خمسون عاما على اغتيال ثلاثة قادة فلسطينيين.. امرأة مهدت لعملية القتل
بقلم: الإعلامي أحمد حازم
تاريخ النشر: 13/04/23 | 14:08عملية اغتيال ثلاثة قادة كبار من حركة فتح، يوم العاشر من شهر ابريل/نيسان من العام 1973، أسمتها إسرائيل “ينبوع الشباب”، بينما أطلق عليها الفلسطينيون “عملية فردان” لأنها وقعت في شارع فردان في العاصمة اللبنانية بيروت، حيث تم اغتيال كمال ناصر الذي عرفته عن قرب في بيروت، كان عضواً في أول لجنة تنفيذية بقيادة ياسر عرفات، وذلك في العام 1969، وهو مؤسس ورئيس دائرة التوجيه والإعلام في منظمة التحرير. وبسبب نشاطه الدؤوب، وبفضل قوة حضوره الشخصي والثقافي أصبح رئيساً للجنة الإعلام العربي الدائمة المنبثقة عن الجامعة العربية، ولذلك أطلق عليه لقب “الضمير”.
أما الشهيد الثاني كمال عدوان، فقد كان عضواً في اللجنة المركزية لحركة فتح وكان مسؤولاً عن تنظيم الخلايا في الداخل الفلسطيني الأمر الذي أزعج إسرائيل. والشهيد الثالث خو أبو يوسف النجار، الذي انتخب عضوا في اللجنة المركزية للحركة منذ تأسيسها عام 1965. وفي عام 1969، تم انتخابه عضوا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ممثلا لحركة فتح، واختير رئيسا للجنة السياسية العليا للفلسطينيين في لبنان. وفي مطلع عام 1973 أسندت إليه رئاسة الدائرة السياسية في منظمة التحرير.
ولكن ما هو السبب الذي دفع بإسرائيل للتخطيط لهذه العملية؟
المقاومة الفلسطينية استطاعت في أواخر الستينيات وأوائل السبعينيات توجيه ضربات موجعة لإسرائيل، من خلال تنفيذها لعمليات فدائية نوعية ضد أهداف إسرائيلية، فقررت الحكومة الإسرائيلية الانتقام. وعلى سبيل المثال العملية التي نفذها الصديق العزيز المناضل، محمود عيسى في شهر ديسمبر/ كانون أول عام 1968 ضد طائرة تابعة لشركة العال الإسرائيلية في مطار أثينا الدولي. وظل الراحل ملاحقا من الموساد يتتبع تحركاته حتى تمكن من تحديد مكان اقامته في كندا بمساعدة الخونة، حيث أخبرت السلطات الكندية، التي قامت بدورها بتسليمه الى لبنان محل اقامته الأصلية، ورفضت تسليمه لإسرائيل.. وبعدها بفترة قصيرة توفي محمود حيث تبين من الفحص الطبي ان الوفاة ناجمة عن عملية تسمم مقصودة لتصفيته.
وفي شهر سبتمبر/أيلول سنة 1972 قامت مجموعة فلسطينية تابعة لمنظمة أيلول الأسود بعملية احتجاز رياضيين إسرائيليين كانوا يشاركون في دورة الأولمبياد الصيفية المقامة في ميونيخ الألمانية، وقد تم قتل 11 رياضياً إسرائيلياً. هذه العملية افقدت رئيسة الحكومة الإسرائيلية عقلها، وسارعت في خربف العام نفسه إلى القاء خطابها المشهور في الكنيست توعدت فيه بالقصاص ممن خططوا لعملية ميونيخ، وتم اتخاذ القرار بتصفية القادة الثلاثة أبو يوسف النجار، كمال عدوان وكمال ناصر.
وكان الموساد قد أرسل عميلة له تدعى يائيل مان، للعيش في لبنان بشخصية “كاتبة قصص وسيناريوهات أفلام جاءت لإعداد فيلم وثائقي لشركة إنتاج بريطانية، حول قصة امرأة تعيش في سوريا ولبنان”. وكانت مهمتها التحضير للعملية. وفي العاشر من شهر نيسان/ أبريل 1973، نجحت وحدة كوماندوس إسرائيلية بقيادة إيهود باراك بالتسلل إلى بيروت عبر البحر، وتنفيذ العملية،
من العيب على سلطة رام الله وإعلامها تجاهل الذكرى الخمسين لاغتيال قادة فتح الثلاثة، وهذه فعلاً فضيحة تضاف إلى الفضائح الأخرى لنظام التنسيق الأمني مع إسرائيل. صياما مقبولاً وإفطاراً شهياً.