أغاني الأطفال الشّعبيّة والهدهدة
جميل السلحوت
تاريخ النشر: 15/04/23 | 11:22تقسم أغاني الأطفال الشّعبيّة إلى قسمين، قسم يغنّيه الأطفال أثناء اللهو واللعب، ويردّدون الأغاني بأنفسهم، وقسم ثان تغنيه أمّهاتهم لهم وهو المسمّى “هدهدة” ، وسوف نلاحظ بأنّ القسم الثّاني يقتصر على الأطفال الذّكور دون الإناث ، ذلك أنّ الأسرة العربيّة بشكل عامّ، والأسرة الرّيفيّة على وجه الخصوص، ما فتئت أسرة ذكوريّة لكونها ترتبط بجذور قبليّة، فالعائلة تقاس أهمّيّتها وقوة نفوذها، بقدر ما فيها من رجال، الذين يقومون بحمايتها وردع الأذى والشّرور عن حماها، وفي البادية والرّيف نرى أنّ الأب بحاجة إلى الأبناء الذّكور، كي يساعدوه في أعماله، وفي بعض الأوساط المتخلّفة اجتماعيّا واقتصاديّا وثقافيّا، أكان ذلك في مجتمعنا، أو في غيره، ما زالوا لا يعتبرون البنت خلفا، إذ قد يترامى الى مسامعك دعاء بالخلف لإمرأة أو رجل، وفي بيته عدد أصابع اليد من البنات، والمرأة غير المثقّفة أو المتعلّمة، تقرّ بهذا الواقع المرير؛ لأنّها تربّت تربية ذكوريّة، حيث تقرّ المرأة بدونيّتها أمام الرّجل، وهذا القانون الموجّه ضدّ الطّبيعة للتّطوّر البشريّ، وتجدها كذلك تميّز بين أبنائها الذّكور والإناث، وهي إن كانت متعلّمة، أو تفتّحت عيناها على الثّقافة ملزمة بإقرار ذلك، لتتمسّك بزوجها، فتبعد بذلك شبح الطّلاق عنها، وتستمرّ في الحياة الزّوجيّة، ورغم كلّ هذا ، تبقى مسألة استمرار حياتها الزّوجيّة مرهونة بولادتها لابن ذكر، وكم من امرأة راحت ضحيّة هي وأطفالها لأنّها أنجبتهم بناتا، أو لكونها عاقرا، مع التّأكيد أنّ إنجاب الذّكر والأنثى هي مسؤوليّة الرّجل وحده، فمثلما يزرع يحصد”، وسأورد هنا كنموذج لأغاني الأطفال الشّعبيّة عددا من أغاني الأطفال كما سمعتها من أطفال بلدتي عرب السواحرة-القدس، وعرب السواحرة ينحدرون من أصول بدوية ويسكنون جبل المكبر – خمسة كيلومترات جنوبي القدس الشريف- وتمتد أراضيهم حتى البحر الميت، والقاريء لهذه الأغاني عليه الانتباه أنّها باللهجة المحكيّة “العامية”، هي أقرب إلى اللهجة البدويّة.
ومن الأغاني التي يغنّيها الأطفال في موسم الحصاد ، هذه الأغنيات :
حيّه حوّت
في البير دوّت
وش دوّاها
شيخ جاها
سحب الدبّوس
ومن هالكربوس
وتولّاها
ويجدر الإنتباه ، الى أنّ هذه الأغنية ، يغنيها الحصّادون الكبار أيضا في الموسم ذاته، ومن أغاني الأطفال في موسم الشّتاء :
شمّست شميسه
على عروق عيشه
عيشه في المغاره
حلبت قطّه وفاره
أجا البس كبهن
نقرته صراره
راحت تموّي لمّها” تموء لأمّها”
سوتلها فطيره
قد باب الصيره
والصيره ما وسعتها
بزّ الكلبه عصابتها
ويزيد الأطفال في مرحهم، وابتهاجهم وصخب ضحكاتهم اللطيفة البريئة، فيغيّرون الجنس في البيت الاخير ، عاكسين الكلمة الأولى فيه.
