هل يفعلها نتنياهو للخروج من أزمته؟… حرب على غزة او مع حزب الله؟
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 20/03/23 | 19:02في السادس عشر من شباط/فبراير العام الماضي، ذكر حسن نصر الله، للمرة الأولى في خطاب له، أن حزب الله يملك طائرات مسيّرة وبدأ في تصنيعها أيضاً. بعد ساعات على الخطاب، أعلن الحزب في بيان له، عن نجاح الطائرة المسيرة “حسان” في التحليق فوق الجليل مدة 40 دقيقة متواصلة، وتنفيذ مهمة استطلاعية ناجحة، وعودتها سالمة إلى لبنان، بعد فشل إسرائيل في اعتراضها، واعترافها بهذا الفشل، وبعدم قدرة الصواريخ الاعتراضية على إسقاطها.
وأول أمس أعلن أفيخاي أدرعي المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي عن قتل شخص كان يحمل حزامًا ناسفًا، بعد زرعه عبوة ناسفة بالقُرب من مفرق مجيدو أدّى تفجيرها إلى إصابة مُستوطن بجُروحٍ خطيرة، وأثبتت التّحقيقات الأوليّة أن الشخص تسلّل من الحُدود اللبنانيّة على ما يبدو، مما يعني أن أصابع الاتّهام اتّجهت فورًا إلى حزب الله. فلماذا هذا الاتهام وما هي خلفياته؟
نحن أمام مشهد يدل على فشل إسرائيلي بوجهين: الأول عدم قدرة إسرائيل النووية على اكتشاف دخول مسيرة حزب الله وإسقاطها، وهي الدولة المعروفة بقوة ودقة إجراءاتها الأمنية على الصعيد العالمي، والوجه الثاني فشلها في اكتشاف عملية أمنية نفذها لبناني يوم الإثنين الماضي في العمق الإسرائيلي.
العمليّة جرى الإعلان عنها الأربعاء، ولم يتم تقديم أيّ معلومات عن الشّاب المُتّهم بالتّنفيذ، ولا عن السيّارة التي استقلّها والسّائق الذي كانَ يقودها، وكُل ما جرى كشفه “أن الشّاب المُنفّذ كان يحمل حِزامًا ناسفًا جاهزًا للاستِعمال”.
حزب الله التزم الصّمت تُجاه العمليّة التي أعلن عنها المتحدّث الإسرائيلي، ولم يُعلّق مُطلقًا عليها، وخاصّةً مسؤوليّته عن الوقوف خلفها، وقد لا يُريد نصر الله جرّ الدولة اللبنانيّة إلى حربٍ مع إسرائيل حِرصًا على الجبهة الداخليّة ولكن من غير المستبعد أن يكون هذا الموقف قد تغيّر، بعد ازدياد الوضع الدّاخلي تأزّمًا. وحسب محللين لبنانيين، فإنه من الممكن ان يكون حزب الله غيّر استراتيجيّته من الرّدع إلى الهُجوم وكانت البداية تسلّل أحد مقاتليه الى داحل إسرائيل. فهل نقف على أبواب مرحلة جديدة من التصعيد بين حزب الله وإسرائيل؟
مشهد آخر من التوتر ولكن على الحدود اللبنانية الإسرائيلية في الجنوب. فقد ذكرت معلومات لبنانية أن دوريّة إسرائيليّة حاولت تغيير الحُدود وانتزاع مِتر من الأرض اللبنانيّة فتصدّى لها أهل الجنوب بقوّة وقذفوا الأوتاد في وجه الجنود الإسرائيليين.
دراسات أمنيّة إسرائيليّة تقول إن حزب الله عاقد العزم على تفعيل جبهة الجنوب اللبناني، وتنفيذ عمليّات في عُمُق الجليل الفِلسطيني المُحتل دون أيّ إعلانٍ أو تبنّي للمسؤوليّة لأنّه ليس معنيًّا بحربٍ شاملةٍ على أرض لبنان.
السؤال المطروح الآن: هل يشهد جنوب لبنان قريبا حرباً جديدة، وعما اذا كانت حكومة نتنياهو في ظل المظاهرات القوية المتصاعدة ضدها ستبادر الى الالتفاف على ما يجري في الداخل الاسرائيلي من خلال شن حرب على لبنان بذريعة الرد على الاختراق الامني الحاصل، أو شن حرب على غزة؟ ليس ذلك مستبعداً. والتاريخ يعيد نفسه. في العام 2012 خرج حوالي 400 ألف متظاهر ضد حكومة نتنياهو، عندها لم يجد نتنياهو حلا للخروج من هذه الأزمة سوى شن حرب على غزة في الرابع عشر من شهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2012 باغتيال القائد الحمساوي أحمد الجعبري، واستمر العدوان ثمانية أيام. وهكذا انشغل الإسرائيليون بمتابعة الحرب. فهل يفعلها نتنياهو مجددا في غزة أو في لبنان؟
وأخيراً…
طالما اسرائيل لم تلتزم بقرارات اجتماع العقبة، فما الفائدة من تجديد الاجتماع في شرم الشيخ؟ إلا إذا كانت هناك (وعلى الأكثر) أهداف أخرى.