الرواية الجزائرية بين هوية النص ونص الهوية
موسى عزوڨ
تاريخ النشر: 16/06/23 | 8:49موسى عزوڨ اليوم الثاني من الملتقى الوطني الأول :” الرواية الجزائرية بين هوية النص ونص الهوية “.(2)
أورد الكاتب أحمد دوغان هذه الحادثة: “التقى الدكتور عبد الله الركيبي بمالك حداد أمام مبنى اتحاد الكتّاب الجزائريين، قبل وفاته بمدة قصيرة، بعد أن شاهد طفلا صغيرا يرافقه، ينطق اللغة العربية بفصاحة، سأله الركيبي من هذا؟ أجاب مالك حداد: “هذا انتقامي من اللغة الفرنسية: إنه ولدي”.
أسدل الستار اليوم الخميس 15 جوان 2023 , على “المتلقي الوطني الأول حول الرواية الجزائرية بين هوية النص ونص الهوية “،الذي كان بإشراف مديرية الثقافة ” والفنون” لولاية سطيف , ومن تنظيم دار الثقافة هواري بومدين ، بحضور ثلة من كبار النقاد والباحثين وأساتذة الجامعات الجزائرية :” فيدح عبد القادر. اسطنبول ناصر. بودربالة الطيب. رواينية الطاهر. باديس فوغالي. بارة عبد الغني.ملاحي علي. بوعزيز وحيد. خفيف علي. بحري محمد الأمين. لحبيب مونسي. وغيرهم…. مع حفظ الألقاب “. وكان البرنامج المسطر ثري كما يلي :
-1- الجلسة الاولى : برئاسة عبد الغني بارة
– المداخلة الأولى وحيد بن بوعزيز في الرد بالكتابة وعي بسرديات الامبراطورية ام مطية نحو العالمية
– المداخلة الثانية الطاهر رواينية : ” كتابة الذات وجدل المتخيل والفلسفي والاساطيري ( في رواية هاء واسفار عشتار.)
– المداخلة الثالثة نعيمة سعدية ” سيميائية الهوية في الرواية الجزائرية وتمثلاتها ” داخل الواقع المؤسطر
– المداخلة الرابعة منير مهادي :” التمثيل السردي في رواية من يستأجر لي وطنا ؟لطاهر مرابعي ”
– المداخلة الخامسة عبد الحميد ختالة : ” التجريب في الرواية الجزائرية رغبة في الخصوصية ام ثمرة للتراكم ؟” .
-2- الجلسة الثانية : برئاسة عبد الحميد ختالة
– المداخلة الأولى عبد الغني بارة : ” في فهم سردية الشتات ….”
– المداخلة الثانية وردة محصر :” تخيل المرجعيات وسؤال الهوية في رواية هاء واسفار عشتار
– المداخلة الثالثة ابراهيم بوخالفة :” الرواية الجزائرية المعاصرة والهويات القاتلة ”
– المداخلة الرابعة رشيد بلعيفة :” صراع الانساق وجدل الهوية في الرواية الجزائرية
– المداخلة الخامسة محمد لمين بحري : ” تمثل الاخرة في الرواية الجزائرية المعاصرة ”
-3- الجلسة الثالثة : برئاسة حبيب موني
– المداخلة الأولى عبد القادر قيدوح :” تماثل التاريخائية الجديدة في الرواية العربية ”
– المداخلة الثانية عبد الحميد هيمة :” تخيل المرجع في رواية ( من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسي )
– المداخلة الثالثة اسمهان ميزاب : ” البعد السيميائي في رواية الاسود يليق بك ”
– المداخلة الرابعة هداية مرزق :” كاريزما المكان وتحول الدلالة في رواية الزلزال مقاربة ثقافية ” .
لكن وكالعادة هناك غياب وتأخرت قليلا فكان حديث عن تقنيات السرد في الروايات الثلاث وتوظيف التاريخ والأجناس ، وظفت الشخصيات ( المرجعية التاريخية والمجازية ” كالاتان لطاهر وطار ، شخصية المتكررة ذات الوظيفة التنظيمية شيخ الإسلام في عناق الافاعي . وحديث عن أسطورة سيساف ، أسطورة البعث ،كمحاولة لتفسير تداخل الأزمنة .. ).
ومباشرة إلى مداخلة منير مهادي :” التمثيل السردي في رواية من يستأجر لي وطنا ؟لطاهر مرابعي ”
وقدم على انه اكثر من انه اكاديمي هو قائد كشفي وهذا له مدلوله فتحية كشفية .