وهذه أغنية شتوية من الأغاني التي يرددها الأطفال :
يا ربي تشتي واروح عند ستي
تعمل لي فطيره وأوكلها وأنام
* * *
وامطري وزيدي
بيتنا حديدي
بيتنا شَعْر الغنم
وعمنا عبد الله
ورزقنا على الله
* * *
وامطري وزيدي
بيتنا حديدي
عمنا عبد الله
ورزقنا على الله
* * *
امطري يا مطره
ع عروق الشجره
وكان حين يأتي قائد فلسطينيّ لزيارة مضاربهم، يغنّي له حتى الأطفال مرحبين بقدومه، ومن أغانيهم للشّهيد عبدالقادر الحسيني في ثلاثينات وأربعينات القرن العشرين:
يا حمامات المدن
طلّن عليه وارعدن
وان أجانا عبدالقادر
شوشحن له بالرّدن
والأطفال أشقياء بطفولتهم البريئة، فلا يتركون العجائز في حالهنّ، وفيما وصلن اليه من العمر، فيروحون يستهزؤون بهنّ، فحينما يرون عجوزا، تضع الحنّاء على شعرها الأشيب، ينتقدون هذا العمل في أغانيهم، فيصرخون فيما يشبه المظاهرة :
دبّوا العجايز في البير
ودبّوا وراهن خنزير
والخنزير ما بكفاهن
لَطْع البقر حنّاهن!
كما أنّهم يستغفلون كبار السّنّ، ويسرقون حاجياتهم :
طحت طحت نازل
عمّرت المنازل
لقيت الشّايب نايم
حملته ودبّيته
واشربت من زيته
زيته طعمه حِنّا
شواشي ابن عمّي
حلف يوخذ امّي
وامّي مغربيّه
دقّت محلّبيّه
ويا محلى دقّاتها
ع الشّجر خبّتها
واجا عمّي سرقها
ولبّسني من حلقها
وحلقها شقلي بقلي
ومن حسنه طيّر عقلي
وعندما يقلع الطّفل أسنان الحليب، يرميها للقمر في الليل ويطلب منه، أن يعطيه أسنانا ناصعة البياض، لامعة كالنّجوم ، مستقيمة سويّة لا اعوجاج فيها.
يا قمرنا يا جدع
يللي مخرخش في الودع
بناتك خمسه ستّه
يلعبن على الدّكّه
فيهن وحده جاريه
تطبخ في الصّناريه
واطعمتني وما رضيت
قلَعِتْ سّنّي وجيت
شيل الله يا احمد حسن
يا حواكير البصل
ويا اللي معنقر طاقيته
خللي البيت وراعيته
ولأطفالنا أيضا أغان واأوال، تحمل التّعقيد اللفظيّ واللغويّ، ويتراهنون على من يستطيع ترديدها .
طحت أدِبّْ وطلعت أدِبّْ
القيت الدّب بوكل في الّلبّ
طردت الدّب وأكلت الّلبّ
ونطّيت عن السّبع زروب
وجيت ع الزّرب الفوقاني
ومن ذلك أيضا مراهنتهم على ترديد، مثل هذه الجمل ذات الحروف المتكرّرة والشّديدة الشّبه، فهم يضحكون حين يكون من الصّعب على الواحد منهم ترديد هذه الجمل بسرعة ولعدّة مرات دون توقف، ويقهقهون أكثر، حين يقع أحدهم في خطأ لغويّ، من ذلك:
خيط حرير على حيط خليل
خشبات الحبس خمس خشبات وخشبه
شجرة نَتِش، جيت أنتِشها، ما انتتشتش
مسمار احرد ابرد في طيني غزّ
وهنا تستحضرنا حكاية رويت لنا، عن شخصين صديقين، كانا في بيتهما، وفي الصّباح الباكر، خرج أحدهما ليضع التّبن لأتانه، فرأى لصّا يدقّ الحائط ، في حين كانت الكلاب في الحيّ تنبح على المزبلة، ولشدّة خوف هذا الرّجل، دخل البيت ليخبر صديقه بما حصل، فعكس كلّ ما جاء في حديثه نتيجة للرّعب، في حين نلاحظ من خلال النّصوص التي سنوردها أنّ صديقه الذي كان داخل البيت ، كان هو الآخر أشدّ ذعرا منه ، فعكس هو أيضا كل ما أراد قوله، جوابا على حديث صاحبه، فقد أراد أن يقول له أنّ كل حديثك معكوس مقلوب، ولا ينقصك على ذلك سوى لطمة على كفّك، ولو أنّ في المدينة حاكما لأصدر حكمه بأن آمر بضربك مائة عصا على قفاك، ونحن نورد هذين النّصين لوجه الشّبه بينهما وبين ما نحن في صدده من أغان الأطفال :
