المانيا : من دولة فاشية الى فاشية صهيونية معادية للقضية الفلسطينية!!
د.شكري الهزَّيل
تاريخ النشر: 23/05/23 | 18:44تشير بحوثات ودراسات عدة الى عنصرية المؤسسات الالمانية بكل اصنافها واتجاهاتها داخل منظومة دولة الفيدرالية الالمانية التي يعيش في اطارها الجغرافي والديموغرافي عدة ملايين من الاجانب واللاجئين الذين يعانون من التعامل العنصري وخاصة في مؤسسات القضاء والشرطة والقوانين المتعلقة بالاجانب حيث تمنح هذة الاخيرة وضعية الفوقية لل”عرق” الالماني والايديولوجية الصهيونية والدونية لمن هم ليس من اصول المانية ويعيشون في المانيا ومن بينهم الكثيرون الحاصلون على الجنسية والمواطنة الالمانية حيث يعاني الاجانب من تفرقة عنصرية بغيضة في المجالات الاجتماعية والسكن والعمل الى حد صعوبة ان يجد الاجانب اماكن سكن لائقة بسبب اصولهم وعملية تفضيل “الالماني” على الاجنبي اذا تعلق الامر بالسكن وايجار البيوت والعمل وبالتالي ما تشير له وسائل الاعلام الالمانية وغيرها عن عدالة الدولة الالمانية وعدم عنصرية الشعب الالماني,هو امر غير صحيح وغير دقيق اذا تعلق الامر بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية الغير موجودة في الواقع في جميع مؤسسات الدولة الالمانية التي تُعتبر دولة رفاهية ودولة قوية اقتصادية لابل من الاقوى اوروبيا وعالميا ,لكن اذا تعلق الامر بفلسطين والقضية الفلسطينية يتم التعامل مع الجالية الفلسطينية بشكل قمعي وصهيوني بحت لمنعها من التعبير عن رايها ودعمها للقضية الفلسطينية الى حد منع الفلسطينيون من احياء مناسبات وطنية فلسطينية عبر مظاهرات وتظاهرات سلمية تعتبرها المؤسسة الالمانية الصهيونية كذبا وزورا بانها مظاهرات ” معادية للسامية” بكونها تنتقد الاحتلال الصهيوني في فلسطين وهو الاحتلال المدعوم من قبل المانيا بالمال والعتاد العسكري..**مدعوم الى حد تزويد المانيا دولة الاحتلال بغواصات حربية ” نووية” متطورة واسلحة فتاكة لضمان التفوق العسكري لدولة الاحتلال التي تحتل كامل فلسطين وتضطهد الشعب الفلسطيني والسؤال المطروح : لماذا تعادي المانيا الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية الى حد انكار النكبة والتعتيم على جرائم الاحتلال؟
الاجابة على السؤال اعلاه تتطلب التطرق للتاريخ الالماني الفاشي والنازي وجرائم المانيا المليونية بحق الشعوب ومن بينهم اليهود ابان الحرب العالمية الثانية الذي قُتل فيها عشرات الملايين من البشر ومن بينهم عدة ملايين من اليهود في المانيا ودول اخرى احتلتها هذة الاخيرة وارتكبت مجازر بشعة بحق شعوب الدول المُحتلة ومن بينها اليهود الذي تم تجميعهم في معسكرات ابادة داخل وخارج المانيا وقد تمت مطاردة اليهود وحرق بيوتهم واماكن عملهم في المانيا ومن ثم تجميعهم”تلقيطهم” وتحميلهم على متن قطارات ضخمة حملتهم الى مصيرهم الاخير في معسكرات الابادة الالمانية… رواية قتل اليهود هي صحيحة لكن الشعوب الاخرى تكبدت ايضا خسائر فادحة من بينها بولندا وفرنسا وروسيا” الاتحاد السوفيتي” الذي تجاوز عدد ضحاياه في الحرب عدد ال30 مليون شخص ناهيك عن الخراب والدمار والجرحى والمفقودين واغتصاب الاف النساء…
تلعب وسائل الاعلام الالمانية والحكومات الالمانية المتعاقبة منذ عقود مضت دورا قذرا في شيطنة القضية الفلسطينية والتغطية والتعتيم على جرائم الاحتلال الاسرائيلي الى حد تزوير الحقائق وقلب الوقائع الذي يقوم به مراسلو وصحفيي وسائل الاعلام الالمانية المعنية بالشأن “الفلسطيني الاسرائيلي” على اساس تبرير وتمرير جرائم الاحتلال وتجريم الشعب الفلسطيني واتهامه زورا با “الارهاب” وا”اللا سامية”رغم ان الشعب الفلسطيني يناضل فقط من اجل حقوقة ناهيك عن ان هذا الاخير شعب من الشعوب السامية التي تم احتلال بلادها في اعقاب الحرب العالمية الثانية من خلال الغزو الصهيوني المدعوم من الغرب وخاصة بريطانيا وامريكا والمانيا الذي رات وما زالت ترى في احتلال فلسطين فرصة “تعويض” وتكفير عن ذنب جرائم النازية بحق اليهود في المانيا النازية ..
