الأسير أحمد عارضة يعود ثانيةً إلى يافا….
حسن عبادي - مخيم بلاطة/حيفا
تاريخ النشر: 22/05/23 | 12:06استضاف مركز يافا الثقافي في مخيم بلاطة ظهر السبت الفائت حفل إطلاق ديوان الشعر “خلل طفيف في السفرجل” للشاعر الأسير أحمد تيسير عارضة وجاء بناء على رغبة الأسير أن يكون بالتزامن مع الذكرى الخمسة وسبعين للنكبة، في مركز يافا الذي يحمل اسم وراية بلدته التي هجر منها. استهل الحفل الذي أداره المحامي الحيفاوي حسن عبادي (صاحب مبادرة “لكل أسير كتاب” و”من كل أسير كتاب”) بالسلام الوطني وقراءة الفاتحة على أرواح شهداء الحركة ولأسيرة وشهداء فلسطين.
ونقل عبادي تحيات الأسرى الكُتّاب لمركز يافا الثقافي وهيئته الإدارية، على اهتمامه بأدب الحريّة واستمرار تنظيم حفلات إشهار الكتب. وأكد عبادي، أنه خلال لقائه الأخير بالكاتب أحمد عارضة في سجن جلبوع، طلب منه أن يُنظَم حفل إشهار كتابه في مركز يافا الثقافي بمخيم بلاطة. ورحب رئيس مركز يافا الثقافي تيسير نصر الله بالحضور، مؤكداً أن مركز يافا أخذ على عاتقه أن يبقى داعماً للأدباء الأسرى، واستمرار إطلاق كتبهم وأعمالهم الأدبية. وأضاف نصر الله “نستمع لردود أفعال أسرانا الذين يشاهدون حفلات الكتب، ونشعر أنهم بيننا”. وأشار نصر الله، إلى أن الحفل كان من المقرر أن يُعقَد السبت الماضي، 13.05.2023، غير أن الاحتلال، حال دون ذلك باقتحام مخيم بلاطة. وقدم الكتّاب قراءة أدبية للديوان، إذ أشار الكاتب عادل الأسطة، إلى أهمية ما يكتبه الأسرى من الشعر والأدب والرواية والقصة القصيرة والسيرة الذاتية، لأنهم يكتبون خلاصة تجاربهم داخل السجن والظروف التي يعيشون بها.
وقدّم الأستاذ عبادي لوحة مهداة لمركز يافا الثقافي بعنوان “الذاكرة اللانهائية” رسمها الفنّان الأسير جمال هندي تزامناً مع الذكرى، بوحي وفكرة الأسير حسام زهدي شاهين، وتتمحور حول الذاكرة الفلسطينية المتجددة، حيث يولد الطفل الفلسطيني من رحم النكبة المتجسد بحلقة المفتاح، حتى يكبر وينمو ضمن تعاقب الأجيال، ويواصل مسيرته صعوداً على درب ذاكرة العودة نحو فلسطين الوطن، كما وتجسد نافذة المفتاح وحدة الشعب الفلسطيني بكل أطيافه، وتؤكد الحجارة القديمة عروبة فلسطين وتجذر شعبها العربي الفلسطيني في أعماق التاريخ، كما جاء في كلمة عبادي.تلتها قراءة “برقيّة” من الدكتور محمد حسين السماعنة (الأردن) جاء فيها: “الشاعر لا يسجن، فهذا أحمد عارضة مثال وأنموذج، إذ لم تستطع البوابات الحديدية العالية، والإسوار الإسمنتية، العالية، المدججة بكاميرات المراقبة، والأسلاك الشائكة، والكشافات، وعيون كلاب الحراسة أن تمنعه من التجول في مدن فلسطين وشوارعها والجلوس تحت أشجارها والأكل من ثمارها واستنشاق هوائها بما فيه من شذى بيارات وأشجار وأزهار لم تمنعه كل تلك الحجب من ركوب بحر فلسطين والجلوس على رمال شواطئها.”كما تحدث الكاتب خليل قطناني، عن الأبعاد الإنسانية والنفسية للديوان. وقدّمت فرقة “عائدون” للدبكة الشعبية في مركز يافا بقيادة مرح عرفات وصلة عرضاً عرضاً فنياً لاقى استحسان الحضور.
وتلتها “برقيّة” الروائية صفاء أبو خضرة (الأردن) وجاء فيها: ” تتعدد في هذا الديوان الرؤيا وتتشكل الأحاسيس الجياشة تجاه المرأة والوطن في آن، وتجيش الأحلام والآمال التي نعتقد في لحظة من لحظات يأسنا أمام بشاعة الاحتلال وأساليب قمعهِ أنهُ ما من أمل أمام أسير محكوم بعدة مؤبدات سوى أن يضع رأسه على وسادته ويطيل في نومه..وكم يسعدني ويؤلمني في آن أن أقرأ عملاً مثل هذا العمل يفيض بكل الجمال والمحبة ليعطينا أحمد درساً في الحياة” وبعدها مداخلة للدكتور معاذ اشتية بعنوان “سيميائية في عنوان الديوان”.وختاماً قُرأت قصيدة “إقرأ” من أشعار الأسير أحمد عارضة وكلمة له من خلف القضبان ألقاها نيابة عنه ابن عمه محمد عارضة.وتم تكريم الشاعر بدرع تكريمي قدّمه تيسير نصر الله وحسن عبادي (استلمته العائلة نيابة عنه) كما وقع المحامي حسن عبادي ورئيس مركز يافا تيسير نصر الله الكتاب للحضور. الحريّة خير علاج للأسير. الحريّة لأحمد العارضة ورفاق دربه الأحرار ومن الجدير بالذكر أن وسائل الإعلام قد قاموا بتغطية الحفل، وحضره جمهور كبير من المثقفين والكتاب والأسرى المحررين وذويهم، وقام بالتصوير المصوّرة لينا المصري (مركز يافا) والفنان جميل عمرية.