الأّل: اطلعت الصّبحيّات دغشه
أحط للتّبنات جحشه
لقيت الحيط بنقرع الحرامي
والمزبلة بتعوي على الكلاب
* * *
الثاني: كل مشقلبك حديث
بدك ع اللطة حنك
لو انّه في القاضي مدينة
ضربك ع عصاتك مية طيز
وللأطفال أغانيهم التي تحمل في ثناياها روح الدّعابة :
بلى بَرِم بلى برم
الحجّه طاحت في الكرم
أجا البس رفع ذنبته
والصّراره طقرته
لبشاره يا حجّ سعيد
الدّيك طلّق مرته
* * *
خرفتك خريرفه
في ذانك شريريفه
فيها وعواع الوادي
فيها مية ( 100) صيّادي
فيها نعجتنا الغرّا
جابت توم طلياني
قلت مالك يا طلي؟
قال السّيف ذابحني
قلت ما لك يا سيف؟
قال النّار تصليني
قلت مالك يا نار؟
قالت السّيل طافيني
قلت مالك يا سيل؟
قال العشب نابتني
قلت مالك يا عشب؟
قال الخيل ترعاني
قلت مالك يا خيل؟
قالت الشّبّ راكبني
قلت مالك يا شبّ؟
قال الموت غالبني
قلت مالك يا موت؟
قال الرّبّ مرسلني
قلت: مالك يا ربّ؟
قال الموت ما عنه فوت
* * *
أوبى يا امّ احمد اوبى وقولي لحمد
أو بي خالي عصر راح راح ع مصر
واشترى لي مشط مشّطِت راسي
طال لي قمله نيني نيني يا قمله
يم احمد قولي لاحمد جحش احمد روح ع الدّار
* * *
بين حربتنا وحصاني
حربتنا هالمجليه
قطعت راس زيديّه
* * *
برجم برجم حمامات
على الزّرقا ملتمّات
يلعن أبوكم يا هتيمات
ما عرفتوا تربّوا البنات
ربّاهن حسن قعدان
فيدُه “في يده”حربه وفيدُه زان
فيدُه مطرق الرّمان
قطع راس زيديه
زيديه بنت السّلطان
صفّتها لولو ومرجان
طاحوا الفقرا ع الجامع
لقوا بنيّه مدحوله
قالوا فيش نغطّيها؟
قالوا بورقة الليفه
والليفه مع الرّاعي
والرّاعي فيدُه بيضه
والبيضه مع الجاجه
والجاجة بدها علفه
والعلفه في الصّندوق
والصّندوق بِدُّه مفتاح
والمفتاح مع ابو صلاح
راح يجيب لنا مفتاح
يا قلايد يا ملاح
قصبه متقصبه
ع البحر متنصبه
حاديها يا باديها
ذنيب القطّ فاسيها
* * *
يا عمّي يا احمد اعطيني شبريّه
تلحق خيل السّلطان
تالحق خيل السّلطان
أوّل قتلت الواحد
الثاني قتلت الميه ( 100)
ولدى الأطفال أغنياتهم التي تسخر من النّاس الذين يبالغون في كلامهم، وينسجون القصص الخياليّة من الأمور البسيطة، بكلمات أخرى مثل هذه الأغنيات التي تستهزئ بأولئك الذين يصنعون كما يقول المثل الشّعبي ” من البحر مقاثي ”
ارنبنا اسم الله عليه
نايم ومسبّل ذينيه
جابر يلله يحرق والديه
واحْرَمنا من الشّيخ أرنب
أرنبنا في الحاكوره مقرمع كلّ البندوره
جابر ضربه فاشوره
قضت على الشّيخ أرنب
قل يومٍ روّح سعيد
ولاقى الأرنب شهيد
قال لِمّوا البواريد
تانوخذ ثار الأرنب
وأجت الدّوله والدّرك
مقسّمين أربع فِرَق
جابر ملعون الطّرقْ
أجرم في حقّ الأرنب
ونزل الضّابط والشّاويش
عملوا ع الأرنب تفتيش
وانت ي جابر لا تحكيش
وادفع … حق الأرنب
يا ابن عمّي يا سعيد
وانت قرابه مش بعيد
واصبر عليّ لبعد العيد
تنحوّش حقّ الأرنب
ومن الجورة ودير ياسين
جين النّسوان يعزّين
حسبنه الحجّ أمين
واثريته الشّيخ ارنب
اجت صفيّه وأنيسه
عِملن للأرنب ونيسه
