أيتها الأم/ أيها الأب
الكاتب خالد أحمد اغباريه
تاريخ النشر: 01/05/23 | 13:28● ● لا تحقِّر ولدك ولا تُهنه، ولا تعنِّفه ولا تزجره، ولا تسخر منه ولا تستهزئ به.
بل نبهه على الخطأ برفق فإن كان صغيرًا امزج تنبيهك بعاطفة وإن كان كبيرًا امزجه بحوار عقلي يقنعه.
● ● اخل بولدك وعلمه ما يجهله وناجه لتنبهه على الصواب فيما أخطأ فيه.
ولا تجعل ذلك أمام الناس خاصة إخوانه ورفاقه.
● ● كن معتدلًا في علاقتك به منذ الصغر:
انظر وابتسم وقبِّل، وعلِّم ووجِّه وأدِّب، وصاحب ورافق وشاور، ورغِّب ورهِّب، وراقب وحاسب.
واجعل ذلك كله في اعتدال : بين التفريط الذي يؤدي إلى تعوده على التساهل والتكاسل والتهاون، والإفراط الذي يبعده عنك ويضع بينكما جفوة وينشئه على الكراهية.
● ● كن القدوة الطيبة له :
في الإسراع إلى الخير والابتعاد عن الشر.
في التحلي بالأخلاق الطيبة والتخلي عن الأخلاق السيئة.
في عمل ما تحب منه أن يعمله وترك ما تحب منه أن يتركه.
● ● زد في صلاتك من أجله، وأخرج صدقة خاصة بنية تحقيق أملك فيه، واشمله بدعواتك وتضرعك، وأحسن إلى الضعفاء واعدل مع من هم تحت يدك لأجله، واكسب من الحلال ليحمي الله حاضره ومستقبله معك ومن بعدك.
دعوة الوالدين
دعوة الوالدين لولدهما أو عليه عظيمة القدر عند الله تعالى وذلك لما لهما من حق وقدر، وما بقلبيهما من رقة وانكسار، وما في دعوتهما من صدق، وأن دعوتهما – في حالة كونها عليه – لا تكون إلا بعد انقطاع رجاء وكبير عفو وعظيم صفح، فاجتهاد الولد في كسب هذه الدعوة لتكون له وحذره من أن تكون عليه واجبة.
ففي الحديث عن أبي جعفر، أنه سمع أبا هريرة يقول : قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ثلاث دعوات مستجابات لهن، لا شك فيهن : دعوة المظلوم، ودعوة المسافر، ودعوة الوالد على ولده».
وفيه: – أن دعوة الوالد على ولده أو له – كما ورد في بعض الروايات – مجابة.
– الحرص على إرضاء الوالدين وكسب ودهما والإحسان إليهما والحذر من إغضابهما وإسخاطهما والإساءة إليهما وإيذائهما.
وجاء أيضا عن أبي هريرة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «ما تكلم مولود من الناس في مهد إلا عيسى ابن مريم صلى الله عليه وسلم، وصاحب جريج»، قيل: يا نبي الله، وما صاحب جريج؟ قال: «فإن جريجًا كان رجلًا راهبًا في صومعة له، وكان راعي بقر يأوي إلى أسفل صومعته، وكانت امرأة من أهل القرية تختلف إلى الراعي، فأتت أمه يومًا فقالت: يا جريج، وهو يصلي، فقال في نفسه وهو يصلي: أمي وصلاتي؟ فرأى أن يؤثر صلاته، ثم صرخت به الثانية، فقال في نفسه: أمي وصلاتي؟ فرأى أن يؤثر صلاته، ثم صرخت به الثالثة، فقال: أمي وصلاتي؟ فرأى أن يؤثر صلاته، فلما لم يجبها قالت: لا أماتك الله يا جريج حتى تنظر في وجه المومسات، ثم انصرفت.
فأتي الملك بتلك المرأة ولدت، فقال: ممن؟ قالت: من جريج، قال: أصاحب الصومعة؟ قالت: نعم، قال: اهدموا صومعته، وأتوني به، فضربوا صومعته بالفؤوس حتى وقعت. فجعلوا يده إلى عنقه بحبل، ثم انطلق به، فمر به على المومسات، فرآهن فتبسم، وهن ينظرن إليه في الناس.
فقال الملك: ما تزعم هذه؟ قال: ما تزعم؟ قال: تزعم أن ولدها منك، قال: أنت تزعمين؟ قالت: نعم، قال: أين هذا الصغير؟ قالوا: هذا هو في حجرها، فأقبل عليه فقال: من أبوك؟ قال: راعي البقر.
قال الملك: أنجعل صومعتك من ذهب؟ قال: لا، قال: من فضة؟ قال: لا، قال: فما نجعلها؟ قال: ردوها كما كانت.
قال: فما الذي تبسمت؟ قال : أمرًا عرفته، أدركتني دعوة أمي.
ثم أخبرهم».
وفيه : – التنبيه على عظم حق الأم.
– يستحب للولد إذا كان في صلاة فرض ودعاه أحد أبويه أن يخفف صلاته ويجيبه، وإن كانت الصلاة نفلًا وعلم تأذيه بعدم الإجابة : قطع الصلاة وأجابه.
– أن دعوة الأم على ولدها مستجابة.
واستعن بالله مولاك في كل خطوة فإنه لا صلاح ولا فلاح ولا نجاح ولا نجاة إلا بإذنه.