إفتتاح الصالون الثقافي للدكتورة سناء العطاري بالقدس
من رانية مرجية
تاريخ النشر: 10/05/23 | 9:22افتتحت الدكتورة سناء عز الدين العطاري الصالون الثقافي الاول في مدينة القدس والذي يحمل اسمها خلال حفل نظمته جمعية الياسمين لدعم وتمكين المرأة المقدسية في فندق الدار برعاية المهندس سامر نسيبة ..وحضر الحفل نخبة مميزة من الشعراء والادباء والمثقفين ورجال وسيدات التربية في المجتمع المقدسي وشخصيات اعتبارية ..وقالت الدكتورة سناء في مستهل حديثها خلال الحفل الذي تولى عرافته المربي المميز والشاعر سميح فخر الدين من الجولان السوري ان ظاهرة الصالونات الثقافية والادبية ظاهرة قديمة لها جذورها في التراث الفكري العربي، والبعض يرجعها الى الفرنسيين والايطاليين ..وقدمت العطاري اطلالة تاريخية على تاريخ ونشأة الصالونات والمجالس الادبية والشعرية والفكرية منذ العصر الجاهلي مشيرة الى حقيقة مؤرخة ان النساء هن من بادرن لتأسيس هذا الصالون بسبب حرمانهن من المشاركة في احياء الحراك الثقافي فنظمن الصالونات واستضفن الرجال للادلاء بدلوهن في مجالسهم وكانت سكينة بنت الحسين اول امرأة نظمت صالونا ثقافيا في التراث العربي ودعت اليه الادباء ورجال العلم والمثقفين لطرح ارائهم وافكارهم وطروحاتهم النقدية اضافة للشعراء ومبارزاتهم الشعرية ..واسهبت الدكتورة العطاري في تناول المفاصل التاريخية المهمة للصالونات الثقافية العربية والغربية وجمعها ثقافات مختلفة واداب متنوعة وتحولها الى أسواق لجمع الاراء وتبادلها وصولا للصالونات العربية الحديثة التي تأثرت بفعل الاستعمار وخصوصا صالونات مصر وحلب مشيدة بصالون مي زيادة الذي استمر اكثر من ٢٠ عاما، متطرقة لصالونات فلسطين القديمة في النصف الثاني من القرن الماضي واهمها صالون الشاعرة انيسة درويش وصالون الدكتورة افنان دروزة في نابلس ..وقالت ان افتتاح صالونها هو امتداد لهذا الارث العربي ونمت فكرة اقامته من هذا التراث وعشقها للغة العربية وحرصها على نشر الوعي والثقافة بين ابناء المجتمع المقدسي ..وتطرقت الى رؤيتها لهذا الصالون الذي يعتبر مجلسا ثقافيا وتربويا يسلط الاضواء على قضايا مجتمعية مختلفة وسط انفتاح فكري وتقبل التعددية الفكرية والنقد وتشجيع ودعم الابداع على ان يعقد مرة كل شهر في كل يوم احد ..وختمت بالحديث عن اهداف الصالون بتعزيز الثقافة والادب في القدس وتشجيع الادباء الشباب على الانخراط بالثقافة على ان يكون منبرا للشعراء والادباء المقدسيين والاهتمام بالوان الثقافة المختلفة مثل الشعر والادب والمسرح والفنون التشكيلية شاكرة الحضور متمنية ان يكونوا اعضاء في هذا الصالون وخصت بالتقدير المهندس سامر نسيبة لرعايته الحفل واعتبار فندق الدار مقرا للصالون ..
وتحدث عدد من الادباء والشعراء والتربويين في الحفل حيث اشاد الاديب والكاتب المعروف ابراهيم جوهر بجلد وصبر الدكتورة العطاري التي كوتها الايام وهي تتحدى ظاهرة الصعوبات التي تواجه الثقافة والادب مشيرا الى نجاحها في سلك التربية والتعليم كمديرة مميزة لانها من سيدات القدس الابيات الشريفات الكريمات المعطاءات اللواتي يطرزن باهدابهن ثوب القدس الذي سترتديه سيداتنا عما قريب …وقالت المديرة المتقاعدة نهى الغول ان الدكتورة سناء تتميز بالجرأة والشجاعة والنقاء والحيوية والطموح وهذه الصفات تشير الى استحقاقها لكل التقدير والاحترام واصفة اياها بوردة الادب والمرأة الفلسطينية الصابرة والصامدة مشيدة بمسيرتها التعليمية الرائعة ومباركة لها هذه الفكرة باقامة وتاسيس النادي الثقافي …والقى الشاعر المقدسي جابريئيل عبد الله قصائد شعرية اشاد فيها بالدكتورة سناء العطاري كما تطرق في احدى القصائد لذكرى رحيل الصحفية شيرين ابو عاقلة وقال ان المطرب انطوان وديع الصافي سيؤدي كلماتها بأغنية مهداة لروحها يوم الثلاثاء ٩ ايار في رام الله .. وتطرق المربي مأمون قاسم الى خبرة الدكتورة العطاري وحرصها على رفع مستوى الادب في مدينة القدس اضافة لاعتنائها كمديرة مدرسة بكل تفاصيل الطالبات مؤكدا ثقته بنجاح هذا الصالون الثقافي وقال الدكتور جميل الدويك ان فكرة اقامة الصالون الثقافي التي بادرت اليها الدكتورة سناء هي فكرة رائدة في زمن نحن احوج ما نكون فيه إليها وطالب الجميع بالالتفاف حول هذا الصالون واستكمال مشروع تعزيز الثقافة في القدس، وقال ان جمعية زهر اللوز للثقافة والفنون بقيادة المربية نهى الغول تضع جميع امكانياتها تحت تصرف الدكتورة سناء العطاري وصالونها ..وعبر الدكتور خالد غيث استاذ اللغة والادب في جامعة القدس عن قناعته بقدرة الدكتورة العطاري على الوصول الى ما تصبو اليه من احداث ثورة وتغيير جوهري في الادب مؤكدا اننا نحتاج الى النقد نحو الافضل لأننا نعيش في بلد مكتظ بالأدب ومليء بالكلام العائم لنبتعد عن احتفالات المجاملات ..وفي كلمته قال الدكتور علي الجريري ان الدكتورة سناء هي اكثر من انتصر لأدب المرأة وان القدس كانت سابقا عاصمة ثقافية وستبقى كذلك مطالبا بضرورة رفع مستوى النقد في هذا الصالون للمساهمة في احداث التغيير المنشود. وألقى الشاعر يوسف عبيدات جزءاً من قصيدة ملحمية، وألقى الشاعر الدكتور عز الدين أبو ميزر واحدة من أحدث القصائد التي كتبها.واختتم الكلمات السيد أبو محمد الهشلمون الذي أثنى على جهود الدكتورة العطاري وعلى عطائها المستمر في مجالي التربية والثقافة.