئة والسعيدة والهادئة، لتنقلب هذه السعادة بعد مرور سنوات إلى شقاء، وينقلب الهدوء إلى ضجيج لا ينفكّ يقرع رأسها، كانت نقطة التحوّل في حياة البطلة حين سُلِب منها حلمها في متابعة دراستها الجامعيّة بسبب اندلاع الانتفاضة وإغلاق الجامعات، وقد أبرزت الكاتبة هنا إسقاطات الوضع السياسيّ الخاصّ الذي يعيشه الشعب الفلسطينيّ، على الاجتماعيّ وعلى حياة الناس وأحلامهم ومصائرهم، وكيف تكون هذه الإسقاطات مدمّرة وقاتلة. فزواج حنان من عمر جاء تزامنًا مع هذه الأوضاع التي سرّعت حدوثه، وبدأت معه رحلة معاناتها ودمارها النفسيّ والاجتماعيّ، رضيت حنان بالزواج من عمر الذي لا تعرفه ولا تربطها به أيّة عاطفة، وهي التي كانت تحلم، كأيّ فتاة، بقصّة حبّ مشبعة بالشوق واللهفة.
زُوّجت حنان من رجل لا يرى في الزوجة إلّا أداة تعمل ما يريد ويفرض عليها، وحين حاولت التململ وإسماع اعتراضها ورفع صوتها وإعلان رفضها وتمرّدها، وجدت كلّ من يحيط بها يذكّرها بقواعد الدين والعادات والتقاليد والمفاهيم الاجتماعيّة التي تفرض على المرأة أن تكون تابعة لزوجها، تخدمه وتُسعده. والكاتبة، بتصويرها لمؤسّسة الزواج بهذه الصورة السلبيّة، لا تقف ضدّ هذه المؤسّسة، ولا ضدّ تعاليم الدين الإسلاميّ، إذ لا بدّ من التأكيد في هذا السّياق، على أنّ الإسلام رغّب في الزواج وحثّ عليه في القرآن الكريم وفي أحاديث الرسول، لما وراءه من أهداف، وما يُحقّقه من مقاصد في الحياة الإنسانيّة، وإنّما هي تقف ضدّ الرجل الشرقيّ الذي يعتبر الزواج أداة ذكوريّة ووسيلة بطريركيّة يُظهر بواسطتها استعلاءه على المرأة ويؤكّد ملكيّته لها، فهي تؤمن، كما بطلتها، أنّ مؤسّسة الزواج يجب أن تقوم على الودّ والحبّ والتفاهم والاحترام والثقة، وتجربة الزواج الفاشلة التي خاضتها حنان، لم تضعضع إيمانها هذا ولا أملها في وجود رجل يحترم هذه الأسس ويدرك أهميّتها، والدليل أنّها كرّرت التجربة من رجل أحبّها وأحبّته، واختبرت معه كلّ المشاعر الجميلة التي طالما رسمتها في مخيّلتها. اهتمّت الكاتبة عبر صفحات الرواية أن تبرز الظلم الواقع على المرأة من قِبل الرجل والمجتمع الذكوريّ، هذا الظلم الذي يصل حدّ القتل والحرق. فالأب الذي يحرق ابنته في ساحة الحيّ ليرضي قِيَم مجتمعه، كما فعل والد أسماء بحجّة شرف العائلة، يجعل المرأة لا تجد اختلافًا بين ظلم الرجل وظلم المحتلّ الغريب. بل ترى بأنّ اضطهادها من قبل الرجل أكثر ثقلًا من قمع الغريب. وعليه، تُعرض الشخصيّات في الرواية وتتحدّد علاقاتها وتتمحور حول القضيّة الأساسيّة بالنسبة