ذكر الاستاذ منير ان الكاتب الطاهر درس معه , وله اربع ( 04 ) روايات لكنه ما زال مخفي ،وهو كالرواية الجزائرية مازالت تعاني من عدم الاهتمام .وذكر ان فعل السرد طبيعي في البشر , حيث أن الإنسان حكاء بطبعه ، الظاهرة الثقافية الأبرز لحضوره ، الرواية عبر تقنياته المختلفة من زلزال الى بلقيس علاوة …خيوط السرد بالتمثيل ، أنه الكيفية التي تتشكل بها الرؤى ، الإحالات التمثيلية , إذ يرتبط بمكونات النص ، اصطبغ الأخير بصبغتها ، وأصبح الكيفية التي ينتج فيه ، وعلى هذا للتمثيل : – وسيلة من وسائل للكشف عن الهيمنة – مؤشر على وجوده استمرار القوة ودوام الهيمنة . ولأن الهوية تعني علاقة التطابق ولعل هذا هو التحدي الكبير عند مواجهة قضية الهوية لأنها ذات بعدين : الثبات , تجليات تعدد الهوايات .ويرتكز سؤال الهوية في مقابل الاستمرار , تلاحظون أن الهوية تؤسس للوحدة مقابل التعدد ، وعلى ضوء هذا تتحدث هوية النص .استنادا إلى عنوان الملتقى : عبر مادته ومكوناته ضمن الأفق ، غير أنها لا تف , لهذا تطفوا هوية التعدد مع التطابق ، لمواكبة العصر وصيرورته ، الجزائر العالم لنؤسس لنص الهوية ليقف على أرض صلبة .أقول في إشارة أحد التمثيليات لطاهر رابعي :” تحفر في هوية المهاجر بعد أن كان يعاني في وطنه بحثا ..فالغربة غربتان ، سرد الهجرة معاناة الإنسان ، وغد المنفى ، ومع الرغبة إلى المهجر يظل :” تمام الثالثة بتوقيت الخوف …” كان بطله زهير ( يده فيها الزهرية ), وعمي الصالح في الأخير يعطيه محفظة لمنطقة رومانية بسطيف في رمز عن الهوية في الوطن ، والوطن يبقى الوطن ( 406) .
ثم مداخلة عبد الحميد هيمة :” تخيل المرجع في رواية ( من يوميات مدرسة حرة لزهور ونيسي )
واعتبرها أولا سيرة ذاتية عندما كانت تدرس في مدارس جمعية العلماء المسلمين ، من خلال استلهامها ..يتغلب عليه إحساس الكاتبة بملكة ، يتوفر على مقومات السرد والرقي بالعمل .صرح الذاكرة للبوح وهي صفة أنثوية بأدب الاعترافات والتداعي التخيلي ليتم المزاوجة بين الواقع والمتخيل ، وتؤكد على سمة الواقعية ، وتطلق مصطلح المذكرات على روايتها …أقول رواية زهور هي من النوع الهجين بين السيرة الذاتية والرواية ….
تلتها مداخلة ابراهيم بوخالفة :” الرواية الجزائرية المعاصرة والهويات القاتلة ”
وسؤال الهوية ، يجب الاحاطة بعنوان الملتقى : لماذا الحديث عن الهوية والعودة الى التاريخ لأنه غير منتهي ، بقدر ما تشعر الذات أنها مهددة بقدر ما يكون الحديث عنها محموما .وانطلاقا من ذلك أتحدث عن تجربتي :” الشعور رواد النهضة الوطنية”
– الناظر الى الجغرافيا الروائية يجد تقسم قسمين او تيارين :
1- تيار محافظ يحاول ترميم الهدم ، ويمكن ملاحظة نقاط ثلاث بالمقارنة مع التيار الآخر : (أولا اللغة الرزينة ، انظروا الى لغة خولة حمدي تونس وعزا لدين الجزائري مثلا . ثانيا مركزية اسلامية ، ثالثا صورة المرأة رمز ثقافي .)
