الحج رحلة جهاد وعبادة.. لا تسوق ووجاهة!!!
تاريخ النشر: 11/11/11 | 5:34اقتربت نهاية موسم الحجيج، واقترب موعد عودتهم، فهل يا ترى انشغلوا بالعبادة فقط؟! أم تعرضوا لما قد يؤثر عليهم ويدفعهم إلى قضاء الوقت بعيدًا عن الذكر والاستغفار؟! هل عيونهم وقلوبهم كانت مربوطة فقط بالحرم المكي؟! والفكر والعقل يدعو الله أن يغفر الذنب ويقبل التوبة؟؟؟؟
في الواقع نرى كثيراً ان الشاغل الأكبر للحجاج والذي قد يطغى على العبادة ومناسك الحج هو شراء الهدايا للأقارب ومن سيأتي مهنئًا بعودتهم سالمين من الديار الحجازية..
أكد الحاج “أبو محمد” أن الحج كلفه ما يقارب تكاليف رحلة الحج هو وزوجته، مرجعًا السبب إلى كثرة الأقارب والأحباب، وبالتالي ضرورة توفير هدايا للكل وإلا قد يغضب أو يحزن أحد منهم.
وقال : “المبلغ الذي دفعته للهدايا كان يمكن أن يوفر مقعداً آخر لابنتي الوحيدة لتسافر برفقتنا للحج، ولكن عجزت عن اصطحابها بسبب حجم المبلغ المنفق للهدايا”، موضحًا أنه جهّز الكثير الهدايا وخاصة للزائرين العاديين , من البلاد قبل ان يسافر للديار الحجازية .
واستدرك: “ولكن يبقى المقربون من أفراد العائلة.. لو لم أحضر لهم من الديار الحجازية لن أسلم منهم أبدًا، ، مبينًا أنه بدلاً من أن تكون هذه رحلة روحانية يرتاح فيها، ارتاد السوق برفقة زوجته قبل السفر للحج وأثناء الرحلة.. والسبب الهدايا!!!
أما الحاجة “أم حاتم ” فقد عملت على تجهيز الهدايا من هنا قبل أن تسافر إلى الديار الحجازية، مشيرة إلى أن الهدايا كلفتها ما يقارب 2000 شاقل ما بين شراء “جلابيب وعبايات ومصليات ومسابح” لأغلب الأشخاص المقربين الذين سيعملون على زيارتها عند عودتها. وأوضحت أنها أقدمت على ذلك لصعوبة حمل ونقل الهدايا من الديار الحجازية إلى البلاد ، وتحديد الوزن الخاص بالحجيج، إضافة إلى أنه قيل لها إن جودة الهدايا لا تختلف ولكنها اكتشفت أن جودة ما في مكة أفضل من هنا.
وأما الحاجة “هند ” فأوضحت أنه من غير اللائق أن يأتي شخص لزيارتها دون أن تقدم له هدية، “ولكن في الأصل الذاهب في هذه الرحلة لا بد أن يركز على الروحانيات والعبادة لا شراء الهدايا”، على حد قولها.وقالت : “على الأقل لا بد من إحضار الهدايا للمقربين من مكة، مما يسبب تعب التسوق وحتى لو أحضرت هدايا بسيطة فهي مكلفة نوعًا ما إضافة إلى أنها تأخذ وقتًا وجهدًا ووزنًا إضافيًا”.
وأوضحت أنها عندما اعتمرت بعد حجتها الأولى قررت ألا تشتري أي هدية من مكة وإنما بعد عودتها اشترت من المكتبة كتبًا إسلامية رأت فيها الفائدة ووزعتها على كل من جاءها مهنئًا بعودتها سالمة.
وبالنسبة للحاجة أم أحمد فبينت أنها عندما حجت بلغت مصاريف الهدايا ما يقارب ثلث ما دفعته لرحلة الحج بسبب كثرة المعارف والأقارب من عائلتها وعائلة زوجها، مما دفعها لشراء الهدايا من البلاد ولكنها اشترت بعض الهدايا الخاصة من مكة.
أما الحاجة منار فأشارت إلى أنها أيضًا اشترت الهدايا من البلاد ، ولكن بسبب روعة ما تحتويه أسواق مكة اضطرت للشراء منها ما أعجبها وسبب لها زيادة كبيرة في الوزن مما أتعبها وأنهكها جدًا.
أما “أم محمود” فالحزن يعتصر قلبها بشدة فهي تملك فقط من المال ما يمكن أن يوفر لها تكاليف الحج فقط وبصعوبة شديدة ولكن لأن الكل ينتظر ما ستحضره من هدايا فهي غير قادرة على أن تقدم طلباً للحج!!
وبسؤال الشريعة الإسلامية أوضحت الأستاذة منال العشي أن الهدية بشكل عام مستحبة، والرسول صلى الله عليه وسلم قال: “تهادوا تحابوا” أي أن العطاء يؤلف القلوب ويقربها، وينهي الخلافات، لكن هذا لا يعني أن يثقل الحاج على نفسه، ويحمل عبئًا أكبر من مشقة الحج لإرضاء الناس”.
وأضافت:” لا يكلف الله نفساً إلا وسعها، وهدية الإنسان ينبغي أن تكون بمقدار ما يستطيع أن ينفق، ولا يستدين لشراء الهدايا إلا إذا كان قادرًا على السداد من دخل جارٍ، عدا ذلك لا يرهق نفسه بشراء شيء يكلفه ما يوازي رحلته للحج كُلها”.
وأكدت العشي أن طاعة الحاج الذي يبحث عن الأغراض مرتفعة الثمن ليرائي بها الناس، غير صحيحة، وتدخل هداياه في باب “الحرمانية”، فالله تعالى يحرم التفاخر أمام الناس.
وقالت: “بما أن الحجة، طاعة لمرة واحدة في العمر، يجب على الحاج أن يستثمر فيها وقته للعبادة الخالصة، والاستفادة من ثواب الصلاة في الحرم المكي، وأحيانا يكون شراء الهدايا وزيارة الأسواق مضيعة للوقت لا طائل منها ولا أجر”.
وتابعت العشي :” للتجارة وقتها وللعبادة وقتها، والمسلم الحقيقي هو الذي يعطي كل ذي حق حقه، فلا يستثمر العبادة بالتجارة”.
بقلم أسماء صرصور