إحياء ذكرى النكبة في قرية الغابسيّة المهجرة
تاريخ النشر: 17/05/23 | 5:00أحيا حزب الوفاء والإصلاح في الداخل الفلسطيني الذكرى 75 للنكبة في قرية الغابسية المهجرة، يوم الإثنين الموافق 15/5/2023، عبر إقامة برنامج خطابي وفني ملتزم وسط حضور طيب من الرجال والنساء، والأطفال الذين انتظرتهم الهدايا والمفاجآت وبرنامج توعوي قدمه الأستاذ يوسف كيال مسؤول فرع الحزب في جديّدة المكر.
وكان في استقبال الحضور وفد عريض من أهل الغابسية- بينهم رئيس مجلس محلي المزرعة السيد فؤاد عوض.
افتُتح البرنامج بقراءة الفاتحة على أرواح شهداء شعبنا. تولى العرافة عضو الحزب المحامي زاهي نجيدات مرحباً بالحضورومرسلاً تحيةً لأبناء شعبنا الفلسطيني والأهل في الشتات، وقال نجيدات:”السلاح الذي يقتل أهلنا في غزة والضفة هو نفس السلاح الذي يقتل أبناءنا في الداخل بيد عصابات الإجرام”.
الكلمة الأولى كانت للسيد داود بدر المهجر من الغابسية، حيث قال:”نأمل من الله أن نستقبلكم مرة أخرى في الغابسية بعد العودة”
ثم أطلع السيد بدر الحضور على نكبة الغابسية قائلًا “الغابسية هُجّرت مرتين، الأولى بتاريخ 21 أيار 1948.
الاحتلال قطع وعداً للشيخ رباح العوض بعدم تهجير الغابسية، لكن هذا الوعد لم يُحترم بعد أن قام الجيش بمهاجمة القرية، حيث اطلق الجنود النار على داود خليل الزينة الذي رفع العلم الأبيض على سطح المسجد وأردوه قتيلاً، وإلى اليوم لا يُعلم مكان دفنه”.
وقال” في اجتياح الغابسية قتل 11 شهيداً، كانت إحدى القتلى رقية عبد الدايم التي قضت من الخوف. ابنها الشهيد في الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982″.
وأضاف السيد بدر:”75 %من سكان الشيخ دنون هم من مهجري الغابسية، 35% من سكان المزرعة هم أيضًا من مهجري الغابسية.مهجرو الغابسية عادوا في أواخر عام 1948 إلى بيوتهم في قرية الغابسية وبقوا فيها طوال العام 1949 ولغاية عام 1950، ولكن بعدها الجيش أعطى الأوامر بضرورة مغادرة البلدة والتي أُعلنت منطقة عسكرية مغلقة.
تم ترحيل أهل الغابسية الى المزرعة والشيخ دنون، وهذه كانت المرة الثانية التي يُهجر فيها اهل الغابسية”.
وأضاف” أهل الغابسية حاولوا العودة عدة مرات، ولكن الجيش كان يطردهم في كل مرة.
في العام 1950 كانت عودة فقام الجيش على اثرها باعتقال 14 شخصاُ قُدموا لمحكمة عسكرية، و التي حمكت بتغريم البعض، والبعض الآخر تم اعتقالهم لعدة أشهر.
تم لاحقاً تقديم اعتراض باسم جمال أصلان و30 آخرين للمحكمة العليا، وبتاريخ 5 أوكتوبر 1951 طلبت المحكمة من الحاكم العسكري تعليل سبب الطرد، ولكنه لم يقدم للمحكمة اي اسباب، وعليه قررت المحكمة بتاريخ 30/11/1951 أن الحاكم العسكري كان مخطئًا، وعليه يحق لأهل الغابسية العودة الى بيوتهم. كما وغُرّم الحاكم العسكري بدفع تكاليف المحكمة”.
