عودة العرب إلى سورية الحبيبة
معمر حبار
تاريخ النشر: 17/05/23 | 5:14كلمة إلى إخواني، وأحبتي السوريين حفظهم الله ورعاهم:
سعدت كثيرا -وما زلت- بعودة إخواننا العرب إلى حضن سورية الحبيبة، عبر عودة سورية إلى الحضن العربي.
أبلت الجزائر بلاء عظيما وأنفقت الجهد، والوقت لعودة سورية، ونجحت في مساعيها.
كلّ الشكر، والتّقدير، والاحترام، والمحبّة للجزائر، والمجتمع الجزائري، والرئيس الجزائري السّيّد عبد المجيد تبون، والخارجية الجزائرية، وكلّ من سعى لعودة سورية من جزائري، وعربي، ومسلم ولا نعرفه.
الجزائر هي الدولة الوحيدة التي لم تضع شروطا لعودة سورية الحبيبة، باعتبار سورية مؤسّسة للبيت العربي، وعمرها عمر الكون.
لاتوجد حدود بين الجزائر وسورية، حتّى لايقال سعي الجزائر لأسباب تتعلّق بالجوار والحدود.
لايوجد بين الجزائر وسورية قضايا تاريخية -غير عادية-، حتّى لايقال سعي الجزائر لأسباب تتعلّق بملفات تاريخية يراد الحصول عليها، أو طمسها.
لايوجد بين الجزائر وسورية ميزان تجاري ضخم، حتّى لايقال سعي الجزائر لأسباب تتعلّق بالجانب المالي، والتّجاري، والاقتصادي.
الجزائري الذي اكتوى بنيران الاستدمار الفرنسي، والعشرية الحمراء:
عانت الجزائر الاستدمار الفرنسي، وسطو المجرم الفرنسي والأطلسي على الأرض، ولذلك ترفض بقوّة احتلال سورية الحبيبة.
اكتوت الجزائر أيّام الاستدمار الفرنسي بنيران الطرد، و جريمة التّهجير، ومحنة اللاّجئين. ولذلك تقف بقوّة مع إخواننا السوريين حفظهم الله ورعاهم في العودة السّريعة إلى ديارهم سالمين غانمين، وفي أسرع وقت.
علّمتنا العشرية الحمراء في الجزائر أنّ النّار حين تشتعل في البيت، ويتخاصم الإخوة فيما بينهم. فالمطلوب من ربّ البيت، والإخوة أن لايستعينوا بالأجنبي ضدّ بعضهم بعضا، فإنّ ذلك ممّا يطيل من عمر اللّهيب، وينتهك الأعراض، ويهدم السّقف، ويأتي على الأركان فينسفها نسفا.
أيّها السوري العزيز على أنفسنا:
سأظلّ مع وحدة سورية، ووحدة المجتمع السوري، وضدّ كلّ محتلّ مغتصب، ودون تمييز، كـ: الصهيوني الخبيث، والجار اللّئيم، والغربي الماكر، والعربي الأحمق.
لا أقف أبدا ومطلقا مع أخي السوري ضدّ أخي السوري، ولا أقف أبدا ومطلقا مع أيّة دولة ضدّ سورية الحبيبة.
لا أقف مع أيّ كان، ومهما كان يسعى لحرق سورية العزيزة علينا، وطرد إخواننا السوريين حفظهم الله ورعاهم.
لا أقف مع الحاكم السوري ضدّ المجتمع السوري، ولا أقف أبدا ومطلقا مع أخي السوري في قتل أخي السوري وحرق وطنه سورية.
أقف مع إخواننا السوريين حفظهم الله ورعاهم في جمع إخواننا السوريين على أرض واحدة موحّدة، ودولة قوية آمنة، وعودة السوريين، ورجوع الأرض إلى سورية والسوريين.
حين طلبت فرنسا المحتلّة من الجزائر التفاوض، اشترط قادة الثّورة الجزائرية العظام وحدة الجزائر كاملة غير ناقصة، ورفضوا بقوّة التطرّق لأيّة نقطة إلاّ بعد قبول شرط الوحدة الترابية، وهدّدوا فرنسا الأطلسية المجرمة بالعودة للجبال والنيران. فرضخت فرنسا المجرمة لشرط وحدة الجزائر كاملة غير ناقصة، حينها رضي قادة الثّورة الجزائر بقبول المفاوضات، ومناقشة القضايا الجزئية القابلة للنقاش، والتي كانت نتيجة شرط الوحدة الترابية.
هذه أمنية جزائري لسورية، وإخواننا السوريين بأنّ وحدة الأرض، وطرد المغتصب المحتلّ مقدّم على جزئيات مختلف حولها فيما بين أبناء سورية الحبيبة.
خاتمة جزائري محبّ لسورية، وإخوانه السوريين:
ليس من حقّ الجزائري، -وأيّ كان ومهما كان- أن يتدخل في شؤون سورية، وإخوانه السوريين، وهذا عهد قطعناه على أنفسنا.
لك منّي أيّها السوري العزيز على أنفسنا أن أظلّ أدعو الله لك، ولسورية الحبيبة، ولإخواننا السوريين وذلك أضعف الإيمان، ودون أن تطالبني بذلك.
—
الشلف – الجزائر
معمر حبار