“فخار يكسر بعضو”… الموقف الصحيح للعرب
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 28/03/23 | 17:19وصلتني رسالة من قارىء يتهمني فيها بميلي للمتظاهرين، مبرراً رأيه بما ورد في مقالي يوم أمس. لا اريد أن يفهم الغير مضمون مقالي يوم أمس بعنوان “دكتاتوري عنصري يجر البلاد للهاوية”، كأني مع المظاهرات أو ضدها بسبب ما كتبته عن نتنياهو ودكتاتوريته وكذب حكومته ودولته. وللتوضيح أنا أنظر إلى ما يجري من زاوية “فخار يكسر بعضو” لأن المعركة بين يهود إسرائيل، والمظاهرات التي تجري هي بين يهود ويهود”ولا ناقة لنا فيها ولا جمل”. وبالنسبة لمقالي فهو فقط مجرد تحليل لما يجري. وقد أوضحت في المقال أن كافة حكومات إسرائيل ضد مجتمعنا العربي، وأنا شخصيا لا أثق بحكومات إسرائيل ولا بدولة إسرائيل فيما يتعلق بالمجتمع العربي، الذي يعيش حالة من عنصرية إسرائيلية فريدة من نوعها في كل بلدان العالم، إذ لا يوجد دولة في عالم حضاري، تميّز بين مواطن وآخر سوى في إسرائيل التي تعتبر نفسها زوراً وبهتاناً جزءاً من هذا العالم الحضاري.
من حقي كصحفي أن أحلل الأمور وتقديم صورة لما يجري. بما أن الله كتب علينا أن نعيش تحت عنصرية أحفاد من تعذبوا أيام النازية، (ولم يستوعبوا التاريخ). فقد أصبحنا جزءاَ من هذه الدولة التي ترفض مساواتنا باليهود في جميع المجالات. ومن حقي كإعلامي أن أراقب وأحلل.
نتنياهو هو الآن أشبه بـ “اللي بالع الموس”. فإن أراد إخراجه يتألم وإن أدخله أكثر يتألم. و”الموس” الذي ابتلعه نتنياهو من حدين أحدهما بن غفير وزعرانه والثاني زعران الليكود. فلن رضخ نتنياهو تحت ضغط الشارع والرئيس الإسرائيلي وقيادات عسكرية وأمنية بوقف التشريعات، فإن حكومته ستنهار لأن بن غفير يهدد بالانسحاب من الحكومة في حال أوقف نتنياهو التشريعات. وإن استمر في مواصلة التشريعات القضائية قد تحترق الدولة لأن دائرة المعارضة ضد نتنياهو تتسع وتنتشر بشكل لا مثيل له، خصوصاً بعد إقالة وزير الدفاع. حتى أن محامي نتنياهو الشخصي، روعاز بن تسور، أبلغه بأنه إذا لم يتم تعليق التشريعات فإنه لن يتمكن من تمثيله. (شوف يا بيبي كيف بدك تقلع شوكك بإيدك).
وبنظر وسائل إعلامية عبرية، فإن إسرائيل تحترق بسبب وزير القضاء ياريف ليفين، الذي يعترض بشدة على وقف التشريعات ويهدد بالاستقالة كونه يقود خطة إضعاف القضاء، حيث يرى بعض المحللين اليهود انه “وضع إسرائيل عند شفا حرب أهلية وهو مصاب بجنون ونتنياهو أسير بيده”.
وأخيراً…
نتنياهو أمام خيارين لا ثالث لهما: إما مواصلة رئاسة الحكومة في ظل استمرار تفاقم الوضع بشكل خطير، أو التراجع حفاظا على الوضع الداخلي والقبول بالأمر الواقع. وبالتالي بالنسبة إلينا نحن العرب الفلسطينيّون “فخار يكسر بعضو”.