قراءة في ديوان “نداء من القلب”
حسن عبادي – القدس/حيفا
تاريخ النشر: 11/06/23 | 9:04بدايةً؛ أعترف بأنّي من عشّاق سماع الشعر، وأضعف الإيمان قراءته ورقيّاً، ولكن وجدتني هذه المرّة أقرأ ديوان شعريّ بنسخته الإلكترونية، للمرّة الأولى، وهذا بسبب تحيّزي لصاحبته، زميلتي في ندوة اليوم السابع، الكاتبة دولت الجنيدي، ولأسلوبه وموضوعاته (لا أتنازل عن “حقّي” بنسخة ورقيّة موقّعة).
كتبت دولت أحاسيسها من القلب، بلغة انسيابيّة دون تكلّف، وكأنّي بها تكتبها بمناسبات عزيزة لتلقيها في لمّة عائليّة أو لتسمعها لعزيز على روحها وقلبها وبعيداً عنها، لسبب أو لآخر، ولكنهّا رسالة عليها أن تبرقها لصاحبها البعيد عن العين وقريب إلى القلب، إلى حين لقاء.
جات معايداتها لأحبّتها صادقة ومعبّرة، من القلب إلى القلب، وكأنّها تلقيها على مسامع من تحب وهو في حضنها؛ فأبرقت شِعرها لأحفادها تمارا، وأنس في صقيع كندا، ورشيد، وعلاء، وسارة، ونتالي، ومحمد وزوجها الغالي عز الدين، في أعياد ميلادهم بلغة جزلة غنائيّة وعفويّة جميلة.
اهتمت دولت بأن تبارك لأحبّتها بتخرّجهم ولتعبّر لها عن فخرها واعتزازها بنجاحاتهم وتحصيلهم، متخيّلة نفسها تلقي في حفل التخريج لتعبّر عن سعادتها؛ فتبارك لميرال، ومهدي وبشّار وعز الدين ويارا وحسين، لتصف كلّ شاردة وواردة رأتها فيهم وهم يكبرون أمام عينيها ولا تنسى الكلمة الحلوة والموعظة والنصيحة لهم ولزملائهم.
رسمت دولت بحروفها العذبة شخصيّة كلّ من أهدته تلك الحروف، وكأني بها تسلّط العدسة البانوراميّة على مزاياه، كما تراها هي، أو كما تودّ أن تراها.
كتبت خلال خمسة عقود حتّى تخمّرت كتابتها وأتتها الجرأة، التي تُحسد عليها، لتصدرها في كتاب، كتاب من نوع آخر يصوّر مشهديّة عائليّة، سيرة ومسيرة، يُحتذى بها وعبرة لشعبنا المتميّز المعطاء.
تناولت كذلك ألمها بما تمر به القدس من محاولات استلاب وتهويد (قصيدة نداء من القلب) فجاءت صرخة مدوية، ولكنها متأخرّة خمسون عام، وحبّذا لو قرعت جدار الخزان وأسمعت قرعها ودقّت ناقوس الخطر مذّاك، وكذلك ذكرى مجزرة الحرم الإبراهيمي اللئيمة والمؤلمة والجرح الدامي مذّاك.
راقت لي قصيدة حادث البحر لابنها عادل وأولاده علاء ونتالي عام 2017، ووجعها وألمها وحرقتها وبزوغ الأمل.
وكذلك تفاؤلها رغم قتامة الموقف والحالة التي نمر بها ورغم ذلك من رحم المعاناة تولد العزيمة والأمل كما تغنّت في قصيدة “بزوغ الفجر” في آخر الديوان.
ملاحظة لا بدّ منها؛ حبّذا لو التزمت بالتسلسل الزمني في ترتيب قصائد الديوان، لمتابعة المرحلة والتغيّرات، ولمتابعة تطوّر كتابتها وأسلوبها، لما له من أهميّة.
***مشاركتي في ندوة مناقشة “نداء من القلب” للكاتبة دولت الجنيدي يوم الخميس 08.06.2023 في ندوة اليوم السابع المقدسية