الاسرى الاطفال في سجون الاحتلال
بقلم : سري القدوة
تاريخ النشر: 16/04/23 | 20:25الاثنين 17 نيسان / ابريل 2023
سلطات الحكم العسري الاسرائيلي تعمل على ترسيخ نظامها الاستعماري الاستيطاني في فلسطين والذي يمارس أبشع أشكال نظام الفصل العنصري الابرتهايد، حيث تشهد الطفولة الفلسطينية مأساة حقيقية في ظل واقع الاحتلال وظروف المعيشة الصعبة ضمن خصوصية المجتمع الفلسطيني في ظل ممارسات الاحتلال واستهداف الاطفال وملاحقتهم واعتقالهم فبدلا من ممارسة الفرح والسعادة وتلقى العوم والمعرفة والتحصيل العلمي يواصل الاحتلال الإسرائيلي التنغيص على أطفال فلسطين وسلب حريتهم وملاحقتهم وزجهم بظروف مأساوية داخل سجونه ضارباً بعرض الحائط كافة المواثيق والقوانين الدولية التي تكفل حقوقهم كأطفال .
ولم يكن الطفل الفلسطيني بمعزل عن اجراءات الاحتلال الاسرائيلي التعسفية ضد الشعب الفلسطيني بل يتم استهداف الطفولة الفلسطينية وتكون في مقدمة ضحايا الاحتلال العسكري وممارساته العدوانيه القمعية لتشكل استراتجية اساسية لاستهداف الاطفال من خلال عمليات القتل والاعتقال والتعذيب واقتحام المنازل والمرافق التعليمية، رغم كون الاطفال من الفئات المحميين بموجب القوانين والأعراف الدولية والتي تنص على احترام وحماية حقوقهم بشكل خاص ودائم بما فيها اتفاقية حقوق الطفل .
عمليات استهداف الأطفال الفلسطينيين بهدف قتلهم والتسبب لهم بإعاقات مؤقتة أو دائمة، شكلت سياسة ثابتة اتبعتها حكومات الاحتلال من خلال استخدامها المفرط للقوة مستغلة بذلك سياسة الإفلات من العقاب وغياب المساءلة الدولية حيث تعتقل سلطات الاحتلال ما يزيد عن 160 طفلاً وطفلة فلسطينية تغيبهم السجون وأقبية الاحتلال، محتجزون داخل معتقلات (عوفر، مجدو، والدامون) بظروف معيشية واعتقالية قاهرة ومؤلمة، عدا عن الأطفال القابعين بمراكز التحقيق والتوقيف والسجون الإسرائيلية .
سلطات الاحتلال الإسرائيلي تتعمد تنفيذ العديد من الانتهاكات بحق الأسرى الأطفال منذ لحظة إلقاء القبض عليهم، والطريقة الوحشية التي يتم اقتيادهم بها من منازلهم في ساعات متأخرة من الّليل، وتوصف هذه الانتهاكات بالجرائم، ومنها إطلاق الرصاص الحي بشكل مباشر ومتعمد خلال عمليات الاعتقال، ونقلهم إلى مراكز التحقيق والتوقيف وإبقائهم دون طعام أو شراب، واستخدام الضرب المبرح، وتوجيه الشتائم والألفاظ البذيئة إليهم، وتهديدهم وترهيبهم، وانتزاع الاعترافات منهم تحت الضغط والتهديد .
ويضاف إلى هذه الانتهاكات إصدار الأحكام غيابياً بحقهم، والتي في الغالب تكون أحكاما عالية قد تصل إلى أكثر من عشر سنوات وحتى الحكم المؤبد وغرامات مالية باهظة، وحرمانهم من لقاء المحامين وزيارات الأهل، ومن الرعاية الصحية والعلاج الطبي، وعادة ما تكون أقراص المسكنات هي العلاج لمختلف أنواع الأمراض .
وفي ظل استمرار تلك العنصرية وممارسات الاحتلال بحق الطفولة الفلسطينية يجب على مؤسسات المجتمع الدولي، خاصة تلك التي ترعى حقوق الطفل وعلى رأسها منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، ببذل جهودها والعمل بشفافية والتزام لرعاية أطفال فلسطين وتوفير الحماية القانونية والإنسانية لهم وصون حقوقهم التي يستهدفها الاحتلال الإسرائيلي بشكل يومي عبر سلسلة الجرائم التي يرتكبها بحقهم من قتل واعتقال وإصابات بالرصاص واقتحام للبيوت والمدارس، دون أدنى مراعاة لحداثة سنهم وبرائتهم .
ممارسة هذه السياسات المناهضة لحقوق الانسان لا بد من مواجهتها من قبل المؤسسات الدولية وخاصة الصليب الاحمر الدولي والتدخل لإنهاء معاناة المعتقلين القاصرين المحتجزين بسجون تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الآدمية ومحاسبة دولة الاحتلال على الجرائم التي يرتكبها بحقهم فهم يتعرضون لأساليب تعذيب جسيمة ووحشية ومنافية بشكل كامل لاتفاقية “حقوق الطفل” ولكرامة وإنسانية الأطفال وفي الوقت الذي تتغنى به دول العالم أجمع بمعاهدات حقوق الطفل والعدالة الإنسانية .