وعملن للأرنب ونيسه
عملوا له رز وجريشه
أغاني الهدهدة
أغاني الهدهدة :هي الأغاني التي تغنّيها الأمّهات لأطفالهن، فيشعرون بالرّاحة والطّمأنينة، ويصغون إليهنّ باهتمام شديد حتّى أنّ من يبكي منهم يتوقّف عن البكاء، أو يستبدله بابتسامة عذبة تدخل الفرحة الى قلب والدته وقلوب الآخرين، وقد انتبهت إلى ذلك دور الحضانة الحديثة،- ومنها دار الحضانة التّابعة لجمعيّة إنعاش الأسرة في مدينة البيرة – كما أنّ دور الحضانة في بعض الدّول الأروبّيّة ومنها ألمانيا قد انتبهت إلى هذا الموضوع أيضا، فلجأوا إلى تسجيل أغاني الهدهدة بأصوات الأمّهات على أشرطة وفتحها في غرف الأطفال، وأثبتت بالتّجربة ردود فعل إيجابيّة لدى الأطفال، وقد انتبهت الأمّهات الفلسطينيّات إلى هذه القضيّة منذ آلاف السّنين، وللمولود الجديد فرحة عند الأسرة الشّعبيّة الفلسطينيّة، حيث تقام الأفراح بمناسبة قدومه، ويُغنّون له، وسأنقل في هذا الموضوع بعض الأغاني التي تردّدها الأمّهات لأطفالهنّ كما سمعتها وسجلتها في منطقة عرب السواحرة قضاء القدس الشّريف، كونها المنطقة التي ولدت وأعيش فيها، مع التّأكيد على غنى موروثنا الشّعبيّ في مختلف أرجاء بلادنا فلسطين، مع دعوتي لأبناء شعبنا أن يسجّلوا الموروث الشّعبيّ لشعبنا كونه معرض للضّياع لأسباب كثيرة، لسنا في مجال بحثها في هذه العجالة، ومن الأغاني التي تقال عند ولادة مولود جديد:
لولا الولد ما جينا حلّو الكيس واعطونا
واعطونا حلوينا صحنين بقــــــــلاوه
جاي علينا جاي فيــــــــدنا العصايه
نضرب الحوّايه ورغيفين شاميات
ورغيفين حلبيّات
حيّ الله ي بلاد الشام فيها الخوخ والرّمّان
واطلعنا ع البوبعي والشّمع دبوبعـــــــي
إِخليه لأمّه آمين يخليه لأخته أمين
يخليه لجميع السامعين
* * *
يا طوق صدري لك زمان مرحرح
عودة من الله ي الحبايب تفرح
* * *
طلّ القمر من شرقا ومغزغز ريش
ي الولد حبيب امّه ويا ريته يعيش
طلّ القمر من شرقا ويا حليله
طلّ الولد حبيب امّه ويا ريته يظل
* * *
والعبي يا لعّيبه واعتلي يا قمر
زفّي الولد يا امّه تحت ظلّ الشّجر
والعبي يا لعّيبه واعتلي يا نجوم
زفّي الولد يا امّه تحت ظل الكروم
أمّا النسوة الواتي كنّ يأتين مهنّئات فكن يُغنين :
شجرة قرنفل دوبها اللّي نوّرت
الحمد لله ويا الحبيبه طهّرت
شجرة قرنفل دوبها اللي بانت
والحمد لله ويا الحبيبه نالت
* * *
والسّمسم الأخضر جلّل الحيطان
يا ميمة الولد روحي ع الدّكان
هاتي اللطالس لّبْسي الصّبيان
هاتي اللطاس ما شكل مع شكل
هاتي اللطاس كل شكل لحاله
* * *
واسم الله ع الولد اسم الله عليه
هاتوا حنّون الورد رُشّوا عليه
* * *
هاي ويا كلكم اولاد
هاي ويا خرز في قلاده
هاي ويا كل يوم نطهّر واحد
هاي ويا نظل ع هالعاده
* * *
في ايده اليمين تفاحه الولد ع الطراحة فيده اليمين تفاحه
يا ابن الدّلال والراحه الله يخليك لامك يا ابن الدّلال والرّاحه
في ايده اليمين شبريّه الولد ع الجنّبيّه فيده اليمين شبريــــّـه
يا ابن الدّلال والغيّه الله يخلّيك لامّك يا ابن الدّلال والغيّه
* * *
الحمد الك يا ربـّي الحمد الك يا ربــّـي
