قوات “الحرس الوطني” فاشية تستهدف العرب بالدرجة الأولى
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 03/04/23 | 14:49عندما قرأت خبر تشكيل فوات “حرس وطني” خاصة بوزير الأمن القومي بن غفير، تذكرت أوجه الشبه بين هذه المجموعة الفاشية ووحدات “سرايا الدفاع ” السورية التي تشكلت في العام 1971 لتكون تحت قيادة رفعت الأسد شقيق الرئيس السوري السابق حافظ الأسد. ويبدو أن بن غفير درس تاريخ تشكيل “سرايا الدفاع” ووجد في مهام هذه الوحدات ما يثير إعجابه، لدرجة أنه أصر على تشكيل وحدات مشابهة لها رغماً عن نتنياهو، “وإلاً تسقط الحكومة. اسمعوا الحكاية:
عنما أصبح حافظ الأسد رئيساً للدولة السورية نتيجة انقلاب عسكري قام به غام 1970، وطبعا بمساعدة شقيقه رفعت، فكر رفعت الأسد بتشكيل سرايا حاصة به تحمل اسم “سرايا الدفاع” تم تشكيلها في العام التالي 1971 كقوة خاصة وهي قوة منفصلة عن الشرطة تحت قيادة رفعت الأسد لمواجهة المعارضة، وهذا ما حصل مع بن غفير. فبعد حوالي نصف عام على تولي نتنياهو السلطة طلب بن غفير تشكيل وحدات خاصة به تحما اسم “حرس وطني” تحت قيادته ولا علاقة لها بالشرطة ومهمتها ضرب كل من يخالف أوامر بن غفير. رفعت السوري “العلوي” يؤسس وحدات قمع لضرب كل من يرفع صوته ضد النظام في بلد يحكمه حزب يرفع شعار “وحدة ـــ حربة ـــ اشتراكية”، وبن غفير اليهودي يؤسس مجموعة لمواجهة معارضيه في بلد يتشدق بالديمقراطية. ما أشبه أمس رفعت بيوم إيتمار.
إسرائيل تعيش هذا الوقت ثلاث أزمات: أولها أزمة عسكرية، تتمثل في لمرد جنود وضباط على القيادة العسكرية وحالة من التذمر نتيجة إقالة وزير الدفاع غالانت، وأزمة اقتصادية نتيجة تراجع الشيكل أمام الدولار وهروب شركات استثمار اجنبية من البلاد ، وأزمة اجتماعية تتمثل في الغلاء الكبير تذمر الناس من موجة الغلاء، وأيضاً أزمة سياسية وهي اللأهم تتمثل خطة إضعاف القضاء وسيطرة اليمين الفاشي على هياكل الدولة وى سيما إطلاق العنان للثنائي الفاشي سموتريتش وبن غفير لفعل ما يريدانه أي التلاعب بأوامر الدولة. وآخر مهمة للتلاعب تتجسد في موافقة نتنياهو على طلب بن غفير تشكيل قوات “حرس وطني” خاصة به.
هذه القوات سيبلغ تعدادها 2000 مستوطن عنصري متطرف سيكونون بشكل مباشر تحت قيادة الوزير اليميني المتطرف. يعني ميليشيا من زعران المستوطنين الذين ينتمي اليهم بن غفير العراقي الأبوين. ولكن لماذا وافق نتنياهو على تشكيل هذه الوحدات وما هو الهدف من ذلك؟
نتنياهو بطبيعة الحال يفعل كل شيء لكي تبقى حكومته واقفة على رجليها. وبعد أن اعلن نتنياهو تأجيل عملية الاستمرار في خطة “إصلاح القضاء” هدد بن غفير بالانسحاب من الحكومة اذا لم يتم الاستمرار في تنفيذ الخطة كما هو متفق عليه. وللهروب من هذا المأزق وإرضاء لبن غفير سارع نتنياهو الى الموافقة عى تشكيل “الحرس الوطني” الذي طالب به بن غفير إرضاء له.
الميليشيا الجديدة “الحرس الوطني”، لا تختلف من ناحية عملية عن ميليشيات “الهاغاناه” و”الأراغون” والمهام الموكلة لهذا الحرس كما هو معلن هي : “معالجة الجريمة القومية” و”الإرهاب” و “استعادة السلطة عند الحاجة”. لكن هذه المهام هي من واجب الشرطة. ثم عن أي معالجة للجريمة يتحدثون وبن غفير وزعرانه هم من يرتكبون جرائم بحق الفلسطينيين؟ وعن أي إرهاب يتحدثون وزعران اليمين الفاشي هم من يمارسون الإرهاب؟ وكيف يمكن تكليف ميليشيا زعران بمهمة ما أسموه “استعادة السلطة عند الحاجة”. ثم ما المقصود عند الحاجة؟
المعلومات المتوفرة تقول ان عدد افراد شرطة إسرائيل يبلغ 32 ألف عنصر، مهمتهم الحفاظ على الأمن الداخلي. والسؤال المطروح: ما الحاجة إذاً لتشكيل هذا “الحرس الوطني” بوجود آلاف من عناصر الشرطة؟
وأخيراً… واضح ان زعران هذا الحرس هم فقط لتنفيذ أهداف ومصالح بن غفير ليس أكثر.