المضحك المبكي- الحفاظ على الوضع الرّاهن

جميل السلحوت

تاريخ النشر: 16/04/23 | 13:07

جنون القوّة: يبدو أنّ حكومة اليمين المتطرّف الإسرائيليّة، والتي تضمّ أحزابا دينيّة فاشيّة، لا تتعلّم من أخطائها ولا من أخطاء غيرها، فجنون القوّة والدّعم الأمريكي اللا محدود لها يُعميها، فرغم أنّها واجهت انتقادات دوليّة واسعة عندما هاجمت بوحشيّة وأمام عدسات مراسلي عشرات الفضائيّات العالميّة جنازة الصّحفيّة الشّهيدة شيرين أبو عاقلة التي اختطفتها رصاصات جندي اسرائيليّ قنّاص في 11 مايو 2022، إلّا أنّها لم تعتبر من ذلك. ففي الخامس من شهر ابريل الحالي 2023 هاجمت قوّاتها بوحشيّة مبالغ فيها المعتكفين الصّائمين الرّكّع السّجود في المسجد القبليّ في الأقصى المبارك، فدنّست المسجد العظيم، وضربت وقيّدت المعتكفين وألقت بهم على وجوههم واعتقلت المئات منهم.

6-4-2023

حرّيّة العبادة: وبما أنّ الدّيانة اليهوديّة لا تعترف بالدّيانتين السّماويّتين اللتين جاءتا بعدها” الإسلام والمسيحيّة” فإنّ حكومة اليمين المتطرّف لم تحترم مشاعر المسيحيّين في سبت النّور الموافق 15 ابريل الحالي 2023 أيضا، وعرقلت ومنعت آلاف المسيحيّين الفلسطينيّين من الوصول إلى كنيسة القيامة للصّلاة في يوم عيد سبت النّور الأكثر أهمّيّة في الّديانة المسيحيّة، ومعروف أن كنيسة القيامة في القدس والمهد في بيت لحم تعتبران من أقدس الكنائس المسيحيّة في العالم، فالأولى -حسب المعتقد المسيحي- تحوي القبر المقدّس، قبر السّيّد المسيح -عليه السّلام-، والثّانية مكان ولادته. وهي بهذا تساوي بين الإسلام والمسيحيّة في الاضطهاد الدّيني ومنع حريّة العبادة.

15-4-2023

الحفاظ على الوضع الرّاهن: كثير من السّياسيّين وأصحاب القرار والإعلاميّين ووسائل الإعلام، يدعون الحكومة الإسرائيليّة إلى احترام الأماكن المقدّسة والإبقاء على الوضع الرّاهن، ومن باب فنّ إدارة الصّراع فإنّ نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيليّة لا يتردّد في التّصريح أمام وسائل الإعلام بأنّه يتعهّد باسم حكومته بالحفاظ على الوضع الرّاهن في الأماكن المقدّسة في القدس، فهل يعلم من يُدينون ويستنكرون ويشجبون ويدعون إلى الحفاظ على الوضع الرّاهن ماذا يعني؟ وهل يعلمون أنّ الوضع الرّاهن هو تقسيم زمانيّ للمسجد الأقصى المبارك، الذي هو مسجد دينيّ خالص، وأنّه مستباح من المتطرّفين اليهود الذين يقتحمونه يوميّا بحراسة أمنيّة مشدّدة، وأنّهم يؤدّون صلواتهم التّلموديّة فيه؟ وهل يعلمون أنّ الفلسطينيّين خارج حدود بلديّة القدس في الضّفّة الغربيّة وقطاع غزّة ممنوعون من دخول القدس والوصول إلى دور العبادة منذ أواخر مارس 1993 إلا من يستطيع الحصول على تصريح؟

16-4-2023

مكافأة: يوم 10 ابريل الحالي اقتحم سبعة عشر ألف مستوطن يتقدّمهم سبعة وزراء وعشرون عضو كنيست جبل صبيح في قرية بيتا جنوب نابلس تحت حراسة مشدّدة، مطالبين بإقامة مستوطنة جديدة عليه، فعربدوا وصاحوا وأغلقوا الطّرقات، وهم يرسمون بهذا طريق “السّلام” الذي تريده حكومة نتنياهو، وهو الاستيلاء على كلّ شبر في الأراضي العربية المحتلة في العام 1967 واستيطانها، وأنّ الفلسطينيّين لن يحصلوا إلا على إدارة مدنيّة على السّكان دون الأرض. ويأتي هذا الجنون الاستيطاني المتسارع كمكافأة لأصحاب “القرارات السّياديّة” في التّطبيع المجّانيّ، والذين اعتبروه لصالح الشّعب الفلسطينيّ وخدمة للسّلام في المنطقة.

11 ابريل 2023

حلّ الدّولتين: من يعرف الضّفّة الغربيّة وجوهرتها القدس المحتلّة في العام 1967، ويرى أخطبوط المستوطنات اليهوديّة عليها، سيتأكّد أنّ الحديث عن إقامة دولة فلسطينيّ بالمفاوضات، مجرّد خيال شرقيّ يستحيل تطبيقه على أرض الواقع.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى

تمّ اكتشاف مانع للإعلانات

فضلاً قم بإلغاء مانع الإعلانات حتى تتمكن من تصفّح موقع بقجة