2- تيار ما بعد الحداثة يقود تمييع القضايا لأنه يحاول ..والغريب انه انبثق عن اليسار ! وهذه مفارقة ،.. يريد التغريب والعولمة والأمركة نحن مهددون ، وقد لا اتفق مع تصنيف السرديات الكبرى لان ما بعد الحداثة المجسدة في هذا التيار هدفها الهدم ، ولاحظ بالمقارنة مع التيار أعلاه من حيث اللغة المبتذلة انظر :”في البدأ كانت الكلمة ، الخبز الحافي ..” ، ومن حيث تدنيس الإسلام ومن حيث ازدراء الأديان بشكل مفضوخ وصورة المرأة الملك المشاعة
تلتها مداخلة محمد لمين بحري (1) : ” تمثل الاخرة في الرواية الجزائرية المعاصرة ”
كانت البروفيسور محمد الأمين بحري ، الأكثر إثارة ! حيث بدأ بمحاولة بسط نظري بان الهوية تنقسم إلى قسمين خاصة وعامة ، إلا أن اصطناع هوية خاصة في العامة ، هي تصنع تاريخها أيضا والهوية الخاصة بما انها تصنع خصوصية فهي تصنع تاريخ خاص . تهمنا الرواية الاستشراف والسارد ومنظور الانشطار من التاريخ والهوية العموميتين ( للتخويف ) . ثم وهذا الأهم حاول جاهدا أن يقنع المستمع ويتناسق مع عنوان الملتقى دون جدوى فكيف للحديث عن مظلومية ” المحرقة” أن تمت إلى الرواية الجزائرية بصلة ! فضلا عن الهوية !
ذلك ما كان يحاول من خلال إبداعه على كل حال شرح ” رواية رشدي رضوان الهنغاري ” ، وهي تخاطب الآخر رواية من النوع ألاستغرابي تنطلق من هوية الآخر : تجنيس هذا النص : 1- رواية حروب 2- تخيل عبر سيرة ذاتية لكاتب عازف يهودي هنغاري. 3- أدب المذكرات 4- وهي رواية أطروحة ( لأنها حينما تحدث عن الآخر لا تحاوره ” فيها سيادة منظور السارد دون اي حوار ، في العدد 18 /19 يتوقف الكاتب ويختفي عن الوجود وتتوقف (الربسوديات ) ونجد فصول الرواية هي روبسوديات 19 التي يكملها جزائري . كان شخوصها كلهم يهود ، شخصية واحدة مسلمة هي العربي مسعود الذي انقذ اليهودي الكاتب – جيني ماتيوس – الذي كان طريد النازية وأحضره الى سطيف وجعله ينتمي الى فرقة مالوف…أحسست أن محمد الامين لم يكن مقتنعا تماما بما يقول وزاد جو الامتعاض الكبير في القاعة الطين بلة فأنقذ نفسه بسؤال مخرج للموضوع بصيغة الموضوعية : نطرح اسئلة : ما الغرض من توظيف هذه التيمة من حبيب السايحي وياسمينة خضرا الى راشدي رضوان، ولمن يكتب هؤلاء ؟ وكان الجواب المنقذ :” إنهم حتما لا يكتبون لنا !”
تلتها مداخلة اسمهان ميزاب : ” البعد السيميائي في رواية الاسود يليق بك ” : وحسب توصيف علي وطفى للهوية الكيان الذي لا يعطى دفعة واحدة , وفعلا الرواية مزيج من الهوايات ( التاريخية الاجتماعية …وغيرها ) .هوية العنوان وسيمياؤه : جاء باللون الأسود بمعاني مختلفة . اختارت شخصية الحزائري واللبناني , وهناك الهوية النفسية اختارت الانثى التي فقدت المحرمين …
وكان الختام مسك كما قالت هداية مرزق :” كاريزما المكان وتحول الدلالة في رواية الزلزال مقاربة ثقافية ”
فتحدثت بجمال عن كاريزما المكان في الزلزال لطاهر وطار ، لا توجد أي رواية تخلوا من المكان ، مكان الرواية المصرح به رواية الحال هو مدينة قسنطينة من حيث انها مدينة أسطورة متميزة الجسور المعلقة ولكل واحد منها قصة ، الى درجة تصورها كعصبون في المخ تأخذ منه وتعطيه ، ولأني عملت في الدراسات البينية ، فاني اريد ان انقل لكم تجربتي ( وتحفز الطلبة ؟ لم تستطيع الفصل بين المحاضرة للطلبة والملتقى ) ، الكاتب وعبر شخصية بطله عبد المجيد بولرواح صور لنا مدينة قسنطينة حيث يذكر كل جسر في فصل (2) , ثم اني وجدت أنه دخل من باب القنطرة , فلماذا اختار وطار القنطرة كمدخل ؟ وماذا يوجد من مضمرات؟ , انه جسر من أقدم الجسور وله كاريزما خاصة مبني على آثار رومانية قديمة ( وفيها ..من خلال عبد المجيد بولرواح الشخصية التي جاءت تدافع عن الاقطاع وضد الارض لمن يخدمها فالصورة في القنطرة بوجود الليث تقول له حذاري ان قسنطينة قد قهرت من هو اشد منك قوة ؟ ولن تنفعك الثورات الثلاث صناعية فلاحية .. ثم انه ينتقل الى مكان اخر هو المقهى ( خاصة البهجة ووجده تغير ، دلالات حملها ) عندما يصعد الى شارع بن مهيدي .أنصح بقوة اعادة قراءة وطار .