وقال السيد بدر” بتاريخ 8/12/1951 رجعت مجموعة من أهل الغابسية لتحقيق حق العودة، ولكن الشرطة منعتهم. كما قررت الحكومة تحويل الغابسية إلى منطقة عسكرية مغلقة من أجل الاحتيال والالتفاف على قرار المحكمة. وهذا نفسه ما حدث مع قريتي اقرث وكفربرعم”.
وقال” هناك حنين عند أهل الغابسية للعودة إلى قريتهم وتحقيق حق العودة.السور حول المسجد بنته السلطات الإسرائيلية 6 مرات، ليس من أجل حمايته، علمًا أنه كان مستباحًا للماشية لغاية 1995، ولكن بهدف منع المصلين الذين قاموا بتنظيفه والصلاة فيه كل يوم جمعة، من الوصول إليه، حيث قامت دائرة أراضي اسرائيل بإغلاق المسجد”.
وأضاف “عام 1963 توفي آخر شخص كان مسموح له ان يسكن الغابسية بقرار المحكمة العليا. في 1/1/1996 أغلقت دائرة الاراضي المسجد. الأهالي أقاموا خيمة احتجاج لمدة شهرين ولكنهم أُجبروا على تفكيكها.1996 وحتى 1997 أُقيمت ذكرى يوم الأرض على ارض الغابسية مع المهجرين.
أول مسيرة عودة لقرية مهجرة أُقيمت على ارض الغابسية بتاريخ 25 مارس 1998″، وأردف السيد بدر “إرشيف الهاغاناة أعد عدة دراسات عن كل حي وحي في الغابسية.
إلى اليوم هناك لجنة للغابسية وأول لجنة تشكلت عام 1974 في قرية المزرعة”.
وحول الانتهاكات الإسرائيلية قال” السلطات أقامت مقبرة على أراضي الغابسية لمدينة نهاريا”.
وعن مسجد القرية قال”
المسجد كان يخدم القرى المجاورة الشيخ دنون، والشيخ داود والتل والنهر والكابري”.
وحول تضاريس القرية أوضح ” الغابسية تقوم على أكبر خزان مياه جوفية في الجليل. وهناك العديد من الينابيع في المنطقة”.
وأضاف “في معركة الكابري التي حدثت بتاريخ 28 اذار 1948 والتي شارك فيها بعض اهل الغابسية قتل 47 عسكرياُ يهودياً، بما فيهم قائد الكتيبة بن عامي”.
الكلمة الثانية كانت للبروفيسور إبراهيم أبو جابر القائم بأعمال رئيس حزب الوفاء والإصلاح ومؤلف موسوعة ” جرح النكبة”، حيث افتتح مداخلته قائلًا: “نحن في ضيافة أهل الغابسية.
إحياء الذكرى واجب ديني وطني وأخلاقي على الفلسطينيين وهي وصيتنا للأحفاد”.
وأردف أبو جابر “إحياء الذكرى يأتي لنبش الذاكرة وابتعاثها واحيائها من جديد.نهدف إلى معرفة ما حصل في القرى المهجرة”
ثم قال:”أحد أسباب تهجيرة أهل الغابسية هي فزعتهم للكابري.
أهل الكابري لقنوا اليهود درساً في العسكرية”.
وأردف:” من أهداف إحياء الذكرى أيضاً رفع منسوب الوعي.
نقول لأهلنا إن العودة قريبة”.
وقدم أبو جابر المعطيات موضحاً” 531 قرية هُجرت، وتم تهجير من 800 ألف إلى مليون فلسطيني، وتم قتل 15 ألف فلسطيني. تم تدمير الحيز والمقدسات الفلسطينية”.
ثم قال:”في الذكرى 75: قرابة 7 مليون لاجئ فلسطيني يعيشون في الخارج”.
وأردف :”هي ذكرى ولكنها لن تطول، لن يضيع حق ورائه مطالب ونحن للعودة أقرب”.
تخلل البرنامج فقرات فنية، منها ” شدوا بغضكو يا اهل فلسطين ” و” ما في نكبة بعد اليوم، الأرض بتستنانا”.