تصعيد العنف مرتبط بالاحتلال وليس بشهر رمضان
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 22/03/23 | 16:05وسائل الإعلام العبرية تكثر الحديث عن احتمال تصعيد التوتر في الأراضي الفلسطينية المحتلة خلال شهر رمضان المبارك. وهناك وسائل إعلام عربية تسير في نفس نهج الإعلام الإسرائيلي. حتى أن اجتماعي العقبة وشرم الشيخ كان الهدف منه ـــ كما قالوا وهم كاذبون طبعاً ـــ ابعاد التصعيد في الشهر الفضيل. الكل يتحدث عن تصعيد خلال شهر رمضان. لكن هل بقية الأشهر تختلف عما يعتقدون ويتوقعون حدوثه في شهر الصيام؟ هم يريدون ربط شهر رمضان بالعنف ليس غير. مقاومة المحتل لا علاقة لها بالأيام والأشهر فهي موجودة طالما الاحتلال الإسرائيلي موجودا.
هم المستوطنون أحفاد الناجين من المحرقة يقومون بحرق المزروعات وحقول الزيتون وحتى حرق البيوت والبشر كما فعلوا في حوارة قبل فترة. هم وحكومتهم يمارسون القمع والاضطهاد والعنصرية والكراهية بشكل شبيه بالشكل الذي كانت النازية تمارسه بحق أجدادهم؟ أهكذا تعلمتم من النازية؟ كان من المفترض أن تتعلموا العبر مما جرى وليس ممارسة أساليب نازية.
الكل يعرف أن ما تعرض له اليهود في فترة النازية الهتلرية كان بسبب عرقهم لأنهم يهود. هكذا يقولون وهكذا تعلمنا من التاريخ. واليوم نحن نقول أن ما يتعرض له الفلسطيني من المستوطن المحتل ومن الحكومة الفاشية هو أيضا بسبب العرق لأنه فلسطيني. ما أشبه الأمس باليوم. والتاريخ سيحفظ ذلك.
وسائل اعلامهم كاذبة في كل ما يتعلق بتحليلات عباقرتهم المحللين. اسمعوا ما جاء في تحليل لصحيفة معاريف: “كما في كل سنة، فترة رمضان وعيد الفصح هي فترة متوترة للغاية من الناحية الأمنية، وفيها يظهر التخوف من التصعيد في الضفة الغربية والقدس الشرقية، التهديد هذه السنة أكثر وضوحًا؛ ويُلاحظ تدخل متزايد من قِبل إيران وحزب الله، اللذيْن”. هذا الرأي اللئيم يستهدف تقديم صورة للقارىء اليهودي عن تدخل خارجي ولا سيما من قبل إيران وحزب الله. رأي كاذب ومخادع. مقاومة الاحتلال هي صناعة فلسطينية، رجالها فلسطينيون يدافعون عن أرضهم وبيوتهم إن كان ذلك في رمضان أو في غيره من شهور السنة.
وتستمر الصحيفة في كذبها بالقول:” في المنظومة الأمنية يولون أهمية كبرى للحفاظ على حرية العبادة للمسلمين ويستعدون لتحسين عمل الحواجز لكي يسمحوا للآلاف المؤلفة من الفلسطينيين بالوصول إلى المسجد الأقصى في أيام الجمعة من رمضان”. أي كذب هذا؟ ولو كان الجيش والجهات الأمنية معنية بالمسلمين واحترام عقائدهم و”أقصاهم” لما سمحت بدخول عصابات المستوطنين للتهريج في ساحات الأقصى. كلهم كذابون.
ويصل الكذب قمته لدى محلل الصحيفة قوله، ان وزير الأمن القومي بن غفير وشلته ” يقودون سياسة براغماتية ومعتدلة للغاية، لا تختلف بشكل واضح عن سياسة الحكومات السابقة والتعبير عن ذلك يُمكن أن نجده في اتفاقيات القمة التي انعقدت في العقبة وشرم الشيخ في محاولة لكبح التصعيد”. ما هذا الكذب في وضح النهار؟ بن عفير الفاشي يقود سياسة معتدلة؟ ومتى كانت الفاشية معتدلة؟ لكن المحلل أصاب في عدم وجود اختلاف في نهج الحكومة الحالية والسابقة، وقد يكون المحلل مصيبا في رأيه أيضاً عندما يستشهد باجتماعي العقبة وشرم الشيخ كدليل على اعتدال سياسة بن غفير. ومن هذا الموقف نستنتج طبيعة الاجتماعين.
اتركوا شهر رمضان بحاله ولا تربطوه بالعنف فهو شهر الخير والبركات وكل عام وشعبنا الفلسطيني بألف خير، وكل عام وشعبنا خالِ من الأنذال والسفلة.