كفرنبل مدينة اللافتات الساخرة خلال المظاهرات السورية
تاريخ النشر: 11/11/11 | 1:09بعد مُضي قرابة الثمانية أشهر على انطلاقة الثورة السورية في منتصف مارس/ آذار الماضي، باتت مدن ومناطق بعينها في سوريا تشتهر بوسائل احتجاج معينة ضد النظام السوري على اختلاف وتنوع هذه الوسائل.
فقد اشتهرت مدينة دوما بريف دمشق بـ”البخ” على الجدران وطلائها، وطمس معظم جدران المدارس والأحياء السكنية في المدينة بشعارات مناوئة للنظام، حتى إنهم قاموا بعمليات “نوعية” لطلاء أبنية حكومية من الداخل.
وفي حين لفتت “عاصمة الثورة السورية” حمص وسط سوريا أنظار العالم بقوة هتافاتها وتنظيمها وعرض مظاهراتها مباشرة على وسائل الإعلام، اشتهرت مدينة حماة المجاورة بأكثر عدد من المحتجين الذين زاد عددهم على النصف مليون متظاهر قبل حصار المدينة.
أما محتجو درعا مهد الثورة السورية، فباتوا معروفين بأنهم أكثر المتظاهرين في سوريا جرأة بالتصدي لقوات الجيش والأمن والاشتباك معهم بالحجارة.
في شمال سوريا اشتهرت كفرنبل إحدى المدن الصغيرة التابعة لمنطقة معرة النعمان في محافظة إدلب. بلافتات طالما تداولها السوريون على صفحات المواقع الاجتماعية كالفيسبوك، والتي يعبّرون من خلالها عن مآسي السوريين وعمليات القتل اليومي التي يتعرضون لها بأسلوب ساخر.
وأضحت لافتات كفرنبل هي الأكثر تعبيراً عن حال السوريين وسخريتهم من النظام. وتقول إحدى اللافتات في المدينة التي سقط فيها 7 قتلى خلال الاحتجاجات، باللغتين العربية والإنكليزية “إلى جمعيات الرفق بالحيوان، حاولوا إنقاذنا لم يعد أحد يكترث لإنسانيتنا” كما تقول لافتة أخرى “نطالب العدو بالرجوع إلى خطوط ما قبل 15 آذار” في إشارة إلى اقتحام الجيش السوري المدن.
ورغم قلة سكان هذه المدينة التي تقع على بعد 10 كيلو مترات غرب معرة النعمان في محافظة إدلب، إلا أن الكثير من إضافات النشطاء السوريين التي يتداولونها على مواقع التواصل الاجتماعي في الانترنت، تحتوي على صور اللافتات التي يرفعها المتظاهرون في هذه المدينة التي يُقدَّر عدد سكانها بـ 25 إلى 30 ألف نسمة.
وتكاد معظم اللافتات التي تُرفع في هذه المدينة تقتصر على التعابير الساخرة من النظام السوري وطريقة تعاطيه مع الاحتجاجات، وما يجري من أحداث متعلقة كموقف الجامعة العربية، التي عبّرت إحدى الشعارات التي رفعها المحتجون في المظاهرات حول المهلة التي أعطتها الجامعة العربية بالقول “حمّام الدم مستمر حتى السبت القادم مبدئيا…” فيما احتوت لافتة كبيرة أخرى على عبارة “يسقط النظام والمعارضة..تسقط الأمة العربية والإسلامية..يسقط مجلس الأمن…يسقط العالم..يسقط كل شيء” في تعبير عن يأس حيال الموقف الدولي تجاه القمع في سوريا.
وعبّر أهالي المدينة عن العملية العسكرية العنيفة التي تتعرض لها حمص بلافتة كُتب فيها “نطالب بزيادة عدد الدبابات في كفرنبل للتخفيف عن حمص المنكوبة”.
وغالباً ما يتم تزييل لافتات مظاهرات المدينة بعبارة “كفرنبل المحتلة” حيث تعتبر أول مدينة استعملت هذه العبارة، قبل أن يستعملها محتجون في مدن سورية أخرى بعد دخول الجيش إليها.
وفي مشهد تم تداوله على صفحات الثورة السورية على الانترنت، ارتدى شبّان من المدينة أكفان الموتى، وحملوا لافتات في مقبرة المدينة كُتب عليها “الأموات يريدون إسقاط النظام” و”متنا ونموت وستبقى سوريا”، وقد زيّلوا لافتاتهم بعبارة “أموات مقبرة كفرنبل”.
وكتب المحتجون في المدينة التي اقتحمها الجيش السوري عدة مرات “عرض خاص… تظاهر ثلاث مرات واحصل على دبابة”، كما أشارت لافتة أخرى رفعت خلال مظاهرة خرجت في المدينة الاثنين الماضي “إلى حلف الناتو: أنا بانتظارك مليت”.
وفي محاولة لعرض موقف الشعب السوري على العالم، عادة ما يلجأ المحتجون في مدينة كفرنبل التي تعود لعصور تاريخية قديمة وتحتوي الكثير من الشواهد الأثرية، وتحيط بها آثار عدة مدن بيزنطية هامة مثل ربيعة وشنشراح وسرجيلا والبارة وغيرها
إلى رفع شعارات باللغة الانكليزية.
حيث احتوت إحدى الافتات التي رفعت خلال تظاهرة عبارة باللغة الإنكليزية تقول “أيها الشعب الأمريكي، أنتم تعرضتم لـ11 سبتمبر مرة واحدة، ونحن نتعرض له كل يوم.
ويستلهم أهالي مدينة كفرنبل في لافتات مظاهراتهم الساخرة من النظام السوري، برسوم كاريكاتورية يرفعونها خلال المظاهرات.
ففي الوقت الذي صرّح فيه مفتي سوريا الشيخ أحمد حسون، من أن بلاده سترد باستشهاديين يفجرون في أوربا إن تم الاعتداء على سوريا، رفع أهالي المدينة في مظاهراتهم صورة كاريكاتورية للشيخ حسون متجهاً إلى أوربا بقنبلة، إضافة إلى رفع عشرات الرسوم خلال الاحتجاجات، ساخرةً من الرئيس السوري ووزير خارجيته وليد المعلم.
ويرجح صحفي من مدينة إدلب قيام دكتور جامعي وأساتذة مدارس بكتابة اللافتات التي تظهر في احتجاجات كفرنبل، مشيراً إلى اعتماد أبناء المنطقة على لافتات إلكترونية للتعبير عن رأيهم.
ويضيف الصحفي قتيبة الخطيب، أن مدينة كفرنبل تعتبر أول مدينة خرجت مظاهرات مناوئة للنظام مناصرة لدرعا، قبل أن تلحق بها مدينتا بنش وتفتناز في إدلب.