لها، نراها تعرض لقضيّة التمييز بين الذكر والأنثى وازدواجيّة المعيار الأخلاقيّ، كما تأتي بنماذج نسائيّة مختلفة، فأمّ حنان مثلًا هي نموذج للمرأة النمطيّة أو التقليديّة المتمسّكة بالموروث الاجتماعيّ أكثر من الأب نفسه، و”أسماء” هي نموذج للمرأة العربيّة المطلّقة التي تلاحقها الأعين المراقِبة والمحاسِبة والظالِمة، فالطلاق في المجتمعات العربيّة هو ذنب المرأة دائمًا وهي المسؤولة الوحيدة عن حدوثه، فهي الآثمة وهي الخائنة وهي التي تستحقّ القتل حفاظًا على شرف العائلة، وإذا ظنّت المرأة أنّها بطلاقها تحرّرت من زوجها ومن كلّ الضرر والأذى الذي سبّبه لها، فهي مخطئة، لأنّ الرجل العربيّ في كثير من الأحيان، لا يترك طليقته في حالها ولا ينفكّ يلاحقها ويشوّه سمعتها باختلاق الأكاذيب وتلفيق التّهم، تمامًا كما فعل عمر- زوج حنان الذي نجح في الإساءة إلى سمعتها ممّا أدّى إلى طردها من العمل. صورة المرأة العانس حاضرة كذلك في الرواية وتتلخّص نظرة المجتمع إليها، وقد نبّهت الكاتبة من خلال شخصيّة “غادة” أخت حنان، إلى أنّ هذا الوضع الاجتماعيّ حين يقع على من هنّ ضعيفات النفوس وضيّقات الفكر، قد يقودهن إلى الشعور بالحقد والنقمة على الناس والحياة وعلى أقرب الناس إليهن، فقد ذهبت غادة في حقدها وغيرتها إلى حدّ التحالف مع عمر وتشويه سمعة أختها.
كلّ هذا عبّرت عنه الكاتبة بضمير المتكلّم الذي سلّطت من خلاله الضوء على الراوية “حنان” وكشفت عن همومها وعذابها وأوجاعها ودواخل ذاتها، إلى الحدّ الذي جعلنا نشعر أنّنا أمام سيرة ذاتيّة تقوم على البوح والاستذكار والاعتراف. وعليه، فقد شكّل توظيف ضمير المتكلّم في الرواية وسيلة لنشر آراء الكاتبة ومواقفها بشكل يتماثل فيه وعي الشخصيّة الأدبيّة- حنان وثقافتها، مع وعي الكاتبة وثقافتها، ومَن يقرأ الرواية يلاحظ هذا التفاعل الواعي أثناء كتابتها.
أمّا اللّغة فهي واضحة، منسابة، جميلة وفي بعض المواضع ساحرة، خاصّة في الوصف، فقد نجحت الكاتبة في رسم نموذج نسويّ هو ضحيّة شروط ومفاهيم أسريّة واجتماعيّة وسياسيّة جائرة، حين أخذتنا في رحلة إلى ذات البطلة وسبرت أغوارها وكشفت عن أوجاعها الداخليّة. الرواية ناجحة بوضوحها وسلاستها وبرسمها للواقع الذي تعيشه المرأة الفلسطينيّة، والأهمّ بصدقها. فالمبدع الحقيقيّ هو الذي يستطيع أن يعبّر بصدق عن التجربة الإنسانيّة وعن الهمّ الإنسانيّ. وصباح بشير، بتورّطها في الرواية، أقنعت القارئ أنّ روايتها هذه هي شعور قبل أن تكون رغبة في الكتابة، فأصبح فعل الكتابة مُلحًّا وضروريًّا.
