كلمة من القلب لكلّ من خرج للتقاعد!
د. محمود ابو فنه
تاريخ النشر: 15/04/23 | 11:30إن الخروج للتقاعد لا يعني التقاعسَ ولا الخمول، ولا يعني التوقّفَ عن العطاء!
انتهت مرحلةٌ وبدأت مرحلةٌ جديدة، مرحلة الانتقال إلى موقعٍ جديد ومحطّةٍ جديدة!
يجب أن تتواصل مسيرة العطاء المستمدّة من الحكمة ومن تجارب السنين ومن المعلومات الثريّة التي تراكمت عندكم!
ينبغي أن تواصلوا التطوّرَ والنماء متسلّحين بالإرادة والعزيمة والإيمان الصادق!
فالشيخوخةُ تكمنُ في الروح والإحساس أكثرَ ممّا تكمنُ في الجسد،
والإنسانُ يهرمُ حين يتوقّفُ عن التطوّر والتقدّم!
ليظلّ شعارُكم الأثيرُ قولَ اللهِ تعالى في كتابه المبين:
“وقل ربّي زدني علما”.
وما أروع أن تقتدوا برسولنا العظيم خاتمِ الأنبياء والمرسلين في حديثه الصادق:
“اطلبوا العلمَ من المهد إلى اللحد”.
لكلّ هذا أُهيبُ بكم أن تواصلوا مسيرة التطوّر والعطاء والتواضع!
كونوا كالسنابل الملأى لا السنابل الفارغة، وما أجملَ قولَ الشاعر:
ملأى السنابلِ تنحني بتواضعٍ – والفارغاتُ رؤوسهن شوامخُ
أقبِلوا على المطالعة واجعلوها عادةً متأصّلة في نفوسكم لأنّها تكسبُ المعرفة، وتوسّع الآفاق، وتشحذ الفكر، وتنمّي الخيال، وتغرس القيم، وتصقل الشخصية، وتمنح المتعة والتطهير!
كونوا نبعا فيّاضا يتجدّد على الدوام، فالمياهُ الراكدة تصبح آسنةً فاسدة!
جودوا على مجتمعكم بما تملكون من معارفَ وتجاربَ، وتذكّروا ما آلت إليه تلك التينةُ الحمقاء التي جنت على نفسها عندما امتنعت عن العطاء، فجاءت حكمةُ إيليا أبو ماضي:
من ليس يسخو بما تسخو الحياةُ به – فإنّه أحمقٌ بالحرص ينتحرُ
لتعملوا على رفعة مجتمعكم وازدهاره بالتكاتف والتعاضد والمحبّةّ والإخلاص!
فهذه رسالةٌ وأمانةٌ في أعناقكم ما دامت قلوبُكم تنبضُ بالحياة!
قال تعالى:
“وقُل اعملوا فسيرى اللهُ عملَكم ورسولُه والمؤمنون”
صدق الله العظيم