من الجدير ذكرة وقوله هو ان الغرب وخاصة المانيا قام بتعويض ضحايا جرائم النازية الالمانية عبر ارتكاب جريمة اخرى وهي احتلال فلسطين وتشريد شعبها الذي لم يشارك في الحرب العالمية الثانية ولم يرتكب جرائم بحق اليهود الاوروبيون ولا اليهود الشرقيون ولا الاقلية اليهودية الفلسطينية التي كانت تعيش في فلسطين قبل عام عام 1948 وقبل نشأة الصهيونية في اوروبا عام 1896 وقبل اندلاع الحرب العالمية الثانية 1943 والنهاية المأساوية ليهود اوروبا الذين راحوا ضحية النازية الالمانية والحركة الصهيونية والعنصرية واللاسامية الاوروبية بشكل عام..اللاسامية نشأت في اوروبا ولا علاقة لها بالمشرق العربي التي تنتسب اكثرية شعوبه للاصل السامي..اليهود مواطنوا اوروبا تم قتلهم واعدامهم في كامل اوروبا والمجرمون لم يكونوا المان فقط لابل اوروبيون شاركوا في جرائم قتل اليهود وتشريدهم من بلدانهم واوطانهم الاصلية في اوروبا لابل ان الصهيونية قامت بعد عام 1948 بافتعال وتدبير عمليات تفجير وقتل بحق اليهود في الدول العربية بهدف تحفيزهم على الهجرة الى الكيان الاستيطاني الاسرائيلي في فلسطين..
لا علاقة للشعب الفلسطيني لا بالجرائم النازية ولا الصهيونية حتى تتم عملية الاستيلاء على فلسطين ومنحها “للمستوطنين الصهاينة..اليهود” كتعويض عن جرائم النازية في المانيا واوروبا..عقدة الذنب جعلت المانيا دولة فاشية صهيونية معادية للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني..المانيا المنفصمة تكذب دبلوماسيا والحقيقة انها تدعم الاستيطان الصهيوني في كامل فلسطين بما فيه الضفة والقطاع وتقوم بتقديم المليارات دعما للكيان وللتضليل تقوم بدعم بعض المشاريع عبر تقديم مساعدات رمزية وشكلية لجماعات اوسلو في رام الله وهم بالمناسبة ورغم وجودهم الدبلوماسي في برلين لا يهشون ولا يكشون ولا يعترضون على الممارسة الالمانية بمنع الفعاليات الفلسطينية السلمية في برلين وكامل المانيا بحجة معاداة ” السامية”..السفارة الفلسطينية والسفارات العربية في برلين لا تعترض ولا تحتج على الممارسات الالمانية الفاشية بحق القضية الفلسطينية.. “منعت السلطات الألمانية هذا العام أيضا، الفلسطينيين والجالية العربية والإسلامية عموما، من تنظيم مظاهراتٍ لإحياء ذكرى النكبة، بعد أن منعتها في العام الماضي كذلك. كما منعت مظاهرات في ذكرى يوم الأسير الفلسطيني في نيسان/أبريل الماضي، وأزالت الشرطة الألمانية قبل أيام جدارية الشيخ الشهيد خضر عدنان عن أحد جدران شارع العرب في برلين. وذلك تحت ذريعة أنها مظاهرات تتضمن “شعارات معادية للسامية وتشجيع العنف” فيما تقوم هذة السلطات نفسها بالسماح للتجمعات الصهيونية بالتظاهر وتشويه معالم القضية الفلسطينية مستغلة الحالة” المرضية” التاريخية الالمانية..!!
تسمح المانيا لمناصري اوكرانيا والكيان بالتظاهر متى شاءوا فيما تفرض الحظر على كل تحرك عربي او مسلم لنصرة الشعب الفلسطيني ولا ننسى مطاردة السلطات الالمانيه للاكراد الذين يشكلون جالية كبرى في المانيا واوروبا التي تمنع تجمعهم او تظاهرهم…عداء سافر لكل ماهو فلسطيني وعربي ومسلم وفي الوقت نفسة تروج المانيا الى انها دولة ديموقراطية وعدالة وهي في الحقيقة دولة عنصرية امبريالية معادية للشعب الفلسطيني وليس صدفة ان تكون ممثلة الاتحاد الاوروبي اورسولا فون دير لاين معادية للشعب الفلسطينيه فهي بالاصل سياسية المانية تابعة للحزب المسيحي الديموقراطي الالماني وليس صدفة ولربما مفارقة ان تكون وزيرة الخارجية الالمانية انالينا بيربوك تابعة لحزب الخضر واليسار الالماني ومعادية للقضية الفلسطينية ففي المانيا يتفق اليمين واليسار الالماني على دعم كيان الاحتلال بالمطلق “عقدة الذنب الالمانية” وفي المقابل العداء للقضية الفلسطينية وانكار النكبة وتحريم نقد سياسة الاحتلال في فلسطين..
