لن أسامحهم، “فقد أكلوني”!!
د. محمود ابو فنه
تاريخ النشر: 23/03/23 | 14:312.3.23
قبل مدّة التقيت صديقا من إحدى بلداتنا العامرة، فحدّثني بمرارة شديدة عن خيبة أمله
من الأصدقاء والمعارف لأنهم “خذلوه” في مناسبة عزيزة على قلبه!
أمّا الحكاية كما رواها الصديق المُحبَط فهي:
“من عادتي أن أشاطر الأصدقاء والمعارف والأقارب أفراحهم وأتراحهم، وفي أكثر
من مناسبة كنت أزورهم وأقدّم ما يُمليه الواجب والعُرف بمجرّد أن يصل لمسامعي
خبر المناسبة، حتّى ولو لم يتّصلوا بي ويخبروني بها أو يدعوني إليها!
فكم من عرس شاركتُ فيه بالحضور وتقديم “النقوط” السمين!
ولما جاء دوري، وحدّدت موعد عرس ابني البكر، قمت بدعوة جميع من جاملتهم
ليشاركوا في فرحي بهذه المناسبة الغالية على قلبي، لكن تصوّر ما جرى وما حدث؛
الكثير الكثير ممّن شاركت في أفراحهم “أكلوني” و”حَلَقوا لي”!!
لم يحضروا عرس ابني، وحتّى لم يفكّروا في إرسال “النقوط” مع شخص آخر!
وتابع الصديق حديثه والألم بادٍ على محيّاه:
تصوّر أيّ جحود وأيّ نكران للمعروف؟!
كيف سوّلت لهم أنفسهم أن يفعلوا ما فعلوا؟!
أما تذكّروا مشاركتي في أفراحهم والمبالغ الدسمة التي نفحتُها لهم؟!
لن أسامحهم أبدا فقد “أكلوني” وأنا حيّ أُرزق!!”
إلى هنا تنتهي أقوال الصديق المخذول!
بعد سماعي هذه القصّة رحتُ أتساءل بحيرة:
هل قضية المشاركة في الأعراس وتقديم “النقوط” مشروطة بالسّداد كدَيْن مستحقّ؟
وهل هذا يعني أنّ الإنسان – كلّ إنسان – لا يقوم بعمل خيريّ أو معروف بدون
أن يحصل على مقابل؟
هل العطاء – كلّ عطاء – يجب أن يقابَل بعطاء؟!
ثمّ، لماذا لا نحاول فهم ظروف الآخرين وأوضاعهم الماديّة وغير الماديّة التي قد
تكون السبب في عدم تلبيتهم دعوة الصديق؟
كيف يرضى الصديق وغيره بإرسال “النقوط” لهم بدون مشاركة المدعوّين الذين
تعذّر عليهم الحضور؟!
أسئلة كثيرة تراودني وأحبّ تقبّل آرائكم واقتراحاتكم حولها، ولكم مني جزيل الشكر
سلفا!