بوركت الأمّ الواعية صانعة الحياة والعظمة!
د. محمود ابو فنه
تاريخ النشر: 15/04/23 | 11:36قيل عن الأمّ الكثير؛ وهي تستحقّ كلّ كلمة صادقة طيّبة،
فهي مدرسة الأجيال إذا أعددناها الإعداد الصالح المنشود،
وهي الحضن الدافئ الذي يمنح الطمأنينة والسعادة،
وهي الكتاب الرائع الذي ينهل منه الأبناء الحكمة والنور!
وهي الشمعة التي تحترق لتضيء على أبنائها دربهم في الحياة!
والأمّ تكدّ وتعمل وتسهر وتضحّي للعناية بأبنائها وتربيتهم!
وفي التاريخ، بل في حياتنا اليوميّة العاديّة، قصص عن أمّهات حانيات ماجدات.
وقصّة العبقريّ إديسون صاحب أكثر من ألف براءة اختراع مع أمّه فيها العبر الباقية؛
إديسون (1847 – 1931) وُلِد صغيرَ الجسد كبيرَ الرأس حتّى اعتقد طبيبه أنّه يعاني – أو سيعاني – من مشاكل في حياته، ولما كبر أرسل للمدرسة الرسميّة، لكنّه لم يمكث فيها غير 3- 4 أشهر فقط، فحدث أن قال عنه معلّمه إنّه تلميذ خامل كالبيضة الفاسدة، فشعر إديسون بالإهانة، وغادر المدرسة ليشكو لأمّه ما سمع من معلّمه، غضبت الأمّ كثيرًا، فتوجهت للمعلّم لتعنّفه وتقول له:
“اسمح لي أن أقول لك حقيقةً واحدة وهي: إنّك لو كنتَ تملك نصف مدارك ابني، لحسبتَ نفسَك محظوظًا!”
لم يعد إديسون للمدرسة، بل بقي مع أمّة المثقفة الواعية في البيت، وصارت تدرّسه اللغة والأدب والتاريخ والعلوم..، فتجاوب إديسون معها، وأقبل على الدراسة والقراءة، وزادت ثقته بنفسه، فأخذ يبحث ويفكّر ويجرّب، رغم ظروفه المعيشية الصعبة، وبدأ مشواره مع الإبداع والابتكار حتى تمكّن من تسجيل أكثر من ألف اختراع!
ولنقرأ ما قاله إديسون عن هذه الأمّ الرائعة:
“لقد اكتشفتُ مبكرًا في حياتي أنّ الأمّ هي أطيب كائن على الإطلاق، لقد دافعت أمّي عنّي عندما وصفني أستاذي بالبيض الفاسد، وفي تلك اللحظة عزمتُ على أن أكونَ جديرًا بثقتها، كانت أمّي شديدة الإخلاص، واثقة بي كلّ الثقة، ولولا إيمانها بي لما أصبحتُ مخترعًا أبدًا!”.
كانت أمّه الشمعة التي أنارت له دربَه، فجاد عليها وعلى البشريّة جمعاء باختراعه مصباحه الكهربائيّ الذي يبدّد ظلام ليالينا الحالكة!