معاملة الزبون بلطف تليقنا وعكسها لا
بقلم: فؤاد سليمان - حيفا
تاريخ النشر: 05/05/23 | 10:54لقد كان لي صديق حميم بإسم إدوار إسحاق ، شاب موهوب بعلم الحاسوب ، والذي قال لي يوما ما حين كنا نجلس جلستنا الأسبوعية : أتعلم يا فؤاد ، أنا أسمى بإدوارإسحاق أو إدوار لطيف. أنا فهمت أن لقبوا دار الاسحاق بدار اللطيف لكثر لطفهم ،فإبتسمت لأدوار وعزمته على سيجارة. يا ليت الوضع أن جميع صاحبي الحوانيت يتسمون باللطف ، فعلى العكس ، فإن المعظم كارهون حاقدون ، لا أعلم لماذا ، ولانهم كما يقول أبي بروفسور رمزي سليمان ” لا يبتسمون للرغيف السخن ” فإنّ الرغيف الخبز السخن هو أمر مفرح لطيف وحميم . وإن لم تبتسم للرغيف السخن فإنك عبوس قاسي الروح.
أريد أن أذكر بضع المواقف الناشفة التي تبدوا على حفة الكوميديا التراجيدية التي حصلت معي ومع أبناء عائلتي في الآونةالاخيرة، فقد وجدت نفسي أترجّى بائع بيتسا عبر الهاتف أن يبوح لي بسعر الطلبية الذي عليّ أن أدفعها عبر الكرت . وقد وجدت أختي نفسها تتلقى بيتسا أخرى بتاتا غير البيتسا التي طلبتها والتي كانت ” على زوقهن ” ، وقد وجدت نفسي أغير صيدلية لأن العاملات هناك يعتقدن أنّي أريد الزواج منهنّ ، ووجد أبي صعوبة كبرى في وجود مكان يقبل أن يخرج بها فصلاته في شارع عربي مركزي بحيفا ، فإنه مريض وأحيانا عليه بسرعة أن يجد مرحاض ، بإختصار الوضع متأزّم، والبائعين ، بسبب مكانهم الجغرافي ، بسبب أسعارهم ، وبسبب ما يملكون ،أصبحوا مُتعالون ، أنانيون وكارهين للزبون ، بدلا من أن يكونوا لُطفاء .لا أعلم إن كان الأمر كذلك في الماضي ، في العصر العباسي ، حين الحكم العثماني حين الحكم الإنجليزي ، ولكن فهمت من زوجتي بتينا أن في نيو يورك الأمر كذلك أيضا ، أما ما يصحّ قوله هنا هو ، كن من دار اللطيف ، فالأمر سيجلب لك فقط المزيد من الإحترام والنجاح الفلسلفة الوجودية تحكي عن اللعب والمداعبة الإغرائية كجزء أساسي ومهم من تجربة الحياه ، فاللطف أساسي ومن النعمة ، حتى المسيح يُقال انه كان لطيفا . ها أنا أرشف رشفة من السيجارة وأتمتع بأغنية التي تغنيها فرقة زمن العكاوية والتي تقول ” فوق النا خل فوق ” وأشرب البلو ، وأقول أنّ اللطف من الإيمان.