تعتبر الحكومة اليسارية الالمانية الحالية برئاسة المستشار الالماني الصهيوني اولاف شولتس هي الاكثر عداءا للقضية الفلسطينية والاكثر دعما للاحتلال الصهيوني في فلسطين…علينا ان نفند اشكالية اليسار”الالماني” بكونه اكذوبة تتقمص اليسار وتمارس النهج اليميني المتطرف بحق القضية الفلسطينية والقضايا العربية.. حتى لو قتلت ودمرت قوات الاحتلال كامل بيوت غزة فلن تجد للامر ذكر في وسائل الاعلام الالمانية التي تُعتم على الامر او تقلب الحقائق بكون الامر يتعلق بمحاربة ” الارهاب”…شرعنة الاحتلال واباحة الدم الفلسطيني..
**النازية واللاسامية” معاداة السامية” هي اولا واخيرا ظاهرة منشاها واصلها هو اوروبا ولا علاقة للفلسطينيون والعرب والمسلمون بها عبر التاريخ والصراع الفلسطيني العربي مع الكيان الاسرائيلي هو صراع مع الحركة الصهيونية الاستعمارية ذات المنشأ الاوروبي..
ترزح تيارات وحركات سياسية ودينية المانية كثيرة تحت تاثير هستيريا “عقدة الذنب واكذوبة معادية السامية” حين تنتهج هذة التيارات الانحياز الثابت والمطلق للكيان في فلسطين وتنحاز له في معاداة الشعب الفلسطيني بدعم من الحركة الصهيونية والمؤسسات اليهودية في المانيا التي تختبئ وراء ” المحرقة” لكسب الراي العام لالماني وهو راي عام فاشي ومريض بمرض خلط الاوراق والعداء للشعب الفلسطيني على اساس دعم دولة الكيان وقاطنيها ” الناجين” من المحرقة..تتم عملية الصاق ” المعاداة للسامية” لكل الماني يجرؤ على انتقاد ممارسات الاحتلال وللمثال لا للحصر حدث ابان انتفاضة الحجارة الفلسطينية عام 1987 بان قام مراسلوا التلفزه الالمانية بقلب الحقائق والانحياز للرواية الصهيونية الى حد ان احد مقدمي النشرة المسائية اوقف تقرير المراسل الصهيوني اللذي بث تكسير عظام الفلسطينيون وقتل اطفالهم وكانت فحوى تعليقةغير ملائم للصورة الصادمة..لاحقا اعترف هذا المراسل بانه كان منحاز لجيش الاحتلال ودعم قمع اطفال الحجارة..
**لاحظوا بانه في كل عام يشن الاحتلال عدوان على غزة ناهيك عن القتل اليومي للشباب الفلسطيني, لكن ما تقوم به وسائل الاعلام الالمانية هو انها لا تتطرق لاحداث غزة واذا فعلت هذا تفعله من باب تبرير وتمرير الجرائم الاسرائيلية واعتبارها حق في ” الدفاع عن النفس” ومحاربة الارهاب الفلسطيني..
يقوم المجلس المركزي لليهود في برلين وعموم المانيا بعملية تشوية مبرمجة للقضية الفلسطينية ويتهم كل الماني مناصر للشعب الفلسطيني ب ” معاداة” السامية لابل ان هذا المجلس هو من يرسم السياسة الخارجية الالمانية بما يتعلق بالقضية الفلسطينية والقضايا العربية من جهة وهو ” المجلس” الذي تستقي من وعاءه القذر الاحزاب والحكومات الالمانية موقفها من القضية الفلسطينية من جهة ثانية وبالتالي كامل رسَّن السياسة الالمانية بما يتعلق ب فلسطين مرتبط بقرارات”المجلس المركزي لليهود في المانيا” بما فيه فرض الحظر ومنع التجمعات الفلسطينية في برلين وكامل المانيا تحت حجة معاداة السامية والكيان الاسرائيلي.. الدولة الالمانية ترى العالم العربي من منظور” اقتصادي ودبلوماسي فقط ولا تكن اي احترام لكيانات الدول العربية ولا الشعوب العربية والاسلامية وكلنا كنا مشاهدون وشهاد على مسلكية الوزيرة الالمانية في مونديال قطر2022 التي جاءت برسالة عداء وازدراء مطبوعة على ذراعها…في المانيا بامكان الدولة الاسرائيلية ابادة كل العرب تحت بند “حق الدفاع عن النفس” والمانيا هذة تزود ” اسرائيل” بغواصات مخصصة لحمل رؤوس نووية موجهة ضد العرب والفلسطينيون وهذه حقا وحقيقة فاشية المانية جديدة لا تختلف في المرجعية عن المرجعية الصهيونية والمرجعية النازية..هذا النازي الجديد ” الديموقراطي” المؤيد لقتل وابادة الشعب الفلسطيني يختبئ وراء تاريخة القذر وحجة” معاداة السامية” وعقدة ” الذنب” ليقوم بتبرير وتمرير الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني الى حد انكار النكبة عام 1948!!