الله يخليلها ابنها ابو رقبه ينط ويخرى في العتبه
* * *
وتغنّي الأمّ لطفلها :
هيه لله هيه لله سمن وعسل في الجرّه
لوكل أنا واختي وبنرمي ” الولد ” لبرّه
* * *
يا تمر هندي ع عروق القمح والحمد لله يا قليبي فرح
* * *
يا قمرنا يا بو هليله تعال،
بات عندنا الليله
تذبح لك عجل وعجيله
* * *
نام يا حبيبي نام تذبحلك طير الحمام
لا تردّي يا حمامه أنا بكذب ع الولد تينام
* * *
يا حمامة الوادي هاتي النّوم لولادي
يا حمامة البحرين هاتي النوم للعينين
* * *
يا حمام يا حمام وين الولد ينام
تحت ظلّ القطيفه فوق ريش النّعام
* * *
يا حمام بروس العلالي رقى
ما حسيت الحبيب يرد النّقى
يا حمام بروس العلالي يصيح
ما ظنّيت الحبيب يفارق صحيح
يا غزال السّهل يا سميح اليدين
يعلم الله انّك سليتني عن الوالدين
* * *
درب الخلا يا غزالي لا يصيدونك
اوعك تطوف في السّهل وتسبّل عيونك
* * *
روحي يا جاجه وتعي جاجـــــــــه
الله يخلينا ” الولد ” يكبر ويجيب الحاجه
روحي يا صوصه وتعي يا صوصه
الله يخلينا ” الولد ” يكبر ويجيب الخوصه
* * *
ونامي يا عين ” الولد ” نامي تذبحلك جوز الحمام
تراك يا حمام تتعوّق بنضحك ع ” الولد ” تينام
* * *
يا عين ” الولد ” نامي يا ملانه نوم
في عين عدوك لأدقّ البصل والثّوم
وهذه الأغنية تبين لنا مدى مفاخرة الأمّ بابنها الذّكر :
والزّبره زبرة عطـا نايمة تحت الغطــا
ولا تحسدي يا حاســـــــده
وهذا ربي اللي عطـى
والزّبرة زباريــــــــــــــها
والرّحمن امباريهـــــا
والدار اللي هي فيهــــــــا
بتطب البركه فيهـــــــا
والزّبره زبرة قنفد
بتخزق الحيط وبتنفد
يا جاره ضُبّي بنتك
الزّبرة تحت الغطا
وهذا ربّي اللي عطى
وفي الوقت نفسه فإنّ الأمّ الشّعبيّة لا تحبّ إنجاب البنات، بل تشعر بالعار عندما تنجب بنتا، وغناؤها مفاخرة بابنها الذّكر وبذكوريّته يصاحبه غناء يعيب على البنت الوليدة أنوثتها فتغنيّ:
والزّنبور لا شاف سرور
بطلع صاغ وبرجع مقعور
* * *
أمّا الختان ” الطّهور” فله أغان كثيرة ، منها:
يا تمر هندي ع عروق الشّجر
والحمد لله يا قليبي انجبر
شجرة قرنفل دوبها اللي نوّرت
والحمد لله ي الحبيبه طهّرت
خاطري في زفه في باب الواد
يا قمر ضوّي لي على الأولاد
خاطري في زفه في البساتين
يا قمر ضوي لي ع المطاهير
وإن للغناء في حفلة ختان ” طهور ” الطفل ، واجب على قريباته بالدّرجة الأولى :
واحنا الصّبايا دوبنا لفينـــــــــــا
في صخرة الله والحرم صلّينا
واجب عليكن وانتن بنات عمّاته
الولد تطهّر ترقصن بحياته
واجب عليكن يا نسوان عمامه
الولد تطهّر ترقصن قدّامه
* * *
والنّساء وحدهن يغنّين في الختان-وإن بدأت تتلاشى هكذا احتفالات-، أمّا الرّجال فلا يفعلون ذلك الآن، فهم يُغنّون في الأفراح والأعراس، وغيرها من المناسبات، وفي انشادهن تطلب النّساء الخير والبركة للمُطهّر، ويتمنين له الصّحّة والعافية :
الله يجيرك يا مطهــــــــر يللي بتطهر من حالك
ويا اللّي طهّرت ” الولد ” الله يسلّم شمالـــــــــــك
* * *
الله يجيرك يا مطهــــــر يللي بتطهّر ع هونك
ويا اللي طهّرت ” الولد ” الله يسلّم يمينـــــــــــك
