دكتاتوري عنصري يجر البلاد إلى الهاوية… إلى متى يبقى الجيش ساكتًا؟
بقلم: احمد حازم
تاريخ النشر: 27/03/23 | 10:04نظرة واحدة على ما يجري في دولة أحفاد الناجين من النازية الألمانية، يتبين لنا أن هذه الدولة التي اغتصبت دولة اسمها فلسطين وشردت شعبها واقيمت بموافقة الأمم المتحدة التي منحت الصهيونية الغازية الضوء الأخضر لتأسيس دولة على أرض عربية دفع شعبها تمن إبادة اليهود على يد الأوروبيين، هذه الدولة التي أسموها دولة اليهود تعيش اليوم أسوأ وضع تشهده منذ تأسيسها.
قالوا عن دولتهم إنها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. لكن ما يجري داخل هذه الدولة في الوقت الحاضر يدل على دكتاتورية هذه الدولة، وكأنها دولة حكم دكتاتوري في أمريكا الجنوبية أو افريقيا. كيف يمكن أن تكون هذه الدولة ديمقراطية وفي نفس الوقت تمارس العنصرية في جميع المجالات إزاء الأقلية العربية؟
كل الحكومات السابقة تعاملت مع المجتمع العربي بشكل عنصري مخيف والديمقراطية التي يفتخرون بها أمام العالم انكشف زيفها منذ عودة نتنياهو الى الحكم، الذي يمارسه “أبو يائير” بطرق دكتاتورية، الأمر الذي دفع بالشعب الى التظاهر ضد انقلاب نتنياهو على ديمقراطية اليهود. عالمة الفيزياء شيكما برسلر، ذات الشهرة عالمية ترى ان “خطة الحكومة للسيطرة على لجنة اختيار القضاة هي أول قطعة دومينو على طريق الديكتاتورية”. شيكما تم اعتقالها بسبب مواقفها. أين الديمقراطية التي يتشدقون بها؟
وزير الدفاع الليكودي يوآف غالانت وخلال خطاب له ألقاه مساء السبت، سمح لنفسه بطرح وجهة نظره فيما يتعلق بما يسمى اصلاح القضاء حيث دعا الحكومة إلى وقف مؤقت لتشريع الإصلاح القضائي للتمكين من اجراء محادثات تسوية. هذا الموقف وعلى ذمة (تايمز أوف إسرائيل) أيده ثلاثة فقط من أعضاء الكنيست من حزب الليكود بينما أثارت الدعوة غضب أعضاء آخرين في الائتلاف. أين الديمقراطية؟ حتى وزير الدفاع ممنوع أن ينتقد “الملك” نتنياهو.
الدبابير السامة في الليكود انقضوا على زميلهم الليكودي غالانت بوحشية لمعاقبته على اقتراحه. (هذه هي الديمقراطية). رئيس الائتلاف النائب أوفير كاتس وجه كلامه لغالانت قائلاً: “من لا يصوت لصالح الإصلاح القضائي أنهى مسيرته في الليكود”. قمة الديمقراطية
حتى ان وزير الأمن القومي بن غفير دعا نتنياهو في بيان له إلى إقالة غالانت قوله “أدعو رئيس الوزراء إلى إقالة غالانت الذي جاء بأصوات اليمين، لكنه استسلم لضغوط أولئك الذين هددوا برفض الخدمة في الجيش ويحاول وقف الإصلاح المهم”. نتنياهو سمع ما قاله بن غفير ونفذ طلبه فوراً بإقالة وزير الدفاع. هذا يعني أن بن غفير هو صاحب القول الفصل في هذه الحكومة اليمينية المتطرفة.
تصوروا أن غالانت أحد أركان اليمين تم إقالته لمجرد إبداء رأيه فيما يحدث في البلاد. ويتحدثون عن الديمقراطية. واضج أن نتنياهو سائر في طريق كم الأفواه التي تنادي بوقف “الإصلاح القضائي” حتى لو كان الفم من داخل البيت الليكودي. صحيفة “يديعوت أحرنوت”، أشارت إلى نقطة مهمة قولها: إن قرار إقالة غالانت هو رسالة من نتنياهو لرؤساء الأجهزة الأمنية والعسكرية بأنه يمكن إقالتهم في حال وقفوا ضد التشريعات القانونية”. يعني أساليب رعب وترهيب.
وأخيراً… السؤال المطروح الآن: إلى متى يبقى الجيش ساكتاً على ما يجري؟ ألا يوجد رجل في هذه الدولة يستطيع وقف نتنياهو من جر البلاد إلى الهاوية بعد أن تجاوز كل الخطوط الحمر؟