اليوم الأسود في تاريخ إسرائيل… نتنياهو والدوس على الجثث مقابل مصلحته
بقلم: أحمد حازم
تاريخ النشر: 14/04/23 | 14:34قادة الأحزاب اليمينية المتطرفة لم تشارك في حكومة نتنياهو “خدمة للوطن” بل شاركت فيها تحت مقولة “كل شي بثمنه” وفرضوا على نتنياهو ما يريدونه. حتى في القرارات التي يتخذها نتنياهو فالموافقة عليها لها أيضا سعر آخر. على سبيل المثال: قرار نتنياهو تأجيل مواصلة عملية “إصلاح القضاء” لامتصاص الغضب الشعبي، ووقف تصعيد الوضع في المجتمع اليهودي، هذا القرار يتطلب موافقة الحكومة. لكن هذا ليس بالأمر السهل على نتنياهو، لأن بن غفير رئيس حزب “القوة اليهودية” لن يوافق على القرار مع الأعضاء الآخرين في تحالف “الصهيونية الجديدة” إلاَ بثمن؟
فما هو الثمن لذلك؟
هذا اليميني المتطرف وزير الأمن القومي إيتمار بن جفير ومقابل السكوت على تأجيل مواصلة عملية الإصلاح القضائي، عقد صفقة مع نتنياهو تتضمن التزامًا خطِّيًّا بإنشاء عصابات الحرس الوطني. واستناداً لبيان الحكومة وبن غفير فإن زعران هذا الحرس سيعملون في حالات الطوارئ الوطنية على غرار أحداث هبة الكرامة في أيار/مايو 2021، في إشارة مباشرة إلى أنَّ هذا الحرس الوطني مُعدٌّ لقمع الاحتجاجات في المجتمع العربي. رسمياً قالوا: “سيتم استخدام الحرس الوطني الإسرائيلي كقوَّة متخصصة مُعدَّة ومدرَّبة للتعامل، من بين أمور أخرى، مع سيناريوهات الطوارئ المختلفة، والجريمة القومية، ومكافحة الإرهاب، وكذلك لتعزيز فرض سُلطة الدولة في المجالات التي تتطلب ذلك”. طبعاً “المكتوب يقرأ من عنوانه”.
الحكومة الإسرائيلية صادقت يوم الثاني من الشهر الجاري، على إقامة ما يُسمَّى بـ “الحرس الوطني”، وهي عصابات من المستوطنين بقيادة الوزير اليميني المتطرف من أحزاب “الصهيونية الدينية” العراقي الأصل إيتمار بن جفير. لكن هذا الحرس الوطني يحتاج إلى ميزانية لم تكن في حسابات نتنياهو. فما العمل إذاً؟ نتنياهو كما يبدو “بعرف يدبرها” وهو تعلب ماكر خبيث في السياسة. فقد أقرت الحكومة في اجتماعها تقليص ميزانيات جميع الوزارات بنسبة 1.5 بالمئة من أجل تمويل عصابات الحرس المذكور. يعني على حساب الشعب.
كل ذلك يعني بوضوح، تجنيد عدَّة آلاف من المستوطنين في مُستعمرات القدس والضفة الغربية، في “الحرس الوطني” وإطلاق أيديهم في الضفة الغربية والقدس وارتكاب مجازر وفظائع في القرى والبلدات كما حصل مؤخراً في قرية (حوَّارة) قضاء نابلس.
بقي علينا القول، ان صحيفة هآرتس العبرية، كانت قد وصفت نجاح إيتمار بن جفير في انتخابات الكنيست التي جرت في شهر أكتوبر/ نوفمبر 2022 بـ “اليوم الأسود في تاريخ إسرائيل”. كما أن الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ حذر في تسجيل صوتي من بن غفير وتحدث عن مشاكل قد تواجهها الحكومة بشأن المسجد الأقصى بسبب بن غفير. وبالفعل حصل في الأقصى ما توقعه هرتسوغ.
وأخيراً…. دليل واضح على أن تشكيل (الحرس الوطني) من أجل مطاردة الفلسطينيين وقتلهم: بن غفير يريد تعيين المجرم العقيد في الاحتياط، أفينوعام أمونا القائد السابق لوحدة “مجيلان” الذي قال ذات يوم لجنود تحت إمرته قبيل هجوم على قِطاع غزة: “أقتلوهم أثناء هروبهم”.