وهنّ، لا يردن للطفل أن يتألّم أثناء عمليّة الختان الجراحيّة، ولذا يطلبن من المطهّر أن يكون موسه حادّا حتّى لا يؤلم الطّفل، فيأخذ الصّغير بالصّراخ والبكاء، ويمنّين الرّجل ببدلة مقابل عمله، ويُحلّفنه بالله وهنّ يقلن فيما يشبه الأغاني الممدودة ” التّراويد ” :
بالله يا شلبي وبالله عليـــــــــــــــــــــــك
سنّ مواسك وخفف ايديـــــــك
ولن ضحك ” الولد ” لخلع عليك
ولن عيّط ها ” الولد ” لزعل عليك
* * *
طهروا لي ” الولد ” وناولوه لخاله
ي دموع المدلّل نقطت على ذياله
طهروا لي ” الولد ” وناولوه لعمّه
ي دموع المدلّل نقطت على كمّه
* * *
واجانا المطهر وأصله من الخليل
واشتري للمطهّر بدله من حرير
واجانا مطهر واصله من القدس
واشترى للمطهر من زين اللبس
* * *
طهره يا مطهّر بموس هالمصري
و ” الولد ” لمدلل خلّوه لما العصر
طهره يا مطهر بموس هالقلام
و” الولد ” لمدلل خلّوه لما ينام
* * *
وكان شاب من القدس، اسمه عزات معروف في بلدتنا، كمطهر ماهر، وكان يلبس الطّربوش، ويأتي مشيا على الأقدام، وبيده حقيبته، فإذا ما أقبل على بيت الطفل صاحب الفرح، غنّت النّساء:
ما حلى يا عزّات لن نقز طربوشه
وشاب اخضراني وزيّنوا ملبوسه
في حين كان في القدس تاجر يدعى الكاشف، وكان اهالي البلد يشترون منه حاجيّاتهم وخاصّة للأفراح ، حيث كانت العادة، أن يشتري أهل الولد ، بدلة جديدة لطفلهم المُطهَّر :
طهروا لي ” الولد ” ع القشّ النّاشف
وهات له يا بيّه بدله من الكاشف
وهذه الأغنية تدلّ على مدى قيمة الابن عند والديه والمقرّبين منه :
طهروا لي ” الولد ” ع القشّ المبلول
وهات له يا بيّه بدله من اسطنبول
* * *
والعبي يا لعّيبه واعتلي يا قمر
خاطري أزفّ المطهر تحت ظل الشجر
* * *
يم المطهر مبارك ما عملتي لُه
والجوخ الاحمر من التّاجر قطعتي لُه
* * *
في القنّيّه يا زارعات الورد
في القّنيّه يا ميمتي يمّه
في العلّيّه يا مطهّر الصّبيان
في العلّيّه يا ميمتي يمّه
في القناني يا زارعات الورد
في القناني يا ميمتي يمّه
في العلالي يا مطهّر الصّبيان
في العلالي يا ميمتي يمّه
* * *
رحلت غادى عرب ولبو ” فلان ” رحلت غادى
في حيناوى الوادي يا عشب نابت في حيناوى الوادي
* * *
لا تطهروا ها ” الولد ” لما يجين خالاته
يِجبن الذّهب واللولو ويقطبن على جيباته
* * *
غيره ما بريد ، طهروا لي ” الولد ” ، غيره ما بريد
يا دمعة عيونه، يا نخل الجريد ، يا دمعة عيونه
غيره ما بدّي، طهروا لي ” الولد ” ، غيره ما بدّي
يا نخل الورد ، يا دمعة عينه ، يا نخل الـــــــورد
* * *
ع المينا وعلى المينا يا مراكب ودّينا
ع المينا وعلى المينا يا مراكب القدس
لولا طهورك يا ” ولد ” ما لبسنا هاللبس
ع المينا وعلى المينا يا مراكب عمّان
لولا طهورك يا ” ولد ” ما لبسنا هالذّهبان
ع المينا وعلى المينا يا مراكب الكويت
لولا طهورك يا ” ولد ” ما لبسنا هالجاكيت
* * *
وانا جاي أهنّي دار خالي
” فلانه ” زغرتي وانا بهاهي
وانا جاي أهنّي دار عمّي
” فلانه ” زغرتي وانا بأغني
* * *
عبر عليّ الشّلبي وأنا بغربل قمحي
واصبر عليّ يا شلبي لمني أتمّم فرحي
عبر عليّ الشلبي وانا بغربل فولي