هل للعدالة وجهان في اتحاد كرة القدم الاسرائيليّ ؟

سؤال حيّرني منذ ليلة الأمس وما زال .
سؤال طرح نفسه بقوّة وحاولتُ جاهدًا أن أتغاضى عنه حتى ما تزول الغيمة ويصفو الجوّ فلم استطع.
وصفا الجوّ اليوم ضحىً ، فجاء الخبر يقول :
اليوم مساء وفي الساعة السادسة والنصف سيحظى وسيستلم فريق بيتار اورشليم الكأس من يد رئيس الدولة في بيت الرئاسة ، هذه الكأس التي فاز بها مساء الامس وعلى ملعب ” سامي عوفر” في حيفا ، فما أنّ صفّر الحكم معلنًا نهاية المباراة الصاخبة بفوز بيتار على مكابي نتانيا بثلاثة اهداف لصفر حتى قفز المشجّعون البيتاريون ووثبوا مُتخطّين كل الحواجز والحدود والأخلاق وغمروا الملعب بالآلاف بل بعشرات الآلاف فرحين بجنون ، يكسّرون ويعيثون خرابًا في الملعب الحيفاوي الجميل ، ممّا دفع بالأمن والشرطة وحرّاس رئيس الدولة السيّد يتسحاق هرتسوغ الى إخراجه من الملعب بصورة ومشهد لا يليقان به ابدًا .
وكان من المفروض أن يقوم رئيس الدولة كما هو مُتبّع في كلّ سنة من تقديم الكأس للفريق الفائز والهيبة تلفّه .
مشهد مخجل رسمه الجمهور البيتاريّ الخلوق !! بل قل وصمة عار على جبين الرياضة الإسرائيلية ، ناهيك عن الخراب الكبير والذي أصاب الملعب الحيفاوي الذي استضافهم ورحّب بهم .
كنت اتوقّع العقاب والحرمان كما توقّع الكثيرون من الصحفيين وأصحاب الشّأن وغير الشّان ، وكما فعل رئيس الحكومة السابق ايهود اولمرت مُصرّحًا : يجب أن يُحرم بيتار اورشليم من الكأس و” يهبط ” عنوة الى الدرجة القطرية .
ولكن وللأسف جاءت النتيجة مغايرة .
والسؤال الذي يطرح نفسه بشدّة هو :
لنفرض جدلًا ان الفريق السّخنينيّ أو الرّيناويّ هو هو الذي فاز بالأمس بالكأس وفعل _ – وما كان ليفعل احدهما – كما فعل جمهور بيتار ومؤيدوه ، فهل كان سيحوز ويفوز احدهما بالكأس يقدّمها رئيس الدولة في مقرّه بعد أن هُرّبَ وتحت ستر وحماية قوّات الأمن ؟!.
والأهم ماذا سيقول الرأي العام الإسرائيلي عن الاخلاقيات ؟!
وماذا ستقول الصحافة الإسرائيلية وهي ترى الجمهور السخنينيّ والعربيّ في البلاد لا سمح الله يفعلها – وقد سبق وفاز بالكأس من قبل ولم يفعلها –
ماذا ستقول والغوغاء تملأ الملعب ورئيس الدولة والذي – اقدّره شخصيًّا – يخرج بمثل هذه الطريقة المُخزية والمهينة والتي لا تليق به حقيقة .
هل للعدل وجهان كما للعملة ؟
لستُ ادري ..
اسألوا الاتحاد العام لكرة القدم الإسرائيلي فعندهم الجواب الشّافي !!!