هل بدأ العد العكسي لوجود إسرائيل… يهود يتوقعون زوالها متى؟
الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 30/03/23 | 15:49قبل 25 عاماً وبالتحديد في شهر أبريل/ نيسان عام 1998، قال الراحل الشيخ أحمد ياسين خلال لقاء تلفزيوني مع قناة الجزيرة ضمن برنامج “شاهد على العصر” إن إسرائيل ستزول في الربع الأول من القرن القادم، وتحديداً في عام 2027 ستكون إسرائيل قد بادت وانتهت. وتبريراً لقوله استشهد الشيخ الراحل بما ورد في القرآن الكريم. يعني، وحسب كلام الراحل، بعد أربع سنوات ما في دولة قانون القومية. وبما أن العرب أصحاب واجب، فالمفروض وقتها (لو تحقق ذلك) تعزية بمن اعترفوا “بيهودية الدولة “. لننتظر ما سيحدث.
قد لا يعتقد البعض بأقوال الشيخ الراحل، لكن تعالوا نسمع ما يقوله ساسة ومفكرون يهود من داخل دولة الإسلامي الجنوبي منصور عباس ومن خارجها. وزير الخارجية الأمريكية السابق وعراب اتفاقية كامب ديفيد عام 1978 اليهودي هنري كيسنجر، أكد جازماً في مقابلة مع صحيفة ” نيويورك بوست” أنّ إسرائيل لن تكون موجودة في المستقبل القريب “. كافة أجهزة الاستخبارات الأميركية وافقته الرأي وأصدرت تقريراً من 82 صفحة بعنوان “الاستعداد لشرق أوسط بدون إسرائيل”. وخلص التقرير الى أنه بدون عودة لاجئي عام 1948 و1967 فلن يكون هنالك حلّ دائم ومستقر في المنطقة. هكذا تقول الدولة الأمريكية التي تتبنى اسرائيل وتدافع عنها وعن ظلمها وشرها.
تعالوا لنسمع ما يقوله علماء ومؤرخون ومحللون يهود من إسرائيل: المحلّل الإسرائيلي في صحيفة “هآرتس” آري شافيط، قال في مقال له: “اجتزنا نقطة اللاعودة وإسرائيل تَلفُظ أنفاسها الأخيرة، ولا طعم للعيش فيها”. وشهد شاهد من يهودهم. شافيط يعتمد في رأيه على حقائق ويبرر صحة قوله بالتاريخ، إذ يقول:” الإسرائيليّون يُدركون مُنذ أن جاءوا إلى فلسطين أنهم ضحيّة كذبة اختَرعتها الحركة الصهيونيّة استخدمت خِلالها كُل المَكر في الشخصيّة اليهوديّة عندما ضخّمت المحرقة واستغلّتها لإقناع العالم أن فلسطين أرض بلا شعب، وأن الهيكل المزعوم تحت الأقصى”. ولم يكتف أري شافيط بذلك مضيفاً:” حان وقت الرّحيل إلى سان فرانسيسكو أو برلين”. نعم شافيط كلامك واقعي، ليرحلوا كما جاؤوا.
آري شافيط لم يكن الوحيد الذي يتوقع زوال إسرائيل. المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس يقول: “خلال سنوات سينتصر العرب والمسلمون ويكون اليهود اقلية في هذه الأرض اما مطاردة او مقتولة وصاحب الحظ هو من يستطيع الهرب الى أمريكا وأوروبا”. يعني يتنبأ بزوال إسرائيل، ويتوقع هروب من يبقى الى أمريكا وأوروبا تماما كما توقع سلفه شافيط.
الصحافي يارون لندن يقول في كتابه “مذكرات صحافي عبري” الذي صدر نهاية عام 2014: ” انني أعدّ نفسي لمحادثة مع حفيدي لأقول له ان نسبة بقائنا في هذه الدولة 50 بالمائة. ولمن يغضبهم قولي، فانا اقول لهم ان هذه النسبة جيدة لان الحقيقة أصعب من ذلك”. ومن المؤكد أن مؤلف الكتاب جلس مع حفيده وأخبره بأن مستقبله ليس في هذه الدولة، ولا أعرف إذا كان المؤلف قد نصحه بالسفر إلى سان فرانسيسكو أو برلين.
الرئيس السابق لجهاز (الشاباك) كارمي عيلون يفكر بواقعية رغم عقليته الأمنية. فقد قال: “ان استمرار السياسات المتطرفة ضد المسجد الأقصى ستقود الى حرب ياجوج وماجوج ضد الشعب اليهودي وستقود الى خراب إسرائيل”. فهل يسمع اليهود ذلك؟ أما رئيس الحكومة الأسبق أولمرت فيرى أن إسرائيل قد لا تعيش بل لن تعيش وقد باتت ايامها العادية معدودة وذلك في رده على تساؤل يشغل الإسرائيليين عما إذا كانت اسرائيل ستعيش حتى الثمانين.
العرب عامة باستثناء دول اتفاقات أبراهام والفلسطينيون خاصة باستثناء “عرب إسرائيل الجيدين”، كما وصفهم كاتب إسرائيلي (ولا أعني فلسطينيو ألـ 48) يتمنون تحقيق ما يتوقعه المفكرون اليهود. لننتظر.
صياماً مقبولاً وإفطاراً شهياً.