واستعجل القوم الجلسة الختامية ، دون مناقشات! خصوصا وان فعاليات نشاطات فنية بالجوار وقد تعالى الهرج والمرج والصراخ للاطفال والدمى المتحركة والتي تلقى إقبالا كبيرا قد أحرجت مريم صاحبة الدار .
بادر المتدخل الأخير الدكتور عبد الحميد ختالة رئيس اللجنة بحيلة استئذان تدخل لمدة دقيقة واحدة وقال بصياغة جميلة :” البحث في الهوية تستدعي للآخر الذي سيرمم ، ولذلك استسسمح لنأخذ باب النقاش. كلمة في عجالة دقيقة واحدة . ”
تتدخل امرأة وقبل الحديث تقتل نصف الدقيقة ثم ذكرت المغيب ” محمد جربوعة التميمي” وتجاوزت الدقيقتين وباءت كل محاولات إقناعها بالتوقف بالفشل ، واحتجت على هذا البيروقراطية !!!وقام آخر ليلقي شعر !!ثم تدخل سليم بالفرنسية فأوجز: ان تكون هناك كتاب بكل اللغات..” ثم حولت الكلمة لمحاضر! إستنبول : الملتقى تناول الخطاب الاكادبمي الصاعد . محورية اجرائية ..ولم يوجز
ثم تمت اخيرا قراءة التوصيات :
في 15-06-2023 اجتمعت لجنة التوصيات بعد الاشادة بالوالي والثقافة وتحي مريم كروم التنويه بالتنظيم المحكم؟ وتثمين مبادرة تكريم ولد سطيف عز الدين جلاوجي , والاشادة بالمحاضرين , اوصت بما يلي :
– 1- الحرص على مثل هذه المبادرات.- 2- طبع المداخلات في كتاب. -3- انشاء موقع الكتروني للملتقى .-4- فسح المجال المشاركة العربية. -5- استضافة روائي كبير !.-6- تنظيم معرض كتاب .-7- تقترح اللجنة في القادم ان بتناول الرد بالكتابة .
— تهميش —-
(1) كلمة البروفيسور بحري
(2) حيث تشتهر مدينة قسنطينة بجسورها المعلقة. تقع عمارة المدينة على صخرة الجرانيت القاسي يشقها وادي الرمال العميق. لذا أقيمت فيها عدة جسور لتسهيل التنقل منها:1- جسر صالح باي:هو جسر مدعوم بالكوابل يربط الجسر بين ضفتي وادي الرمل و ذلك انطلاقا من ساحة الأمم المتحدة إلى غاية سطح المنصورة. بدأ بناؤه في 2010 ميلادي .-2- جسر باب القنطرة: تم بنائه في عهد الدولة العثمانية عام 1792 وهدمه الفرنسيون واستبدلوه بالجسر الحالي سنة 1863ميلادي . -3- جسر سيدي راشد: ويحمله 27 قوسا، يبلغ قطر أكبرها 70م، ويقدر علوه بـ 105م، طوله 447م وعرضه 12م، بدأت حركة المرور به سنة 1912 ميلادي .- 4- جسر سيدي مسيد: بناه الفرنسيون عام 1912 ويسمى أيضا بالجسر المعلق، يقدر ارتفاعه بـ175م وطوله 168، وهو أعلى جسور المدينة.-5- جسر ملاح سليمان: هو ممر حديدي خصص للراجلين فقط ويبلغ طوله 125م وعرضه مترين ونصف، وهو يربط بين شارع محطة السكك الحديدية ووسط المدينة. -6- جسر مجازن الغنم: هو امتداد لشارع رحماني عاشور، ونظرا لضيقه فهو أحادي الاتجاه.-7- جسر الشيطان: جسر صغير يربط بين ضفتي وادي الرمال ويقع في أسفل الأخدود. -8- جسر الشلالات: يوجد على الطريق المؤدي إلى المسبح ويعلو الجسر مياه وادي الرمال التي تمر تحته مكونة شلالات، وبني عام 1928 ميلادي -9- جسر بومرزوق: يعلو مياه واد بومرزوق. يتكون من حوالي 28 قوسا، يربط بين حي بومرزوق و شعبة الرصاص )
عزوق موسى محمد