تلاها د. أليف فرانش الذي قدّم مداخلة بعنوان: “رحلة إلى ذات امرأة، رحلة بين المازوخية والبعث”، تطرح الرّواية العديد من النّقاط، سأتطرق إلى بعض منها، الأولى هي المازوخيّة في الأدب، وهو مصطلح في مجال العلم النّفسي يستخدم لوصف الشّخصيّة التي تتعرض للمتعة عند تعرضها للأذى، استخدم الأدب هذا المصطلح لوصف وتصوير بعض الشّخصيّات والقصص التي تتضمّن بعض العناصر المازوخية، وعادة ما يتم استخدامها كجزء من النّزعة العاطفيّة للشّخصيّات في الأدب، صباح بشير استخدمت هذا المصطلح بدقة وفعاليّة في تصويرها لشخصيّة حنان، التي مثّلت المازوخيّة بتجلياتها المؤلمة لدرجة أنّ القارئ قد يتساءل لماذا ترضى حنان بكل هذا الألم ما دام باستطاعتها الخروج منه؟ لماذا لم تقرع جدار الخزّان على قول غسّان كنفاني، وهنا يتجسّد نجاح بشير في بناء شخصيّة حنان باستخدام هذا المفهوم، ومن خلال مازوخية حنان تفضح ساديّة المجتمع، مازوخيّة الفرد هي انعكاس لساديّة المجتمع، الذي فرض عليها الخضوع كي لا تخالف التقاليد. النّقطة الثانيّة هي مصطلح الخطّان المتوازيان في الأدب الذي يشير إلى تقنيّة أسلوبية تستخدم في الكتابة الإبداعيّة وتتمثّل في استخدام جملتين متوازيتين بالشّكل والمعنى والإيقاع والنغم، يتم تقديمهما في نفس السياق أو الوزن، تُستخدم هذه التقنيّة لإبراز المعنى وتعزيز الصّورة الشّعرية في القصيدة أو الصّورة الرّوائيّة، لتبيح للكاتب إيصال رسالة معينة بطريقة جذابة، استخدمت بشير تقنية الخطّين المتوازيين، الخط الفرديّ من جهة والخط الجمعيّ من جهة أخرى، في حكاية أنثى مقابل حكاية مجتمع، يتماثل الخطّان تارة ويتوازيان تارة أخرى إلى أن ينفصلان مرة أو يتّحدان مرة أخرى، النّقطة الثالثة وهي الزّمنان في الرّواية، يشير هذا المصطلح إلى استخدام مزيج من الأزمنة في السّرد الرّوائيّ، في العادة يستخدم الزمن الماضي موازيا لزمن الحاضر، لكنّ بشير تستخدم الزّمنين في آن واحد، زمنان يعكسان ذاتين، الذّات الفرديّة والذّات الجمعيّة، وذلك لتسليط الضّوء على أحداث الرّواية، وإبراز بعض الجوانب النّفسيّة للشّخصيّات، النّقطة الرّابعة هي قصة البعث في الرواية، الذي يشير إلى الحياة بعد الموت والعودة إلى الحياة مرة أخرى، وحنان تعيش حالة من الموت، يشبه الموت السريريّ بالمعنى المجازي، ثم تنتقل من حالة الموت بانزياح، إلى حالة البعث، وكأنّها تنهض من الرماد، إنها العنقاء التي تخرج من رمادها بعدما كانت مثالا للّابطلة، وهي في نهوضها من رمادها تشبه الآلهة التي ترفض الموت في الميثولوجيا والثّقافات والدّيانات القديمة. صباح بشير ترفع الأدب مرآة تعكس من خلاله قهر المرأة وقهر مجتمعها، حنان تعيش في مجتمع مقهور، لا ينهض بالمرأة بل يقهرها، لهذا يعيش هذا المجتمع مقهورا مرّتين، وتعيش الأنثى مقهورة مرّتين، هذه المرآة التي ترفعها الكاتبة بواسطة الأدب هي مرآة لا تكذب ولا تجمّل، حنان وقفت أمام المرآة فكانت المرآة أصدق من البشر. لهذا تختار بشير الأدب مرآة في بحثها عن الصّدق وعن إنصاف للمرأة.
تبعتها كلمة شكر من الكاتبة صباح بشير للّنادي والحضور والمنظمين والمشاركين، والقائمين على نشاط النّادي وكل ما ساهم في إنجاح الأمسية، بعد ذلك تم التقاط الصور التذكاريّة.