ليس هذا فقط لابل ان المركز اليهودي “الالماني” المذكور اعلاه يقوم بصناعة وبرمجة ” معاداة السامية” وتوظيفها لصالح دعم الكيان الاسرائيلي الى حد اتهام اللاجئين السوريون القادمون الى المانيا هربا من الحرب ب” معاداة السامية” حين يقول رئيس المجلس المركزي لليهود في ألمانيا، جوزف شوستر، في خريف عام 2015 “إننا نستورد مع اللاجئين معاداة السامية أيضا”، كما ادعت من سبقته في رئاسة المجلس، كنوبلوخ، بتصريح مماثل قالت فيه إن “هؤلاء اللاجئين ينتمون بالأصل إلى بلدانٍ تُعتبر فيها معاداة السامية جزءا لا يتجزأ من تنشئتهم الاجتماعية”…استقبلت المانيا عام 2015 اكثر من مليون لاجئ سوري دقوا ابوابها وتراكموا على حدوده امن بينهم نسبة كبيرة من الاطفال والنساء واول من قام بالتشنيع بهم واتهامهم باطلا ب ” اللا سامية” هو المجلس المركزي لليهود في المانيا..هذا الحقد على اللاجئين مصدرة هو ان كونهم عرب والعرب يناصرون القضية الفلسطينية العربية والمجلس المركزي اليهودي يستبق الامور لنعتهم ب”معاداة السامية” رغم انهم لاجئون يبحثون عن حل مشاكلهم ولا يفكرون ب “يهود” المانيا وفلسطين في تلك المرحلة؟؟…
*ساهمت الدولة الالمانية بكل مؤسساتها سواء القضائية او المدنية او الحزبية والحكومية او الاعلامية بالاضافة الى مراكز الدراسات,في تعبئة الراي العام الالماني على مناصرة الكيان الاسرائيلي ومعاداة الشعب الفلسطيني بحجة “معاداة السامية” و” عقدة الذنب” بسبب التاريخ الالماني النازي والمحرقة وهذة الاخيرة يستعملها ” المجلس المركزي ليهود المانيا” في توجية سياسة العداء ضد حقوق الشعب الفلسطيني عبر تجريم كل صوت وكل مظاهرة مناوئة للاحتلال الاسرائيلي في فلسطين من خلال وصمة جاهزة وهي ” معاداة السامية”… المانيا مثلها مثل امريكا وبريطانيا وفرنسا وكامل الامبريالية الغربية معادية للقضية الفلسطينية لكن العداء الالماني ياخذ منحى صهيوني فاشي ابعد من وعد بلفور وقريب من الفاشية ال صهيونية في فلسطين..المانيا دولة معادية لحقوق الشعب الفلسطيني وداعمة دعما مطلقا للاحتلال الصهيوني في فلسطين…
واخيرا وليس اخرا نتمنى على الدبلوماسية الفلسطينية والعربية المتمثلة في سفارات ومكاتب دبلوماسية مترهلة في برلين ان تخرج من ثوب اللا مبالاه والفساد لتلجم ضمن الممكن السياسة العدائية الالمانية الموجهة ضد القضية الفلسطينية والقضايا العربية..المانيا رخامها للكيان وسخامها للفلسطينيون والعرب.. **نعتبرها دولة معادية الى ان تغير نهجها وكذبها السياسي والتضليلي…الفلسطينيون لم يشاركوا في الحرب العالمية الثانية ولم يقترفوا جرائم بحق اليهود حتى يتم احتلال بلادهم ودفعها كتعويض لليهود الصهاينة.. المنطق الالماني نظريا وتطبيقبا كان ومازال ذو مرجعية فاشية.. المانيا : من دولة فاشية الى فاشية صهيونية معادية للقضية الفلسطينية!!